مدرس سعودي يثير جدلاً حول "زعيم القرن الآسيوي"
نشر بتاريخ: 09/02/2010 ( آخر تحديث: 09/02/2010 الساعة: 19:11 )
بيت لحم - معا - عمون - فاجأ مدرس لغة عربية طلابه في إحدى المدارس السعودية بسؤال حمل 3 خيارات، وجاء على النحو التالي: "أصبح الهلال (زعيماً – زعيمٌ – زعيمٍ) للقرن في آسيا"، بحسب ما ذكرت صحيفة "شمس" السعودية في عددها الصادر اليوم الاثنين 8-2-2010.
وعلى الرغم من أن المعلم استخدم طريقة وُصفت بـ"الغريبة" لسؤال طلابه عن تطبيق إحدى قواعد النحو إلا أنه دافع عنها بقوة، مؤكداً أن "مضمون السؤال يتكلم عن منجز وطني حققه ناد محلي وحظي باهتمام كبير على مختلف الأصعدة السياسية والرياضية والشعبية والإعلامية، وتم تفعيله عبر الامتحانات لترسيخ التطبيق النحوي في أذهان الطلاب".
مشدداً على أنه يسعى إلى ابتكار طرق تفعل هذه التطبيقات المقررة في مناهج التعليم، وربطها بالبيئة المحيطة بالطالب للسعي لنشرها خارج محيط قاعات المدرسة، إلى المنزل والشارع، من خلال تبادل الطلاب للأحاديث مع أسرهم وأصدقائهم حول هذه القاعدة التي تثيرها المحيطات بالطالب من أشياء تمس حياته اليومية واهتماماته الحياتية والتعليمية خارج أروقة المدارس.
وواصل المعلم حديثه "نسعى من خلال ذلك إلى نشر التطبيقات النحوية وتسهيلها على المجتمع" ثم عاد لتبرير السؤال الغريب بقوله: "لا يخلو منزل من شخص مهتم باللعبة الشعبية الأولى (كرة القدم) ما يسهم في نشر هذه القواعد وتطبيقها على بيئته المحيطة به وترسيخها في أذهان العائلة والأصدقاء من دون الحاجة إلى تعلمها من المعلمين أنفسهم"، فيما لم يوضح السبب الذي جعله يختار نادي الهلال خصوصا، بين أندية أخرى، ولماذا لم يستخدم (المنتخب) على سبيل المثال في أسئلته، لكنه قال بوضوح: إنه شخصيا ذو ميل كروي هلالي، وهذا ما يُعتقد أنه السبب في طرح السؤال.
إلى ذلك أكد المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم في السعودية الدكتور فهد الطياش أن الوزارة تقف ضد المعلمين الذين يثيرون العنصرية القبلية أو التعصب الرياضي، وتتعهد بمعاقبتهم وفقا للوائح المتبعة في مثل هذه التجاوزات، مضيفا أن المدارس أوجدت لتنشئة الطلاب وزرع القيم الحميدة، وليس العكس، وموضحا أن الوزارة لا تتأخر ولا تتساهل في اتخاذ العقوبات ضد المتجاوزين من العاملين فيها.
من جانبه، أكد مدير المدرسة عوض العمري أن الوزارة وإدارة المجمع تمنع ورود مثل هذه الأسئلة في امتحانات الطلاب أو من خلال الإيعاز في الدروس، وأشار إلى أن ما قام به المعلم خطأ، وتم إفهامه ذلك من خلال لجنة سجلت بحضور مشرف تربوي.
مشيرا إلى أن بعض الطلبة أبدوا احتجاجا على وضع السؤال، وقال: "بعضهم أبدى اعتراضه من خلال ورقة الإجابة ودون فيها ملاحظات، ونحن لا نلومهم؛ لأن المعلم هو الذي أتاح لهم المجال للخوض في مثل هذا الأمر".
وعن وضعية السؤال، قال: "كان موضوعا له درجة واحدة، وهناك من أجاب عليه بشكل صحيح، وآخرون أخطؤوا، ولأن وضع السؤال لم يكن نظاميا تم حذفه تماما، ووزعت الدرجة على الأسئلة الأخرى".
ورغم الروح الرياضية العالية التي تحلى بها المعلم (واضع السؤال) إلا أن بعض الطلبة لم يكونوا بالروح ذاتها، وكانوا متعصبين جدا غير آبهين للتبريرات التي ساقها لهم بمجرد اطلاعهم على السؤال، ويقول أحدهم في تصريحاته إلى صحيفة "شمس" السعودية: "ليس من حق المعلم أن يقحم انتماءاته الكروية في اختيار يحدد مصير مئات الطلاب، وهذا الأمر مرفوض تماما، حتى وإن كنت أشاركه الميول الهلالية ذاتها، لكن يجب إبعاد التعصب الرياضي عن العملية التعليمية، فنحن نحضر إلى المدرسة للتعلم وتلقي العلم، ونستذكر دروسا، لا لنجيب على تساؤل عن زعيم القارة الآسيوية".