في مهرجان جبهة التحرير الفلسطينية بدمشق : القدومي وأبو نضال الأشقر يدعوان للحوار الوطني والوحدة الوطنية الفلسطينية
نشر بتاريخ: 13/05/2006 ( آخر تحديث: 13/05/2006 الساعة: 21:53 )
دمشق - مخيم اليرموك- في الاحتفال الجماهيري الحاشد الذي أقامته جبهة التحرير الفلسطينية مساء يوم الجمعة 12 / 5 في مخيم اليرموك جنوب العاصمة السورية، بمناسبة يومها الوطني، وبالذكرى الثامنة والعشرون لعملية " نهاريا " الفدائية . أكد فاروق القدومي رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أمين سر اللجنة المركزية لفتح أن الرصاص هو الطريق الى تحرير فلسطين، مشيراً الى ان منظمة التحرير ستبقى القائدة والحاضنة الأساسية للنضال الفلسطيني.
وقد تضمنت كلمة القدومي تشديداً بارزاً على أهمية الحوار الوطني كمدخل وحيد لتحقيق الوحدة بين قوى العمل الوطني ، داعياً في الوقت ذاته العرب الى عدم التطبيع مع اسرائيل رافضاً تعليق هذا الموضوع على شماعة الفلسطينين .
كما حذرفي الوقت ذاته من خطط "إسرائيل" القادمه موضحا أن اسرائيل أخلت قطاع غزه ولم تنسحب منه محتفظة لنفسها بالتحكم بمائه وبحره ومداخله.
وحيا القدومي جبهة التحرير الفلسطينيه ،مثمناً دورها التاريخي، مستذكراً دور قادتها الشهداء، وعضو قيادتها الأسير سمير القنطار عميد الأسرى العرب في السجون الصهيونية الوحشية .
كما تحدث في المهرجان آية الله العظمى أحمد الحسني البغدادي ، أحد أبرز المرجعيات الدينية في مدينة " النجف " بالعراق ، فحيا الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومه وجبهة التحرير الفلسطينينيه وأكد على ترابط القضيتين في فلسطين والعراق .
ودعا جميع العراقيين بصرف النظر عن مذاهبهم وأيدولوجياتهم الى الانخراط في صفوف المقاومه العراقيه البطله من أجل طرد الاحتلال وكنس العملاء , مؤكدا على حق بل واجب العرب في الحهاد ضد المحتل الامريكي على أرض العراق .
وامتدح المقاومة التي عطلت المشروع الأمريكي الذي يهدف إلى جعل المنطقة بأسرها "كانتونات" إثنية و مذهبية متناحرة متقاتلة، مفتياً بوجوب القتال جنباً إلى جنب مع جميع فصائل المقاومة الوطنية و الإسلامية وحتى مع التكفيريين المتحجرين.
وأكّد أن الحرب المذهبية في العراق هي جزء لا يتجزأ من جهود قوات الإحتلال الأمريكي و أعوانها التي تزرع الموت و الدمار في كل المدن العراقية، سنية كانت أم شيعية. كما نددّ آية الله العظمى البغدادي بالطبقة السياسية العراقية التي ابتدأت مع مجلس الحكم مؤكداً أنهم صنيعة الأمريكان" وهم في معظمهم كومة من الخونة و الجواسيس وشعوبيين و طائفيين."
كما تحدث في المهرجان كمال نادر عميد الإذاعة في الحزب السوري القومي الإجتماعي باسم لبنان و القوى الوطنية و الإسلامية في لبنان مستحضراً زمن التضامن العربي الكبير إبان تأميم مصر لقناة السويس و حرب الجزائر، و مؤكداً على دور جميع الرفاق الذين لم يبدلوا مواقفهم في لبنان في المقاومة والتصدي للمشروع الجديد الذي يستهدف إضعاف لبنان و عزله عن سورية و محيطه العربي.
وحيا حزب الله وابن جبل لبنان، عميد الأسرى العرب سمير قنطار، الذي بكفاحه و صموده يجسد اللحمة بين الشعبين الفلسطيني و اللبناني.
ودعا نائب الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية أبو نضال الأشقر إلى إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية بما تمثله من جبهة وطنية عريضة و حاضنة للنضال الوطني الفلسطيني في الداخل و الشتات، وإلى بنائها على أسس وطنية واضحة تخدم الكفاح الفلسطيني، داعياً إلى شراكة وطنية حقيقية في القرار الفلسطيني لا تخضع للتفرد و الهيمنة على هذا القرار و على مؤسسات المنظمة.
