عمان: تكاليف "الفالنتاين" تبقي الحب حبيسا في نفوس الأردنيين
نشر بتاريخ: 15/02/2010 ( آخر تحديث: 16/02/2010 الساعة: 00:07 )
بيت لحم -معا- في الوقت الذي يعتبر فيه كثيرون عيد الحب مناسبة لتجديد العهد بين الأحبة، يظهر في تجليات المشهد الاحتفالي في المملكة تفاوت طبقي تفرضه الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الأردنيون. حسب تقرير لجريدة الغد الاردنية نشرته اليوم.
وقالت الصحيفة ان محدودية الدخل دفعت بسائد الطراونة إلى تأجيل شراء هدية لزوجته بمناسبة عيد الحب بعد أن كان يتمنى إحضار ما يسعدها أسوة بأترابها من السيدات اللاتي ينتظرن هذه المناسبات لضخ روح جديدة في العلاقة بين الأحباء.
حال الطراونة كحال أغلب الأردنيين الذين انحسر اهتمامهم بمناسبات كعيد الحب تحت وطأة تراجع قدراتهم الشرائية، ما انعكس على وتيرة الاحتفال.
ووسط تنامي موجة ارتفاع الأسعار، يؤكد أصحاب محال تراجع معدل الطلب على ورود الحب الجورية مقارنة بالعام الماضي.
بيد أن الطراونة الذي يعمل في القطاع الحكومي حافظ على تفاؤله معولا على انخفاض متوقع في أسعار هدايا عيد الحب والورود بعد انتهاء المناسبة.
وتتمسك أسعار الورد بمستويات مرتفعة ما يحول دون تمكن كثير من الأردنيين من شرائها. وتراوحت أثمان ورود الحب أمس بشكل عام بين 3 إلى 5 دنانير بحسب نوعها، غير أن الأسعار تختلف أيضا بحسب إكسسوارات الورد والتي قد ترفعها إلى 10 دنانير للوردة الواحدة، علما أن سعر تلك الأنواع من الورود لا تتجاوز 75 قرشا في الأيام العادية.
وبالنسبة لكثيرين في الأردن، فإن إنفاق ثمن ورود الحب أمر غير مُلح، خصوصا أن "ثقافة الفالنتاين" تعد من الكماليات التي لا تدخل ضمن أولويات أغلب الأسر وربما تكون آخرها.
حال معن خليف لم يختلف كثيرا عن الطراونة، إذ خانته قدراته المالية لشراء هدية لمحبوبته، مؤكدا أنه سيجهد في توفير "ولو وردة واحدة" تبعث فرحا في عيونها حتى بعد انقضاء العيد.
مدير محل لبيع الورد أحمد عبود يشير إلى أن الطلب في عيد الحب يتركز على الورد الجوري الأحمر، لكنه يلفت إلى أن العام الحالي لم يشهد طلبا كبيرا مقارنة بالأعوام الماضية مرجعا ذلك إلى الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها المواطنون من ارتفاعات متتالية على أسعار السلع والمواد الأساسية، في وقت يتدنى فيه مستوى الدخل إلى مستويات غير مسبوقة.
وكذلك، يقول موظف في أحد محال بيع الورد أشرف الكيلاني إن الطلب على الورد لم يصل إلى الحدود التي وصلت إليه محال بيع الورد العام الماضي، مشيرا إلى أن أسعار الورد العام الحالي أقل من تلك المسجلة في الأعوام السابقة.
وتقدر دائرة الإحصاءات العامة مستوردات الأردن من الأزهار المقطوفة والبراعم النضرة لغايات صنع الباقات وللتزيين بـ 92.6 ألف كيلوغرام وبقيمة 484 ألف دينار خلال العام 2008، في حين إن المستوردات من الأزهار المجففة والمصبوغة والمحضرة بطرق أخرى وصلت إلى 28.2 ألف كيلوغرام وبقيمة 73.6 ألف دينار.
ويوضح صاحب محل لبيع الورد سامر غنام أن الظروف الاقتصادية للمواطنين "قللت من معدل الطلب على الورد إلا أن بعض محال الورد تشهد إقبالا من المواطنين".
ويبين غنام أن الزبون "كان يشتري في مناسبات عيد الحب السابقة 10 وردات على الأقل بينما لا يتجاوز أعداد الورود التي يشتريها في العيد الحالي 3 وردات في أغلب الأحيان".
ويشير غنام إلى أن "الورد من أكثر هدايا عيد الحب تبادلية بالنظر إلى أسعارها المعقولة مقارنة بالهدايا الأخرى مثل الذهب أو الشوكلاتة أو غيرها من الهدايا".
ويشار إلى أن إنتاج المملكة الاردنية الهاشمية من الورد لا يفي بحجم الطلب المحلي وتحديدا خلال فترة عيد الحب، حيث إن كلفة إنتاج هذا النوع من الورد تحتاج إلى رأس مال كبير وتحديدا فيما يتعلق بمصاريف التدفئة.