السبت: 28/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

القدس المفتوحة تنظم مؤتمر مصانع الموت الاسرائيلية بحضور فياض وعمرو

نشر بتاريخ: 14/02/2010 ( آخر تحديث: 14/02/2010 الساعة: 15:45 )
طولكرم- معا- نجحت جامعة القدس المفتوحة في الخروج بتنظيم باهر لمؤتمر "الصناعات الاسرائيلية في المناطق الحدودية والمستوطنات الاسرائيلية جسور سلام وتنمية اقتصادية، أم دمار للانسان والبيئة؟" والذي نظمته الجامعة في منطقة طولكرم التعليمية بالتعاون مع نقابة المهندسين.

وتميز حفل افتتاح المؤتمر الذي نظم على مدار يومي السبت والأحد 13-14/2/2010 بحسن التنظيم وحضور نخبة من الوزراء والمسؤولين الرسميين يتقدمهم دولة رئيس الوزراء د. سلام فياض بالإضافة إلى ممثلين عن المؤسسات الأهلية، والقطاع الخاص، والباحثين، والأكاديميين.

د.فياض" السلطة الوطنية مصرة على مقاطعة بضائع المستوطنات

أكد رئيس الوزراء د. سلام فياض في كلمة له خلال حفل افتتاح المؤتمر أن مؤسسات السلطة الوطنية تواصل العمل على ضمان تنفيذ قرار الحكومة بمنع دخول منتجات المستوطنات إلى السوق الفلسطيني.

وأضاف ان النجاح في هذا العمل هو مسؤولية جماعية تتطلب تضافر الجهود ومن قبل كافة المستويات الرسمية والشعبية والأهلية ومؤسسات القطاع الخاص، لضمان نجاح حملة تنظيف الأسواق الفلسطينية من منتجات المستوطنات، وخلق رأي عام دولي ضاغط لمناهضة الاستيطان والمصانع المقامة في المستوطنات.

وأكد فياض أن السلطة الوطنية تبذل جهوداً مستمرة لتعزيز التعاون والشراكة مع القطاع الخاص، لتمكينه من تحمل مسؤولياته للنهوض بالاقتصاد الوطني، وأضاف "نتطلع إلى المزيد من التعاون في تنفيذ العديد من المشاريع بما في ذلك المشاريع الكبيرة، التي تساهم في توفير فرص العمل، وتعزز ركائز الاقتصاد الوطني وقدرته التنافسية" والمساهمة في انجاح الحملة الوطنية لمقاطعة منتجات المستوطنات، وتشجيع الصناعات الوطنية ودعمها، وإيجاد الحلول الملموسة لاستيعاب الأيدي العاملة التي قد تتأثر جراء ذلك.

ورأى رئيس الوزراء ان مؤتمر القدس المفتوحة وكافة المبادرات التي تقوم بها الجامعات، ومؤسسات المجتمع المدني واللجان الشعبية والأهالي والمزارعون، والقطاع الخاص، وكل مبادرات الدفاع عن الأرض وتشجيع الصناعات الوطنية تؤكد تجذر شعبنا في أرضه، واصراره على الحياة الكريمة، للمساهمة في تطوير عناصر القوة والصمود لشعبنا وقيادته، وبلورة خطوات ملموسة قادرة على تجنيد وحشد المزيد من الدعم الدولي لحقوق شعبنا الوطنية وقضيته العادلة.

ا.د. عمرو يشدد على ضرورة خطورة المصانع الاسرائيلية

ولفت ا.د.يونس عمرو رئيس الجامعة وراعي المؤتمر الى ان مبادرة الجامعة لعقد هذا المؤتمر في منطقة طولكرم بالتعاون مع نقابة المهندسين للخطورة المصانع الكيماوية المقامة غرب المدينة على أهالي محافظة طولكرم وللخطورة الصحية الناجمة عن الصناعات الإسرائيلية التي لا تخضع لموازين الرقابة ولمعايير الجودة، معتبرا ان جامعة القدس المفتوحة تجد نفسها مسؤولة كل المسؤولية أمام هذه الاخطار، مشيرا الى ان الاحتلال يدعي ان الصناعات الإسرائيلية في المناطق الحدودية والمستوطنات الإسرائيلية هي جسور سلام وتنمية اقتصادية ولكنها في الحقيقة والواقع الذي نعيش بذور سموم ودمار اقتصادي وحرق للإنسان والبيئة، مؤكدا على عدم شرعية المستوطنات وصناعتها لمخالفتها لكل القوانين والأعراف الدولية لافتا ان استمرار تعدي الإنشاءات الإسرائيلية على الأرض الفلسطينية والإنسان يمثل بالفعل أدوات هدم حقيقة لكل محاولات بناء جسور السلام وتحقيق التنمية الاقتصادية، داعيا لأن يخرج المؤتمر بمقترحات وتوصيات تفيد السلطة التنفيذية لمواجهة هذه الأخطار.

