تصاعد اعتداءات الاحتلال على الصحافيين وانخفاضها فلسطينيا
نشر بتاريخ: 09/02/2010 ( آخر تحديث: 09/02/2010 الساعة: 14:18 )
بيت لحم- معا- ذكر المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى) أن شهر كانون الثاني- يناير 2009 شهد انتهاكات متعددة ضد الصحفيين الفلسطينيين، ارتكبت معظمها قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح المركز في تقرير عن الانتهاكات التي تعرض لها الصحافيون، تلقت "معا" نسخة عنها، أن قوات الاحتلال اعتدت على عدد من الصحفيين والتنكيل بهم خلال قيامهم بعملهم وهم: هارون عمايرة، ومصعب الخطيب، وأحمد الكيلاني، ويوسف شاهين، وعايد العويمر، وعصام الريماوي، كما قامت باحتجاز ثم ترحيل رئيس تحرير القسم الانجليزي بوكالة "معا" جارد مالسين- والذي يحمل الجنسية الأمريكية.
وأضاف التقرير بالنسبة للجانب الفلسطيني فإن الشهر الماضي لم يشهد انتهاكات كثيرة بحق الصحفيين، حيث قام الأمن الوقائي بالضفة باعتقال مصطفى صبري، كما قام احد أفراد الأمن الوطني باقتحام منزل عمار التلاوي وتم الاعتداء عليه بالضرب في مركز للشرطة بقطاع غزة.
وندد مركز (مدى) بكافة الانتهاكات ضد الصحفيين، مرحبا في الوقت ذاته بالانخفاض في مستوى الانتهاكات من الجانب الفلسطيني. وأكد على ضرورة وقفها بشكل كامل وإطلاق سراح الصحفيين المعتقلين،
كما اعرب المركز عن قلقه من استمرار وتصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على الصحفيين، وجدد مطالبته للمجتمع الدولي بالضغط على حكومة إسرائيل لوقف انتهاكاتها لحرية التعبير في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
تفصيل الانتهاكات:
(4/1)- اعتقال الصحفي الحر مصطفى صبري من قبل جهاز الأمن الوقائي في مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية.
وأفادت زوجته أن مجموعة من الجهاز المذكور حضروا إلى منزلهم في حوالي الساعة الخامسة إلا ربعا مساء الاثنين 4/1/2010، وطلبوا من مصطفى أن يرافقهم إلى مقرهم، وقد طلبت منهم إمهاله بعض الوقت لتناول طعام الإفطار، حيث كان صائما، إلا أنهم رفضوا ذلك واقتادوه معهم.
(8/1)- الاعتداء على مراسل تلفزيون فلسطين عايد العويمر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في قرية النبي صالح غرب مدينة رام الله.
وأفاد العويمر أنه ذهب الساعة الواحدة والنصف من ظهر يوم الجمعة 8/1/2010 ليغطي مسيرة لأهالي قرية النبي صالح ضد مصادرة أراضيهم لتوسيع مستوطنة حلميش، وأثناء إجرائه مقابلة مع وزير الأوقاف محمود الهباش على الهواء مباشرة، اقترب منه أحد الجنود الإسرائيليين وألقى قنبلة غاز أمامه، فأغمي عليه لفترة ونقل إلى الإسعاف لتلقي العلاج اللازم.
(12/1)- اعتقال مدير تحرير القسم الانجليزي بوكالة "معا" جارد مالسين عند وصوله إلى مطار بن غوريون الدولي قرب تل أبيب من قبل أمن المطار الإسرائيلي.
وحسب بيان لوكالة "معا" فقد كان مقرر ترحيل مالسين في الساعة السادسة من صباح اليوم التالي إلا أنه تم تأجيل الترحيل بعد أن قام محامي "معا" كاسترو داود بتقديم استئناف، وهو ما رفضه المدعي العام الإسرائيلي لكنه قبل من القاضي سوكولوف قبل منتصف الليل.
وقد أظهرت محاضر التحقيق أن احتجاز مالسين مرتبط بعمله كصحفي محترف، حيث جرى التحقيق معه لمدة ثماني ساعات في غرفة التحقيق والتي لم يسمح له خلالها بالاتصال بالمحامي أو القنصلية (الأمريكية).
