لا مرونة ولا رواتب حتى تغير حماس موقفها: تقرير اميريكي يكشف اصرار الادارة الامريكية على تشديد الحصار على الحكومة
نشر بتاريخ: 11/05/2006 ( آخر تحديث: 11/05/2006 الساعة: 18:37 )
القدس - معــــــا - اكدت مصادر دبلوماسية اميريكية في واشنطن ان الادارة الامريكية برئاسة جورج بوش ستواصل اتباع سياسة متشددة دون ابداء اية مرونة تجاه حركة "حماس" والحكومة التي شكلتها الى ان تغير هذه الحركة من برنامجها الحالي او ان يتم اخراجها من السلطة.
ويشير تقرير اعده دبلوماسي امريكي سابق حصلت "معاً" على نسخة منه الى ان المناقشات التي جرت في الخارجية الامريكية، ومجلس الامن القومي حول الاوضاع في فلسطين، لم تظهر اي نوع من المرونة في تعامل ادارة بوش حول سياسة التجويع الممارسة ضد السلطة الحالية بقيادة "حماس".
واكد التقرير انه خلال اجتماع الرباعية في نيويورك، حذَّر بعض المسؤولين الامريكيين من امكانية اجراء اي تغيير في الموقف الامريكي تجاه الحصار الاقتصادي ضد السلطة حتى لو مورست ضغوط من قبل اعضاء الرباعية على الادارة الامريكية لغرض تحقيق الهدف من هذا الحصار المفروض.
ويعتقد المسؤولون الامريكيون انه بالامكان البقاء متحدين على الاقل في الوقت الحاضر والحفاظ على اجماع دولي من اجل تجويع حماس وعزلها سياسياً، فيما يؤكد مسؤولون آخرون عدم وجود اية امكانية لتغيير الموقف الامريكي من مسألة رواتب الموظفين.
ونقل عن هؤلاء المسؤولين قولهم : " لا يمكن للولايات المتحدة ان تسمح بتحرير الاموال بسبب قوانين مكافحة الارهاب ، اضافة الى موقف ادارة بوش فيما يتعلق بالحرب العالمية على الارهاب .
وفي هذا الشأن ينقل التقرير عن مسؤول امريكي قوله ان موقف "حماس" من العملية التفجيرية التي قام بها احد عناصر "الجهاد الاسلامي" في تل ابيب مؤخراً بينت بوضوح ان "حماس" تدعم " الارهاب " .
واستناداً لذات التقرير ، فإن المسؤولين الامريكيين يبحثون عن سبل فيما يتعلق بالمساعدات الانسانية للفلسطينيين ، الا انهم يقرون ان هكذا مساعدات لن تصل الى الموظفين.
كما يعترفون بأن الاوضاع الاقتصادية في الضفة وغزة آخذه في التردي والانحدار اسرع مما كان يعتقد ، ومع ذلك يشير التقرير الى ان هذه الحالة من التردي التي يعانيها الفلسطينيون لن تدفع الادارة ، الامريكية الى تغيير سياستها ، مع ادراك هذه الادارة بأن الشعب الفلسطيني يوجه اللوم الى امريكا واسرائيل فيما يتعلق بمحنته هذه اكثر من توجيه اللوم الى " حماس ".
ووفقاً للتقرير فإن مسؤولين امريكيين باتوا يوجهون اللوم للادارة الامريكية على ما يوصف ب" الدعم المستمر " للرئيس عباس والبحث عن سبل لتقديم المساعدة من خلال مكتبه.
ونقل عن هؤلاء المسؤولين قولهم :" من الواضح ان واشنطن لن تدعم دفع الاموال من اجل الرواتب حتى عبر الرئاسة ".
ويلاحظ معدو التقرير ان الاعلام الامريكي ورغم تقديمه تقارير متلاحقة حول خطورة الاوضاع الاقتصادية في الضفة الغربية وغزة ، وكيفية نظرة المواطن الفلسطيني العادي اليها ، الا ان هذه التقارير تبدو محدودة التأثير على الادارة الامريكية وتفكيرها، او على مواقف الكونغرس" .
ويعزى انعدام هذا التأثير الى ان صناع السياسة الامريكية لا يفهمون معنى انهيار السلطة بشكل حقيقي ، وطبيعة اهميتها بالنسبة للولايات المتحدة .
وينقل التقرير عن احد المسؤولين الامريكيين قوله:" حتى لو توقف النظام الصحي الفلسطيني عن العمل كنتيجة للضغوط المالية، فإن البناء الهيكلي لابد سيبقى، وبالتالي يمكن اعادة انعاشه من خلال صب الدعم الخارجي ".
ويختم التقرير بالقول :" بينما تقر واشنطن بزيادة المعاناة الاقتصادية للفلسطينيين ، لا يبدو ان هناك مظاهر سلبية حدثت حتى هذه اللحظة ، مثل تعاظم حالات الشغب ضد اسرائيل او استمرار الانتفاضة " .