السبت: 28/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

رزقة: مشاركة حماس بالحكم عززت النظام والقانون واعادت للتشريعي هيبته

نشر بتاريخ: 09/02/2010 ( آخر تحديث: 09/02/2010 الساعة: 18:55 )
غزة- معا- قال يوسف رزقة المستشار السياسي لرئيس الوزراء في الحكومة المقالة، إن التجربة التي خاضتها حركة حماس عززت فكرة النظام والقانون في النظرية والتطبيق، وجعلت المشاركة السياسية عنوانا في النظام السياسي والمشاركة السياسية وأعادت للمجلس التشريعي هيبته.

وأضاف "أن حالة الفلتان الأمني كانت فرعا من حالة الانفلات السياسي، وأن هذه الحالة المنفلتة والضارة لم تكن ستزول دون مشاركة حماس في الحكم".

جاء ذلك خلال ندوة سياسية عقدها مركز الدراسات السياسية والتنموية في غزة، بعنوان "بعد 4 سنوات على فوزها بالانتخابات التشريعية.. قراءة في تجربة حركة حماس في الحكم والسياسية"، بحضور عدد من المحللين والسياسيين والصحفيين.

المشاركة والحكم

وقال رزقه أنه لا تزال هناك أصوات داخل الحركة تعود للوراء وترى أن ترك الحكومة والحكم أولى من البقاء فيه وذلك لاعتبارين أساسيين هما: "أننا في مرحلة تحرر وطني وتقرير مصير، وطبيعة هذه المرحلة تتناقض مع مرحلة الحكم لا سيما وأن مرحلة الحكم التي نسميها (السلطة) هي الشريك الإسرائيلي الذي أرادت به "الصهيونية" إخراجنا من مرحلة التحرر ومقتضياتها وقد نجحت في مشروعها نجاحاً كبيراً".

ثانياً: "أن مرحلة الحكم تقتضي المسؤولية الكاملة عن الشعب الفلسطيني وتوفير كافة مستلزمات الحياة له والدفاع عن مصالحه ومواجهة العدوان والاستيطان الإسرائيلي المتواصل في الأراضي الفلسطينية المحتلة".

وأوضح أن هذا الأمر يتعذر القيام به في ظل سيطرة إسرائيل على المعابر والمال والحدود والاقتصاد وفي ظل انحياز عربي وانحياز أمريكي غربي للاحتلال.

علاقات حماس

وقال رزقه إنه لم يكن لدى حركة حماس أيً من العلاقات الإقليمية والدولية لديها قبل مشاركتها السياسية وكانت تلك العلاقات حكرا على بعض الأطراف، لافتا إلى أن اتفاق مكة يعتبر نموذجا على تقدم حماس في علاقاتها الإقليمية والدولية، وأن تجربة الحكم قفزت بحماس إلى الساحة الإقليمية وجعلتها طرفا منفذا للسياسات وأصبحت تقدر على إحباط قرار الآخرين.

وأضاف "أن حماس كانت في الحكومة ولم تكن في الحكم بشكل فاعل وذلك بسبب الضغوط الدولية التي فرضت عليها منذ لحظة فوزها بالانتخابات والحصار الخانق".

وتحدث عن "التداعيات السلبية لمشاركة حماس في الحكم حيث كان فوز حماس بمثابة وقع الزلزال على الكثير نظرا لأنه يعتبر نجاحا إسلاميا كبيرا وكانت ردة الفعل عنيفة داخليا وخارجيا حيث قامت دولة الاحتلال بالعديد من الاجتياحات وقامت أمريكا بفرض شروط الرباعية الدولية، وظهرت حالة الانقسام التي سادت على كافة مظاهر الحياة الفلسطينية فتوقفت عملية التنمية والتحرير".

وأكد د. رزقه على "أن حماس تعتبر الانقسام حالة شاذة واستثنائية وأن حالة الانقسام لم تكن اختيارا وإنما فرضت على الأرض من خلال وقائع وأن الطرفين الفتحاوي والحمساوي مسؤولان عن هذه الظاهرة"، مشيرا إلى أن هناك قيادتين متناحرتين ومختلفتين سياسياً، حسب قوله.

أنجازات:

من جانبه، اعتبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر ناجي شراب "أن حركة حماس بعد فوزها بالانتخابات باتت أحد الفواعل الهامة في الدول الإقليمية والدولية، مما يسجل لها إنجازاً كبيراً".

وأشار شراب إلى أن "حماس استطاعت أن تسجل عدداً من النجاحات خلال تجربتها في الحكم، فقد فرضت الأمن والأمان وخفضت من مظاهر الفلتان الأمني، كما أثبتت مهاراتها في إعادة صياغة اللعبة من خلال صناديق الاقتراع".

ولفت إلى أن مشاركة الحركة في الحكم أدت إلى تغيير في بنية النظام السياسي الفلسطيني، واستطاعت أن تتكيف مع البعد الإقليمي والدولي ونجحت في ذلك، فيما نجحت في تنمية الموارد وترشيدها رغم الحصار وإغلاق المعابر.

وطالب شراب حماس وحكومتها بتخفيف إجراءات الاعتقال في غزة، والانفتاح أكثر على مؤسسات المجتمع المدني، وأن تحاول أن تصبح جزءاً لا يتجزأ من الكل الفلسطيني.

من جانبة أكد د. عدنان أبو عامر، أن الأربع سنوات الأخيرة في حكم حماس كانت مليئة بإرادات دولية وإقليمية لم تعهد من قبل، مبيناً أن حماس لم تكن تتوقع أن تكون حدة الحصار بهذا الشكل.

وفي مداخلة له قال الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم: "حماس تستطيع إثبات معادلة واحدة أنها مؤهلة لقيادة المشروع الوطني، وحماس لن تسقط خيار المقاومة، واستطاعت ترشيد الأمور المالية والتغلب على الحصار بطرق كثيرة وشهد لها أنها لم تنهار في قطاع غزة"، مؤكداً أن حماس بعد أربع سنوات من السياسة أصبحت مؤهلة لقيادة المشروع الوطني بعد هذه التجربة".