وقد أشار مسؤولون في المطار انه لم يسمح له بالدخول إلى البلد (إسرائيل) بسبب "عدم التعاون" مع طاقم الأمن الإسرائيلي وبسبب نشره قصصا إخبارية" داخل المناطق" ومقالات "تنتقد دولة إسرائيل.
(14/1)- اقتحام منزل مصور وممنتج تلفزيون الأقصى عمار ياسر التلاوي في مدينة خان يونس، مساء يوم الخميس 14/1/2009، من قبل شخص مسلح يعمل في صفوف قوات الأمن الوطني بغزة، والاعتداء عليه في مركز الشرطة.
وقال التلاوي "في مساء يوم الخميس 14/1/2010، تعرض منزلي للاقتحام من قبل شخص مسلح بزيّه وعتاده العسكري وهو يعمل في صفوف قوات الأمن الوطني التابعة لوزارة الداخلية في غزة بحجة أنه يريد اخذ صور لعملية عسكرية نفذها احدهم قبل استشهاده، حيث قام المقتحم بسرقة جهازي المحمول وترك لي رسالة مفادها أنه إذا لم يجد المادة على الجهاز فإنه سوف يختطفني بالقوة".
وأكمل التلاوي قائلاً: "في الحال أسرعت لمركز الشرطة وأبلغت بالحادث فأخذوا أقوالي وأقوال الشاهد وقالوا لي أنهم لا يستطيعون التصرف أو ملاحقة المعتدي كونه يعمل في الأمن الوطني وطلبوا مني مراجعتهم لاحقا".
وأضاف التلاوي "توجهت مع والدي يوم السبت لمراجعتهم بناء على طلبهم حيث كان الضابط المناوب يمت بصلة قرابة للمعتدي، فسألته عن البلاغ الذي تقدمت به، حيث مر اليوم الثالث والمعتدي لا زال حرا طليقا في منطقتي وهو مسلح وأنا أخشى الخطف أو الاعتداء منه، فقال لي أنه لم يحدث شيء، فألحيت بأنني احتاج لحل عاجل، فقال الضابط لي مع السلامة، قلت له بالحرف الواحد أنا سأتصرف بطريقتي الخاصة أي يعني سأتوجه للمعنيين بهذا الأمر.
فما كدت أقول ذلك حتى قال الضابط لجنوده "أضربوه" فانهالوا علي بالضرب المبرح بالعصي والأقدام وهم حوالي عشرة جنود، وعندما حاول والدي أن يبعدهم عني، ضربوه أيضاً وهو في سن الخمسين من عمره، بعدها اقتادوني لغرفة خالية، من ثم دخل علي الضابط بعد أن أوقفوني على الحائط ويدي مرفوعة وانهال علي بالضرب المبرح والصفعات، ثم أمر بإدخالي للسجن المسمى بالنظارة عند المسجونين، بعد مصادرة ممتلكاتي وهاتفي الشخصي، بعد ساعة تدخل شخص من الشرطة بهدف الوساطة وقال لي يجب أن تعتذر للضابط كي تخرج، لكنني رفضت الاعتذار وقلت إنني أفضل السجن على الاعتذار لأنني لم افعل شيئا، وقد انتهى الأمر بإخراجي بتعهد، وها هو يمر اليوم الخامس على الاعتداء على بيتنا وعلى شخصي ولم يحرك أحد ساكناً، ولم اسمع أي رد، بل بالعكس عندما علم الضابط بأن القضية بدأت بالانتشار اتصل بأحد أقاربي وهددني بمعاودة سجني وملاحقتي شخصيا"ً.
(20/1)- ترحيل رئيس تحرير القسم الانجليزي بوكالة "معا" جارد مالسين، وذلك مساء يوم 20/1/2010، من قبل السلطات الإسرائيلية.
ونفى مالسين لدى وصوله مطار نيويورك الدولي، في اليوم التالي التقارير التي ذكرت أنه غادر إسرائيل طوعياً، حيث قال في مكالمة هاتفية مع وكالة "معا"، "لا يوجد شيء اسمه ترحيل طوعي، لقد تم ترحيلي، نقطة" وكان مالسين قد اعتقل في 12/1.
(23/1)- اعتقال مصور بال ميديا يوسف شاهين في بلدة التوانة جنوب الخليل من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي.
