السبت: 28/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

نزال: تعديل ميثاق حماس فكرة عبقرية تغير المعادلة الفلسطينية

نشر بتاريخ: 11/02/2010 ( آخر تحديث: 11/02/2010 الساعة: 15:22 )
رام الله - معا- في رد فعل من حركة فتح على اقتراحات غازي حمد بخصوص إمكانية قيام حماس بتعديل ميثاقها اعتبر عضو المجلس الثوري لحركة فتح د. جمال نزال أن تعديل ميثاق حماس فكرة عبقرية من شأنها تغيير معادلة العلاقات الفلسطينية وفتح الباب لتحويل حماس من "امتداد فلسطيني مهجن كما هي الآن إلى إلى حركة فلسطينية قابلة للتعايش مع الشعب الفلسطيني تحت راية م.ت.ف كما يجب أن تكون.

وأشار نزال إلى البنود الإشكالية في ميثاق حماس من تلك التي ترى فيها كل من حركة فتح وم. ت.ف "عقبة للوحدة الوطنية"- كما قال, وحذر نزال كذلك من أن يتم تغيير ميثاق حماس بأي اتجاه يسمح للفرع الفلسطيني من تنظيم الإخوان المسليمين (كما تصف حماس نفسها) بالإعتراف بيهودية إسرائيل وه المطلب الذي لا ترفضه فتح وكافة الفصائل الفصائل الأخرى.

ووصف نزال توجه حمد بالايجابي يجدر تشجيعه والبناء عليه, مضيفا" لا نعرف منتهى لهذا الموضوع خصوصا أن حماس لا تناقش لأن قراراتها تتخذ دون نقاش داخلي. لكن برأينا هذه التصريحات هي استكمال لما بدأه مشعل في أقواله لصحيفة اليوم السابع يوم الأربعاء 27 يناير 2010 إذ تفوه بأشياء مخالفة لميثاق حماس. وتحدث عن تنصل حماس من علاقتها بتنظيمها الأم أي بالإخوان المسلمين. وهو تنصل مخالف لميثاق حماس نفسه: وبرأينا قام مشعل و"بمرسوم صحافي" بتعديل ميثاق حماس بشكل فردي في مقابلة صحافية نشرت بالصحيفة المذكورة إذ قال :"يحسبونا على الإخوان المسلمين وهذا يشكل حساسية.. فنحن اليوم حركة تحرير وطني ليس لها علاقة بالإخوان المسلمين" ونفى فيها قيام هنية بمبايعة مرشد الإخوان الجديد محمد بديع، موضحا أن هنية بارك لبديع على المرشدية من دون أن يبايعه وكذلك طالب مشعل بالتفريق بين حماس كحركة تحرير وبين تنظيم الإخوان". وهذه الأقوال تنسف المادة 2 من ميثاق حماس التي تقول: "حركة المقاومة الإسلامية جناح من أجنحة الإخوان المسلمين بفلسطين. وحركة الإخوان المسلمين تنظيم عالمي..... الخ ". (أنظر موفق مطر بصحيفة الحياة الجديدة رسائل مشعل (الجزء الآخر.انقلاب ثان على الاخوان).

ميثاق حماس يصطدم بالهوية؟

واعتبر نزال ان ميثاق حماس يصطدم بالهوية الفلسطينية ومضاد للوحدة الوطنية وللديمقراطية وللدولة الفلسطينية. وهذه كلها مبادئ وأهداف للحركة الوطنية التي تعد فتح جزءا طليعيا منها. نعتبر أن تغيير ميثاق حماس سيكون فكرة عبقرية تغير المعادلة الفلسطينية وتجعل من حماس حركة فلسطينية بالمعنى الكامل وليس امتداد فلسطيني لتنظيم أجنبي هو الإخوان المسلمين.

المادة الثانية من ميثاق حماس

وحول رايه في المادة التي ترغب حركة فتح برؤيتها مشطوبة من ميثاق حماس قال نزال: ان القرار قرارهم هم ولا دخل لنا فيه. لكن المادة الثانية من ميثاق حماس تربطها ربطا عضويا بتنظيم أجنبي ليس معروفا بتأييده لفكرة الكفاح المسلح الذي هو الجزء الأهم في تاريخ فتح. وتنظيم الإخوان لا يعارض الكفاح المسلح فقط بل يعارض العملية السلمية ايضا!! وهذا مكرس بالمادة 13 من ميثاق حماس وهو البند الذي يعتبر أي مؤتمر دولي لبحث الحل السلمي للموضوع الفلسطيني خيانة لحماس!

إذا عدل هذان البندان وأضافت حماس بندا تعتبر فيه نفسها جزءا من منظمة التحرير الفلسطينية وجزءا من الشعب الفلسطيني سنكون بحال أفضل وسنقترب من المصالحة بشكل جوهري أساسه نظرة حماس الجديدة لنفسها ولشعبها و م. ت. ف.

حذار من الافراط بالتفاؤل:

وحذر نزال من الافراط بالتفاؤل ," فحماس معتادة على التصريحات غير المدروسة وآخرها ليوسف رزقة وزير الإعلام الأسبق الذي قال أن وصول حماس للسلطة قد أعاد الهيبة للقانون وللحياة التشريعية! ولو سألت أي منظمة شعبية معنية بمشاريع القوانين لشرحت لك كيف أن المنقذ الوحيد للحياة التشريعية هو مؤسسة الرئاسة التي عبأت فراغا تشريعيا نجم عن تعطيل حماس للحياة التشريعية بالبلاد. وأما قضية "حماس جديدة" فأعتقد أن تعديل ميثاق حماس على نحو يجعلها أقرب للأردوغانية وأبعد عن الطالبنانية سيكون أمرا أفضل للجميع. لكن اشك في أن تنجح حماس بمقارعة مستلزمات تعديل الميثاق وما سيترافق مع طرح الموضوع من جدلية إعلامية وسيساية لن تقوى عليها حماس. فحماس لا تجيد النقاش. وأما ورطة الميثاق فهي معقدة لأسباب:

حماس تعرف أن ميثاقها الحالي يصطدم بالعالم الخارجي ولكنها إن عدلت ميثاقها فستصطدم بنفسها أولا ثم يمضي وقت طويل قبل أن تستعيد تأييد من نجحت بخداعهم في الحملة الإنتخابية الماضية. ونخن في فتح نعف ذلك ونمر بعملية صيانة ذاتية ناجحة منذ المؤتمر السادس ونقوم منذ حينيه بإعادة بناء كل ركن من أركان تنظيمنا الفضفاض الكبير نعم ولكن قضينا على الترهل وتقدمنا بفريق قيادي جديد وأوراق تنظيمية تجعلنا نعرف من نحن وما نريد. أمام حماس عقدان من الزمن قبل أن تصل إلى هذه النقطة.