السبت: 28/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

رسالة إلى جماهير ومحبي الجدعان ... هوّنوا على أنفسكم واعتزوا بفريقكم

نشر بتاريخ: 08/02/2010 ( آخر تحديث: 08/02/2010 الساعة: 13:37 )
بقلم : أ. وليد خرمه
من خلال معاصرتنا وعملنا في الحقل الرياضي ، أكسبتنا هذه التجربة بأن الفوز وتحقيق البطولات الرياضية ليس عملاً مطلقاً وليس حكراً على أحد ، ففائز اليوم قد يكون خاسراً في الغد ومن يخسر جولة قد يكسب غيرها ، فعلينا أن نكون رياضيين بمعنى الكلمة وأن لا نتوقع الفوز دائماً فاللاعب ليس آلة مبرمجة لا يخطأ بل هو إنسان معرض للصواب وللخطأ ، وعلينا أن لا تأخذنا العزة بالإثم ، وعلينا أن نلتمس للاعبينا عذراً بأن لم يحالفهم الحظ في بعض المباريات ، فالرياضة كرّ وفر ، يوم غالب ويوم مغلوب والبطولات دول يوم لك ويوم عليك .

فمعظم الجماهير وخاصة المتعصبين لفرقهم لا يتقبلون الخسارة وكأنها لا تدخل في حساباتهم وضمن أبجدياتهم ، وما جعلني أكتب هذه الرسالة حقيقة هو الكلمات المزعجة والألفاظ غير الرياضية وحتى غير اللائقة التي تلفظها بعض المشجعين المتهورين والذين كانوا بالأمس القريب يهتفون ويتغنون واليوم يصيحون ويشتمون فلماذا هذا التصرف ، فمن لا يتقبل الخسارة ويرفضها فهو ليس رياضياً والرياضة منه براء وليبحث على فريق لا يخسر كي يشجعه إن وجد له ذلك ، فأعظم فرق ومنتخبات العالم خسرت وأعظم اللاعبين أضاعوا انفرادات وحتى ركلات جزاء . لعل هذه الرسالة تجد آذاناً صاغية وقلوباً واعية . فمرة أخرى كل التقدير والاحترام لكل لاعب ولكل مدرب وإداري يعمل من أجل ناديه وفريقه فهذا أضعف الإيمان وأقل ما نستطيع تقديمه لهؤلاء الأبطال والمخلصون .

إن التعامل بالروح الرياضية يتطلب منا أن نتعامل بالأخلاق الرياضية المتمثلة بالأدب والتسامح وعدم الغضب وتقبل الخسارة بصدر رحب كما نتقبل النصر ، وعلينا أن نفكر بما هو قادم وأن لا نتوقف عن الاستعداد وتصحيح الأخطاء ، كما علينا أن نبتعد عن التكبر والغرور عند الفوز وأن نخرج من الملعب بعد انتهاء المباراة أحباب متصافحين بدون حقد أو ضغينة ... هكذا هي الرياضة لتغرس فينا المحبة والألفة وليس الحقد والضغينة والعصبية ... الخ .

وأقولها بصراحة لماذا تغنينا بالفريق وبلاعبيه في مرحلة الذهاب ورفعناهم على رؤوسنا واعتبرناهم ملوك الكرة عندما حصدوا (18) نقطة ، فالفريق الذي لعب بالذهاب هو بنفس عناصره يلعب بالإياب ، ربما تغيرت الظروف أو تقاعس اللاعبون قليلاً لأنهم ركنوا بأنهم ضمنوا الصعود إلى الممتازة (أ) ، وفي هذه المناسبة أدعوا جميع محبي الجدعان وعشاقهم والغيورين على مركز شباب بلاطة بأن ينشروا الوعي الرياضي وأن ينزعوا فكرة وثقافة الفوز دون غيره وأن نتقبل الخسارة بصدر رحب ، وعلينا أن نعزز هؤلاء الأبطال ونرفع من معنوياتهم وأن نستمر في مناصرتهم فهم أمل الغد القادم وبإذن الله سيكونون المنافسون الأقوياء في دوري الأضواء بعد أن عادوا إلى موقعهم بين الكبار ، فكلهم أبطال ولهم كل التقدير والاحترام وبدون استثناء ولنحتفل بهم بعد انتهاء الدوري ولنكرمهم ونعززهم ونشحذ هممهم تمهيداً لما هو قادم ، فهم يستحقون منا ذلك ولنضع أكاليل الغار على هاماتهم العالية ، فمن ينكر بأنهم أعادوا لنا البسمة بعد أن غابت عن شفاهنا في الموسم الماضي ، سيروا أيها الجدعان فعين الله ترعاكم واستمروا على خطاكم وأدعوكم بأن تلتمسوا لجماهيركم وعشاقكم عذراً بأنهم يريدون منكم أن تستمروا بتقديم العروض الممتعة كما تعودوا منكم وأن تحققوا لهم الإنجازات والبطولات التي يطمحون إليها .