الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

باص 11 يجوب شوارع غزة!

نشر بتاريخ: 13/05/2006 ( آخر تحديث: 13/05/2006 الساعة: 13:17 )
غزة- معا- الاستغناء عن بعض الكماليات في الحياة الفلسطينية اليومية، الاستمتاع برياضة المشي الصباحية والليلية، السماح لنسمات الهواء الصباحية الباردة والعودة إلى تناول إفطار الصباح.

كل ذلك أصبح اليوم في غزة، عادات قديمة عادت لتطفو على السطح من جديد، ركوب باص "11" في تعبير مجازي عن المشي على الأقدام، الاستعانة بالدراجات حتى أن أحد موظفي السلطة الوطنية الفلسطينية التحق بعمله الصباحي من مخيم النصيرات في المحافظة الوسطى إلى محافظة غزة راكباً دراجته أي مجتازاً قرابة عشرة كيلو مترات كاملة على الطريق الساحلي ويحده من الغرب البحر.

الحافلات الصباحية التي تقل طلبة الجامعات بين محافظات قطاع غزة بدأ بعضها بالركون إلى مغادرة مواقف الانتظار فارغة لقلة أعداد الطلاب الذين يلتحقون بجامعاتهم، نظراً لعدم مقدرتهم على تأمين مصروفاتهم اليومية وخاصة أجرة الحافلات أو السيارات، فيما تبدأ السيارات الخاصة بنقل بعض المشاة مثل طلاب الجامعات والمرضى وبعض الذين قطعت بهم السبل.

فالطالبة شيماء يوسف اضطرت كغيرها من طلاب الجامعات إلى عدم الذهاب للجامعة وحضور المحاضرات والامتحانات المستحقة وذلك لعدم استطاعتها شراء الكتب واللوازم الخاصة لتخصصها.

وكيف لا وهي ترى أمها وقد استدانت من كل الأصدقاء والأقارب وباعت البقية الباقية من القطع الذهبية الموجودة لبناتها بعد شراء المنزل، وينفطر قلبها وهي تراقب نظرات أمها الحيرى عندما تبحث عن طعام تسد رمق أطفالها الستة، ثلاثة موظفين في البيت قالت شيماء توقفت رواتبهم منذ ثلاثة أشهر لم نفرح بعمل أخي الشاب الذي رأينا فيه معيناً وداعماً في حين يذهب ثلاثة أرباع راتب أبي وأمي للبنوك بسبب القروض المترتبة عليهم عندما اشترينا البيت الذي نسكن فيه.

ضحى أخي بدراسته ليساعد الأهل لكنه لم يفرح بمرتبه حيث انه لم يستلم منه سوى شهرا واحدا وبعد ذلك توقف، توقفت رواتب باقي موظفي السلطة الوطنية الفلسطينية.

لم يبقى احد يستطيع تقديم المساعدة المادية لهذه الأسرة فالجميع يعيشون نفس تلك المعاناة في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة وأزمة الرواتب الخانقة الذي يمر بها الشعب الفلسطيني . فالجميع في حالة انتظار قاسية وأمل يضيع نهاية كل شهر.

أما الموظف نبيل البطراوي من محافظة الوسطى في دير البلح فقد اضطر إلى الانتقال من مكان عمله في مخيم البريج حيث مقر التوجيه الوطني والسياسي حيث يعمل إلى مقر آخر بالقرب من منزله في دثر البلح، وذلك لادخار بعض مصاريف يحتاجها التنقل بين المنزل والعمل، ولكنه متفاجئ من حاجته إلى الدفع أيضاً رغم تغيير مكان العمل حيث يقطن مسافة بعيدة يحتاج معها إلى دفع شيكل للانتقال صباحاً إلى حيث العمل وشيكل آخر للعودة للمنزل.