ولفت رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر د. فيصل عمرالى ان هذا المؤتمر كان فكرة محافظ طولكرم العميد طلال دويكات خلال اجتماع عادي حيث سارعت الجامعة الى التحضير لهذا المؤتمر منذ ثمانية أشهر، وأخذت الجامعة بعين الاعتبار المعايير العلمية ووضعت كافة إمكاناتها المادية والبشرية تحت تصرف منطقة طولكرم التعليمية، واستعرض عمر الآثار السلبية والبيئية الناجمة عن مصانع الموت الإسرائيلية المقامة غرب المدينة وعلى طول الحدود والصناعات الإسرائيلية غير الخاضعة لمعايير الجودة والرقابة، لافتا الى ان الاستيطان وبناء الجدران يمثلان التحدي الأكبر لمشروع بناء الدولة.

دويكات: لا لمصانع الموت الاسرائيلية

وقال محافظ طولكرم العميد طلال دويكات في كلمته اننا نعقد اليوم مؤتمرنا العلمي وشعارنا جميعا لا لمصانع الموت الإسرائيلية التي أقامها الاحتلال على أراضينا بعد ان رفضت كل الجهات الاسرائيلية البيئية وغير البيئية بقاءها داخل الخط الأخضر لفداحة ضررها وخطرها، معتبرا الحشد العلمي والسياسي والدبلوماسي والنخبوي في المؤتمر والعناوين العريضة التي سيطرق أبوابها المتحدثون دليلا على خطر مثل هذه المصانع والاصرار على ضرورة اقتلاعها من فوق أراضينا، لافتا الى ان هذه المصانع لا يقتصر وجودها على ارض محافظة طولكرم بل هي منتشرة في معظم محافظات الوطن وبشكل لافت في محافظتي سلفيت وقلقيلية، مؤكدا ان الأهداف السياسية والاقتصادية التي يسعى الاحتلال لجنيها من اقامة مثل هذه المصانع هو تهجير الفلسطينيين من أماكن سكناهم القريبة من هذه المصانع والتخلي عن زراعة أرضهم والتي أصبحت بالفعل غر قابلة للزراعة بفعل مخلفات هذه المصانع من غازات سامة ومياه عادمة ملوثة.

ودعا دويكات الى تكثيف الجهود والطاقات الشعبية والرسمية ونقل معركة إغلاق مصانع الموت الى المجتمع الإسرائيلي بالاستعانة بالقوى المحبة للسلام وانصار البيئة ووسائل الإعلام الإسرائيلية لتسليط الضوء على هذا الخطر البيئي الذي يعيشه الفلسطينيون في محافظة طولكرم وغيرها من محافظات الوطن، كما شدد على نقل معركة إغلاقها الى المجتمع الدولي واستنفار كل المنظمات والأحزاب والهيئات التي تهتم بالبيئة وبسلامة الإنسان.

نقابة المهندسين: الاحتلال يمتاز بمخرجات تدميرية

وتطرق نقيب المهندسين م. احمد اعديلي في كلمته الى دور النقابة في ادارة برنامج تدريب وتأهيل بميزانية تصل الى حوالي (200) الف دولار لتهيئة الفرص لمهندسين اكتساب الخبرات اللازمة والاطلاع على أخر ما توصلت اليه العلوم الهندسية من برمجيات وابتكارات. مؤكدا دعم النقابة لكل التوصيات والمقترحات الصادرة عن هذا المؤتمر الذي يهدف الى تعزيز الجهود المبذولة لتبيان أثر المصانع التي اقامتها إسرائيل داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 م وبالقرب من الخط الأخضر بما فيها المستوطنات على الإنسان والبيئة الفلسطينية وتعزيز مقومات الصمود والنضال الوطني وفضح الاثار السلبية الناجمة عنها. مؤكدا ان الاحتلال يمتاز دائما بأن كل مخرجاته دمار.