وأفاد شاهين أنه كان يصور مسيرة احتجاجية ضد التوسع الاستيطاني في منطقة اللتوانة يوم السبت 23/1/2010، الساعة العاشرة صباحا، عندما اقترب منه أحد الجنود وقال له أن هذه منطقة عسكرية مغلقة ويجب أن يبتعد من هنا، فانتقل إلى منطقة أخرى ليصور، ومن ثم اقترب منه الضابط مرّة أخرى وقام باعتقاله ونقله إلى مركز الشرطة الإسرائيلية في مستوطنة كريات أربع وقدم شكوى ضده.
وأضاف شاهين قائلاً: " هناك حققوا معي عن مصادر أخبار الصحفيين الفلسطينيين وعن طريقة عملهم، واتهمني بأني أحرض المشاركين في المسيرة على تصعيد احتجاجهم حتى أتمكن من التقاط صور جميلة، وبعد التحقيق أرغمني على البصم على أوراق لا اعرف ماذا كتب فيها، أرغمني على توقيع تعهّد بعدم دخول منطقة لتوانة لمدّة شهرين، وإلا سأدفع غرامة مالية كبيرة".
(23/12)- احتجاز وإهانة مراسل فضائية القدس مصعب الخطيب ومصور بال ميديا أحمد الكيلاني من قبل أمن المستوطنات وجيش الاحتلال الإسرائيلي قرب مستوطنة أريئيل قرب سلفيت بالضفة الغربية. وأفاد الخطيب أنه كان مع زميله الكيلاني يقومان بإعداد تقرير عن فرص استئناف المفاوضات في ظل التوسع الاستيطاني الإسرائيلي، وأثناء التصوير اقترب منهما رجال أمن المستوطنة وطلبوا بطاقاتهم الشخصية والصحفية، ومن ثم استدعوا الجيش وأجبروا الكيلاني على مسح المادة الصحفية، من ثم كبلوهما بالأصفاد واعصبوا عيونهما واقتادوهما إلى جهة مجهولة، وألقوا بهما على الأرض لمدة ساعة، والتقطوا لهما صورا وهما على الأرض كنوع من الإذلال على حد تعبير الخطيب.
وأضاف قائلا: "بعد ذلك جاء ضابط يتكلم العربية واستجوبنا عن عملنا الصحفي وعن اسم الفضائية التي نعمل بها، واخبرنا أنه سيتم إطلاق سراحنا قريباً، وبعد ذلك بفترة أعادونا إلى المكان الذي كنا نصور فيه وأمرونا بالابتعاد عنه، لقد قلنا لهم بأننا صحفيين وأظهرنا لهم بطاقاتنا الصحفية، لكنهم لم يكترثوا لذلك، بل استمروا في إهانتنا واحتجازنا".
(29/1)- الاعتداء على مراسل تلفزيون فلسطين هارون عمايرة في مسيرة بلعين الأسبوعية من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي. وأفاد عمايرة أنه توجه يوم الجمعة الموافق 29/1/2010 لتغطية فعاليات مسيرة بلعين، وحوالي الساعة الثانية عشرة والنصف ظهراً، كان يتحدث مع عضو اللجنة المركزية لحركة فتح سلطان أبو العينين في مقابلة مباشرة على الهواء، حيث ألقى جنود الاحتلال عليهم قنبلة غاز، مما أدى إلى إصابته باختناق شديد، ولم يستطع إكمال المقابلة، حيث تم نقله إلى سيارة إسعاف قريبة، لتلقى العلاج اللازم.
(29/1) - إصابة مصور صحيفة الحياة الجديدة ووكالةAPA image عصام الريماوي في قرية النبي صالح غرب مدينة رام الله من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأفاد الريماوي أنه ذهب حوالي الساعة الواحدة من ظهر يوم الجمعة الموافق 29/1/2010، لتغطية مسيرة مناهضة لمصادرة أراضي من القرية، وفي أثناء قيامه بعمله قام أحد الجنود الإسرائيليين بإطلاق النار عليه، ما أدى إلى إصابته برصاصة من نوع (معدني مطاطي) في يده اليمنى، فذهب مسرعا إلى سيارة الإسعاف المتواجدة في المكان حيث تم تقديم العلاج اللازم له.