السبت: 28/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

العقاب ليس الحل الوحيد * بقلم : احمد أبو الرب

نشر بتاريخ: 10/02/2010 ( آخر تحديث: 10/02/2010 الساعة: 19:37 )
في الماضي كنت احلم أن اصطحب أبنائي لمشاهدة مباريات الدوري الفلسطيني، لأبين لهم ما كنت أعلمهم إياه في أن الرياضة عامل هام في بناء الصداقات والمعارف الجيدة وبناء العلاقات والـتآخي بين المدن والمحافظات الفلسطينية،ولكن اليوم وللأسف هذا المفهوم ضعيف إلى حد ما ، وينتابه شيء من الخوف والقلق،ففي نهاية كل مباراة تقريبا ، يكون توقع حدوث أمر سلبي ما قائما ،إما بين الفريقين ،وإما بين الجماهير ، وإما مع طاقم التحكيم،الأمر الذي يؤدي إلى تراجع حاد في الروح الرياضية التي تعتبر غاية وهدف النشاط الرياضي، وخير شاهد ما يصدر عن الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم من قرارات عقابية المادية والإجرائية تتخذ اثر السلبيات التي تحدث في كثير من المباريات ،وهنا أتساءل هل العقابات وحدها تقضي على تلك الظواهر؟؟ الجواب حسب رأيي بالنفي، والسبب ينطلق من القاعدة القائلة"درهم وقاية خير من قنطار علاج" ودرهم الوقاية هذا من الممكن أن نلجأ إليه بصور عدة يؤدي حصاد نتاجها لجعل الظواهر السلبية في ملاعبنا قليلة إن لم نقل نادرة، وبالتالي نفتح الآفاق أمام تحقيق الهدف السامي من الرياضة وهو التربية الخلقية والتعارف والتعاون ،والصور هي:

أولا: العمل على توعية القائمين على الأندية الرياضية بتقديم الهدف السامي من الرياضة على التنافس الرقمي بالنقاط والحسابات .

ثانيا: تشكيل لجان متنوعة لدارسة كل الظواهر السلبية ، وإيجاد حلول جذرية لها.

ثالثا: إيجاد مكافآت مجزية مادية ومعنوية وحتى في النقاط للفرق واللاعبين والجمهور المثاليين كعامل محفز، لترسيخ هذه الظاهرة الايجابية في ملاعبنا.

رابعا: التركيز على المفهوم السلوكي في مدارس النشء الكروية،باعتباره أساسا عمليا في الرياضة لنصل مستقبلا إلى جيل رياضي مسلحا بقوة القيم.

خامسا :رفع مستوى المهنية في كل ما يخص جوانب كرة القدم ،فنيا ومهاريا وتحكيميا ، لان ذلك سيسهم في تلاشي كثير من الظواهر الغير محمودة.

هذه بعض التصورات، التي حتما لن تكون الوحيد، لكنها طريق إذا ما سلكتاه ، سنصل لحال في ملاعبنا أكثر أمنا ومتعة ونقدم رسالة الرياضة بمفهومها الروحي والتربوي والبدني والرسالي.

** عضو الهيئة الادارية لنادي جنين الرياضي