د. صيدم يقدم ورقة علمية لدكتور عريقات

وقدم مستشار الرئيس لشؤون التعليم التقني وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات د. صبري صيدم رئاسة الجلسة قدم خلالها ورقة علمية لعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير د. صائب عريقات تحدث خلالها عن الاثار السياسية والاقتصادية للصناعات الاسرائيلية داخل المستوطنات والمناطق الحدودية على الوضع السياسي والاقتصادي الفلسطيني وأكدت الورقة على أهمية عدم الاعتراف بمنتجات المستوطنات وعدم التعامل معها ومعاقبة المسؤولين عن التعامل والتبادل وإعلام الشركات الأجنبية التي تتعامل مع منتجات المستوطنات بعواقب التعامل ورفع نسبة الوعي في العمل والتبادل التجاري مع المستوطنات خاصة في أوروبا وحجب القروض الحكومية عن الشركات التي تتعامل مع المستوطنات وفرض حظر تام على منتجات المستوطنات.

د. اشتية: نستورد من إسرائيل 86 % من وارداتنا

وقدم وزير الأشغال العامة د.محمد اشتيه ورقة علمية حول اثر المستوطنات على عقد المواصلات الفلسطينية في المرحلة الحالية والمستقبلية، لافتا الى ان اسرائيل ومنذ سيطرتها على أراضي الضفة عام 1976 عمدت الى جعل الاقتصاد الفلسطيني تابعا للاحتلال حيث نستورد من إسرائيل 86 % من واردا تنا ونصدر 64 % من صادراتنا، كما تسيطر إسرائيل على جميع مصادر المياه في الضفة، حيث تستهلك إسرائيل 600 مليون متر مكعب وشعبنا يستهلك 120 مليون متر مكعب، كما تسيطر اسرائيل على بوابة الاتصالات وشبكة الكهرباء، كما بنت إسرائيل 185 مستوطنة يعيش فيها 342 الف مستوطن في الضفة والقدس، وتطرق اشتيه الى شبكة الطرق التي وصفها بـ "بنظام الفصل العنصري.

د. غنيم يسط الضوء على سياسة الأمر الواقع

وقدم وزير الدولة لشؤون الجدار والاستيطان م. ماهر غنيم ورقة علمية حول" المستوطنات الاسرائيلية الى زوال استراتيجية مواجهة وليس ردود أفعال" تحدث فيها نشأة المستوطنات قبل وبعد الاحتلال الإسرائيلي ودور الحكومة في فرض سياسة الأمر الواقع وحسم مسبق لنتيجة المفاوضات لإحباط قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة ما دفع الرئيس محمود عباس الى اشتراط وقف الاستيطان مقابل العودة الى المفاوضات السلمية، لافتا ان عدد المستوطنات حتى نهاية عام 2009 الى 440 موقعا استيطانيا في الضفة تشمل 144 مستوطنة و205 بؤر استيطانية و48 موقعا عسكريا و43 بؤرة استيطانية، كما اقامت 17 منطقة صناعية في المستوطنات توصف بانها مناطق ذات أهمية اقتصادية للاقتصاد الإسرائيلي حيث يتم استغلال الأيدي العاملة الفلسطينية الرخيصة ما نتجت عنه آثار مدمرة على الاقتصاد الفلسطيني.

د. دعيق" الاحتلال يسيطر على 82% من المياه الجوفية

وقدم وزير الزراعة د. إسماعيل دعيق ورقة علمية حول اثر المستوطنات على القطاع الزراعي الفلسطيني مشيرا الى ان الاحتلال يسيطر على اكثر من 82% من المياه الجوفية الفلسطينية علما ان كمية المياه التي يستعملها المستوطنون في الضفة الغربية والقدس 123 مليون متر مكعب، لافتا ان المستوطنات الزراعية والتي تقع 95% منها في منطقة الاغوار تبلغ مساحتها تقريبا 68 الف دونم تستنزف المصادر المائية الفلسطينية، مؤكدا ان المستوطنات تشكل خطرا حقيقا ومدمرا للبيئة من خلال ما تحويه من مخلفات الصناعات الكيماوية داعيا الى توفير فرص بديلة للعمال العاملين في المستوطنات من اجل ضرب هذه المستوطنات والحاقها بخسائر اقتصادية فادحة.

