الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

كتب رئيس التحرير - يجب ان يقدم المسؤول الذي ظهرت صورته عاريا استقالته

نشر بتاريخ: 11/02/2010 ( آخر تحديث: 14/02/2010 الساعة: 10:13 )
كتب ناصر اللحام - ساد الوجوم وجوه الاطفال والعائلات الليلة الماضية وهم يشاهدون ما بثته القناة العاشرة من التلفزيون الاسرائيلي، وبرغم بلاغتنا، واعتقادنا اننا خطباء مفوهين فاننا لم نتمكن من اقناع اطفالنا بأي دفاع مفيد ... فالصدمة كبيرة والضربة مؤلمة، وبغض النظر عن الضحية وحجم الالم الذي اصابه شخصيا الا ان مصلحة الوطن والمصلحة العامة تتطلب خطوات جريئة وصعبة لتجاوز الازمة وبسرعة، فالصمت لا يكفي والمراددات تزيد الطين بلّة.

وفي هذا الاطار نشير الى النقاط التالية :

اولا : ان اسرائيل اّخر من يتحدث عن الابتزاز الجنسي في عمل المخابرات، فهي التي تدس عملاءها في المدارس والجامعات وحتى المشافي من اجل ابتزاز الطلبة والمرضى وحتى مرضى السرطان من اجل لي ذراعهم .

ثانيا : ان الضابط الفلسطيني "المؤتمن" الذي سلّم اسرار المواطنين وصورهم وما كان بحوزته من عهدة بحكم منصبه لا يحق له استخدام هذه الاسرار وتسليمها لتلفزيون العدو ويجب ان يحاكم محاكمة علنية وقانونية ... فكل ضابط امن او مخابرات في رام الله او غزة يملك اسرارا كثيرة عن الناس والتنصت على مهاتفاتهم وصورهم وحسابات بنوكهم ولو ان كل ضابط امن فلسطيني يذهب بهذه الاسرار الى التلفزيون الاسرائيلي لاصبحنا في دار عرض كبيرة.

ثالثا : ان رد المسؤولين في السلطة كان "هشا" واعتمد الحيل الدفاعية القديمة في معالجة الامر، وكان الاجدر وعلى الفور منذ وصول القصة الى مستوى ناظري المشاهد ان تتخذ القيادة اجراءات صارمة بهذا الصدد.

رابعا : لو كنت مستشارا اعلاميا للرجل "الضحية" في الفلم لاقترحت عليه تقديم استقالته فورا ومن جميع مسؤولياته الى حين انتهاء لجان التحقيق في الامر.

خامسا : ان نشر فلم من هذا القبيل على شاشة اسرائيلية لا يحدث الا بقرار من المستوى السياسي ولا يمكن ان تكون دائرة الاخبار لوحدها قد قررت ذلك من دون الرجوع الى المسوؤلين الامنيين والسياسيين في حكومة نتنياهو.

سادسا : يستعد التلفزيون الاسرائيلي - وتتنافس القنوات - على الحصول على مواد تعتقد انها تحرج القادة وتهز ثقة الشعب بهم من اجل نشرها ما يعني اننا ومن جميع الفصائل والفئات امام هجمة تشهير من جانب الاعلام الاسرائيلي.

سابعا : المطلوب من التوجيه السياسي في السلطة ان يصدر بيانا ويعقد ندوات توعوية للضباط والجنود والجمهور وفي الجامعات لشرح ابعاد الامر ومخاطره على الناحية السيكولوجية ... فاذا لم يكن الان فمتى نرى التوجيه السياسي !!!

ثامنا : يجب على جهاز المخابرات الفلسطيني واجهزة الامن الاخرى ان تتعلم نظام الارشيف والتشفير، وكفى استهتارا باسرار الناس وهمومهم، فكيف يمكن لاي ضابط ان يخرج ويحمل معه 400 صفحة من ارشيف الامن وكيف حصلت حماس ذات يوم على اشرطة وكاسيتات من مقرات الامن في غزة وكيف حصلت اسرائيل في مقر الامن الوقائي في بيتونيا على كل التقارير الامنية واسرار اللناس ومراسلات الضباط وهي على ورق عادي وغير مشفرة ؟؟؟؟ ألم يسمع احد في الامن الفلسطيني باختراع يدعى الشيفرة ؟؟؟ وحماية الاسرار من اللصوص والمتطفلين ؟؟؟

تاسعا : انا أكبر لحركة حماس تعاملها الناضج مع الفضيحة ولفت انتباهي اليوم ان صحيفة الرسالة وفلسطين وغيرها لم تتطرق الى الامر من باب الانتقام او التشفي.

عاشرا : الشائعة هي السلاح القادم للاحتلال ضدنا وضد قادتنا وضد بناتنا وضد عائلاتنا وضد قضيتنا الوطنية ... وعلى صفحات النت والمؤسسات والاجهزة والمواطنون ان ينضجوا وان يتقوا الله في اعراض الناس .... ونذكر للامام الشافعي :

إذا رمتَ أن تحيا سليماً منَ الردى
ودينُكَ موفورٌ وعرضكَ صينُ

فلا ينطقنْ منكَ اللسانُ بسوأةٍ
فكلكُ سوءاتٌ وللناسِ ألسنُ

وعيناكَ إنْ أبدتْ إليكَ معائباً
فدعها ، وقلْ يا عينُ للناسِ أعينُ

وعاشرْ بمعروفٍ ، وسامحْ منِ اعتدى
ودافعْ ولكنْ بالتي هي أحسنُ