كما اقترح آلية لإعادة بناء المنظمة و مؤسساتها عبر تشكيل هيئة تدرس هذا الموضوع و تعيد تشكيل المجلس الوطني , مكونة من رئاسة المجلس الوطني واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير و الأمناء العامين للفصائل و شخصيات وطنية مستقلة من الداخل و الشتات.
و حذّر نائب الأمين العام للجبهة في كلمته من التعامل مع الموضوع الفلسطيني في لبنان كملف أمني مؤكداً أنه ملف سياسي بالدرجة الأولى و إجتماعي و إنساني و يجب النظر إليه استناداً إلى القرار 194 و ليس القرار 1559 و الذي يجزئ الموضوع و يبطن توطين الفلسطينيين خارج بلادهم أو إعادة تهجيرهم.
ودعا أبو نضال الأشقر كافة أعضاء الجبهة الذين لم يلتحقوا بعد بالخطوة التوحيدية إلى أخذ مواقعهم فيها ودفع كفاحها ضد إسرائيل قدماًَ إلى الأمام، وأحيا ذكرى شهداء الجبهة وعلى رأسهم قادتها طلعت يعقوب و أبو العباس و كل الشهداء الذين سقطوا في ميادين الكفاح في فلسطين وخارجها.
وحيا سمير قنطار والأسرى في سجون الإحتلال و دعا إلى عدم محاصرة الحكومة الفلسطينية و أدان سياسة التجويع التي تهدف إلى معاقبة الشعب الفلسطيني على خياره الديمقراطي، و حيا كذلك سوريا شعباً و قيادةً التي تدعم النضال الفلسطيني دون تردد، مؤكداً على مواقفها الوطنية و القومية.
كما حضر المهرجان ابراهيم العلي عضو اللجنة المركزية لحزب البعث العربي الإشتراكي في سوريا الذي حيا الشعب الفلسطيني و جبهة التحرير الفلسطينية و فصائل العمل الوطني الفلسطيني مشيراً إلى دور سورية في دعمها للقضية الفلسطينية و الكفاح الفلسطيني و مؤكداً على أن سوريا لن تنسحب أبداً من مهامها الوطنية و القومية.
ودعا إلى الوحدة الوطنية الفلسطينية في هذه المرحلة التي يشتد فيها الضغط على الشعب الفلسطيني و على لبنان و سوريا، مؤكداً على ضرورة هذه الوحدة في مواجهة المخططات الأمريكية و الإسرائيلية لحمل شعوب هذه المنطقة للتراجع عن صمودها و إرادتها وإصرارها على التحرر و الإستقلال.
و قرأ بسام قنطار شقيق الأسير في سجون إسرائيل سمير قنطار، رسالة من أخيه الذي سبق و أن قاد الإنزال الفدائي في نهاريا على شواطئ فلسطين و الذي حمل اسم القائد العربي الخالد جمال عبد الناصر سنة 1979، ذلك الإنزال الذي أفضى إلى معركة كبيرة قتل فيها عدد من الإسرائليين بينهم ضابط كبير واستشهد عدد من الفدائيين و جرح و أسر عدد آخر.
وجاء في رسالة سمير القنطار تأكيده على الوحدة الوطنية الفلسطينية و التمسك بالثوابت في مواجهة إسرائيل و مخططاتها داعياً إلى دعم العرب لقضية الشعب الفلسطيني.
و هنأ الشعب الفلسطيني على العملية الديمقراطية الناجحة التي أنجزها في الضفة و القطاع، آملاً أن يتم الحفاظ على هذه العملية، و مؤكداً أنه لا زال يعتقد بأن توجهه من جبل لبنان إلى فلسطين كان إيماناً بوحدة قضية العرب الواحدة و هو جزء من توجه أكبر للعرب باتجاه فلسطين التي يسطر شعبها في الداخل ملحمة بطولية قل نظيرها بالتاريخ.
و حضر المهرجان عدد كبير من ممثلي فصائل العمل الوطني و الفلسطيني و العربي منهم موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة حماس و تيسير قبعه نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني و أبو أحمد فؤاد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وخالد عبد المجيد الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني،وفهد سليمان عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطيه لتحرير فلسطين و محمود الخالدي ممثل المنظمة في سوريا، و أبو داوود أحد قادة حركة فتح، والإمام جواد الخالصي أحد المرجعيات الدينية في العراق، ويوسف فيصل رئيس الحزب الشيوعي السوري و حشد من المناضلين والمثقفين والكتاب العرب في طليعتهم فاضل الربيعي و حمدان حمدان، ومندوبين عن لجان حق العودة و العمل الجماهيري ووسائل الإعلام العربية و مراسلي وكالات الأنباء العربية و الدولية،