وقدم يوسف ترك من وزارة العمل ورقة حول الامن والسلامة المهنية للعمال الفلسطينيين في الصناعات الاسرائيلية في المناطق الحدودية والمستوطنات الاسرائيلية داعيا الى وقف عمل العمال في تلك الصناعات وتوفير فرص عمل بديلة لهم، محذرا من المخاطر الكبيرة التي قد يتعرض لها العمال نتيجة عدم توفر شروط الصحة والسلامة العامة في المصانع الاسرائيلية.

د. ابو دقه يتحدث عن الخسائر الفلسطينية في قطاع الاتصالات

وفي الجلسة الثانية للمؤتمر التي تولى رئاستها المهندس سليمان الزهيري تحدث وزير الاتصالات د. مشهور ابو دقة عن الخسائر الفلسطينية في قطاع الاتصالات والمرتبطة بالمعيقات والصناعات الاسرائيلية والتي من اهمها منع اقامة الابراج وشبكات الاتصالات الفلسطينية في مناطق (c ) وبيع اجهزة الهاتف المحمول الاسرائيلئية والشرائح وتسويقها داخل مناطق السلطة وما نجم عن عمليات اجتياح الاحتلال لمناطق السلطة وتدمير محطات البث الاذاعي والتلفزيوني ونهب محتوياتها اضافة الى معاناة السلطة من عدم تخصيص اسرائيل للترددات تشغيل انظمة الاتصالات المتطورة اضافة الى تأخير انطلاق عمل الوطنية موبايل لمدة عامين مما ادى لخسائر على مستوى السلطة تقدر بـ 13 مليون دولار في السنة الاولى و28 مليون دولار في السنة الثانية.

كما قدم الرئيس التنفيذي لمجموعة الاتصالات الفلسطينية عمار العكر ورقة حول اثر الاستيطان على قطاع الاتصالات الفلسطينية ومستقبلها لافتا الى ان الخسائر الاقتصادية لخدمات الهاتف النقال الناجمة عن بيع خدمات النقال الاسرائيلي لا تقل عن 60 مليون دولار سنويا مؤكدا ان هنالك 230 الف مشترك فلسطيني يستخدمون النقال الإسرائيلي أي ما يشكل 11% من السوق الفلسطيني.

كما أكد العكر ان السلطات الاسرائيلية تعيق شركات النقال الفلسطينية من نصب أبراج ومحطات التقوية في المناطق المصنفة ج والتي تشمل المستوطنات. ما ينعكس سلبا على تغطيتها وجودتها.

كما قدم كل من البرفيسور روبرت شرفان ورقة علمية حول الخروقات السياسية والعسكرية والاقتصادية للقانون الدولي العام للبيئة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، مؤكدا ان هدم البيئة ونهب الموارد الطبيعية الفلسطينية يصل الى ما هو ابعد من مجرد مسألة حقوق الإنسانية المدنية والسياسية وهذه الأفعال تعبر عن خلق وضعية لا رجعة فيها في العلاقات الاسرائيلية الفلسطينية.

فيما قدم مسؤول ملف التعليم في التعاون الايطالي - الفلسطيني م. اليساندرو مراكتش ورقة علمية حول التخطيط الاستراتيجي للبيئة الفلسطينية تخللها تقييم اثر المواد الكيماوية على البيئة والانسان والطرق المتبعة في تقييم الاثر البيئي والتخطيط الاستراتيجي للبيئة ونقل التجربة الايطالية في التخطيط للاستراتيجية للبيئة.

وقدم جوزيف شغلا من شبكة حقوق الأرض والسكن ورقة علمية حول اثر المستوطنات على تهجير السكان والحق في الحياة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وحضر المؤتمر اضافة الى المتحدثين أعضاء من السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى السلطة الوطنية ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي عيسى ابو شرار، وعدد من المحافظين ورؤساء البلديات والمجالس القروية ومدراء المؤسسات الرسمية والأهلية في طولكرم ومحافظات الوطن.