السبت: 28/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

تيسير جابر ودعاء السلامة ومحطات الاحترام **بقلم: محمد اللحام

نشر بتاريخ: 10/02/2010 ( آخر تحديث: 10/02/2010 الساعة: 19:57 )
خبر مؤلم ومحزن أطل علينا وسط زحمة الانشغال اليومي في الحياة، التي لا تنتظر أحدا، فبعضنا يمسك بقميص الآخر، والبعض يركض، والبعض أتعبه الركض والترحال، وآخر كره الانتظار، وغيره لا زال ينتظر الا أن قطار الحياة يسير ويسير دون توقف وحتى دون محطات، ونحن جميعا نستشرس للركوب في القطار والانتقال من مقطورة الى مقطورة في رحلة البحث، التي قد تكون رحلة في الشوك أو الجبال أو البحار أو الفقر أو الحب أو الحرب.

وفجأة نكتشف أن قوانا قابلة للتوقف وللاضمحلال، وقلبنا قد يتوقف عن الخفقان وعجلات القطار تستمر في الدوران دون اكتراث.

رفعت سماعة الهاتف في اليوم الاول للزميل راجي عصفور مصور قناة "الجزيرة" ومرافق الزميل تيسير جابر في الملاعب، وقص عليّ ما حصل، وصعوبة وحرج الموقف الطبي للزميل تيسير، ولم نملك سوى الدعاء لله أن يلطُف به ويعيده لعائلته سالما ولعمله فارسا كما كان.

وقبل أيام اتصلت على جواله الشخصي فردّت زوجته التي جاء صوتها مرتاحا في جانب، ومرتجفا في آخر، فقد كانت مرتاحة لأن الأطباء طمأنوها أن الأمور قابلة للتحسن مع الوقت، وخائفة من الأثر المتوقع للمرض، ولكنها قالت إنه بحاجة للدعوات الصادقة ولا أحد يملك غير ذلك.

الزميل جابر، التقيته آخر مرة في نهائي كأس السلة بصالة الفارعة، وأصر الرجل على استضافتنا في بيته واعتذرت منه ووعدته أن آتيه في أقرب فرصة ونعيد إحياء عزومة أبو خليل اللحام في (المخرور)، وانت اليوم في مرضك الذي نتمنى أن يشفيك الله منه، نعترف لك أننا اختلفنا معك حينا واتفقنا أحيانا كثيرة، ولكن لا يوجد إثنان في الوطن ومن عرفوك أنك أحد ركائز العمل الإعلامي الرياضي الفلسطيني ومن أبرز من شغل مساحة، فعل مهني في الإعلام الرياضي منذ بدء هذا الإعلام في البلاد، ويسجل لك أنك حملت هم وهمة الرياضة الفلسطينية عبر قناة "الجزيرة" الى كل العالم، صوتا قويا للشباب والبناء والنهوض.

واذا كان قطار الحياة يسير دون توقف إلا أن محطات التقدير والإحترام ستبقى راسخة للرجال المحترمين الذين قاموا من بين الركام وصنعوا الإحترام، فقم أيها الزميل والصديق تيسير، قم فإن شاء الله ستكون قادرا على العودة والتلاحم مع الملاعب والكاميرا والقلم، فأنت فارس المذياع والكاميرا والقلم، ولا نملك سوى دعوة رب العالمين أن يعيدك سالماً، وندعوا الطاهرين أن يدعو لك وندعو أمهاتنا وأطفالنا أن يدعوا لك بالسلامة والعودة.