الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

رسالة مفتوحة من الشيخ رائد صلاح الى الرئيس محمود عباس

نشر بتاريخ: 12/05/2006 ( آخر تحديث: 12/05/2006 الساعة: 11:32 )
معا : ارسل مكتب الشيخ رائد صلاح مسؤول الحركة الاسلامية داخل الخط الاخضر كتابا مفتوحا لبريد وكالة معا يخاطب فيها الرئيس محمود عباس على النحو التالي :
سيادة الرئيس:
محمود عباس أبو مازن حفظكم الله ورعاكم.
رئيس دولة فلسطين
السلام عليكم ورحمة الله
الموضوع:الأوضاع الراهنة والموقف التاريخي.
السيد الرئيس حفظكم الله ورعاكم ، نسأل الله أن تصلكم رسالتنا هذه وانتم بموفور الصحة والعافية.
السيد الرئيس
بداية بودنا أن نرفع لكم أسمى آيات المباركة على التجربة الديمقراطية الناجحة التي خاضها شعبنا الفلسطيني المناضل والتي أثبتت شفافية كبيرة ، وشهد لها القاصي والداني , ونسأل الله أن يوفق جميع أعضاء المجلس التشريعي المنتخب والحكومة الفلسطينية لما يحبه ويرضاه وإلى خدمة أبناء شعبنا الفلسطيني في جميع أماكن تواجده , ونسأله تعالى أن نحتفل عما قريب بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ودرة القدس المسجد الأقصى المبارك حرا مستقلا .
السيد الرئيس
إننا على قناعة تامة أن الحصار المفروض على شعبنا الفلسطيني منذ تجربة الانتخابات الأخيرة والتي أفرزت حكومة سيادة رئيس الوزراء إسماعيل هنية, إنما هو استمرار لذلك الحصار الذي بدأه رئيس الحكومة الاسرائيلي السابق اريئيل شارون على السيد الرئيس الشهيد ياسر عرفات, وعلى شعبنا الفلسطيني, وهو استمرار للنهج أحادي الجانب الذي بدأه شارون وما زال ينتهجه رئيس الحكومة الإسرائيلية الحالي أيهود اولمرت, وليس خافيا على سيادتكم التعامل الإسرائيلي الفوقي مع السلطة الفلسطينية ومع الشعب الفلسطيني قديما وحديثا, كما انه ليس خافيا على سيادتكم الخطوات أحادية الجانب من قبل الحكومة الإسرائيلية التي تهدف فيما تهدف إليه إلى فرض الوقائع على الأرض تمهيدا لسرقة اكبر رقعة ممكنة من الأرض الفلسطينية تارة تحت ستار الانسحاب من مستوطنات قطاع غزة وشمالي الضفة الغربية دونما أي تنسيق مع سيادتكم ومع السلطة الوطنية الفلسطينية ، وتارة تحت شعار خطة التجميع التي أعلنها ايهود اولمرت.
السيد الرئيس
ليس خافيا على حضرتكم أن الحرب المعلنة على شعبنا الفلسطيني حاليا والتي تتولى كبرها حكومة اولمرت والولايات المتحدة الأمريكية والتي تتمثل في احد اساليبها الاحتلالية بالحصار الاقتصادي وحجب المساعدات الدولية عن السلطة الفلسطينية, بل ومنع تلك المساعدات , التي تمكنت حكومة سيادة رئيس الوزراء من تجنيدها , من الوصول إلى السلطة الوطنية الفلسطينية وتهديد البنوك ومنعها من إيصال هذه الأموال, يضاف إليها الحصار الاقتصادي الذي تفرضه بعض الدول على الحكومة الفلسطينية المنتخبة.

وليس خافيا على سيادتكم أن هذه الحرب هي استمرار لتلك الحرب المعلنة على شعبنا الفلسطيني منذ ستة عقود وهي استمرار للحرب المعلنة على شعبنا الفلسطيني وسلطته الوطنية منذ العام 2000, وليس من شك أن هذه الحرب تسعى إلى تركيع شعبنا الفلسطيني وسلطته الوطنية لاملاءات إسرائيلية أمريكية كنتم قد رفضتموها إبّان مفاوضات كامب ديفيد الأخيرة, التي جمعتكم والرئيس الراحل الشهيد ابو عمار مع رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق ايهود براك ومع الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون.



السيد الرئيس

إن الوضع الذي وصل إليه أبناء شعبنا الفلسطيني نتيجة الحصار الاقتصادي المفروض عليه وضع لا يخفى على سيادتكم من حيث النقص الحاد في ضروريات الحياة وضروريات العلاج, ونقص الأدوية والأطعمة ، وعليه فان الجميع مطالب بالوقوف أمام مسؤولياته العظيمة لإنقاذ هذا الشعب من براثن الجوع والحصار, ولذلك فان الحاجة تستدعي وحدة في الموقف بين مؤسسة الرئاسة الفلسطينية وبين الحكومة الفلسطينية يسعى من خلالها الجميع إلى إيصال الأموال التي جندتها الحكومة الفلسطينية إلى عناوينها الشرعية والتعاون على توفير المصادر المالية لدعم الشعب الفلسطيني , ثم فان الواقع الفلسطيني الذي يحياه أبناء شعبنا الفلسطيني والسلطة الوطنية الفلسطينية يستدعي من الجميع بناء خطة اقتصادية مستقلة تعتمد العصامية عمودا فقريا حتى تملك قرارها غدا ولا تشكل المساعدات الأجنبية عامل ضغط وابتزاز لها.
السيد الرئيس
سررنا جدا لسماع أخبار ترؤس سيادتكم وسيادة رئيس الوزراء السيد اسماعيل هنية اجتماعا لعلاج الأزمات التي تواجه شعبنا الفلسطيني المناضل والذي أسفر عن توافق بين الجانبين في كثير من القضايا ومنها القضايا المالية.

وتزعجنا أخبار أي خلاف فلسطيني- فلسطيني , لذلك فإننا إذ نحيي كل بادرة لعمل مشترك تسعى لانتشال شعبنا الفلسطيني من أزماته فإننا نناشدكم وانتم رئيس الشعب الفلسطيني كله أن تعملوا وحكومتكم المنتخبة سويا على علاج جميع هذه الأزمات والخلافات المؤسفة والدخيلة على شعبنا الفلسطيني , كفريق واحد ، همه واحد ، وأمله واحد ، كما أن سلطته واحدة ، ودولته العتيدة وعاصمتها القدس الشريف واحدة.



الداعي لكم بالخير

الشيخ رائد صلاح

رئيس الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني