امين عام الاتحاد الدولي للنقابات في العالم يدعو إلى دعم الفلسطينيين
نشر بتاريخ: 18/02/2010 ( آخر تحديث: 18/02/2010 الساعة: 16:20 )
رام الله- معا- دعا جاي رايدر الأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات الحرة في العالم الى ضرورة دعم صمود الشعب الفلسطيني فوق أرضه وإزالة المستوطنات الإسرائيلية من الأراضي وليس وقف بنائها فقط.
واكد وقوف الاتحاد الدولي والاتحادات والنقابات العمالية المنضوية تحت لوائه إلى جانب العمال الفلسطينيين واتحاد نقاباتهم لمقاومة المشروع الإسرائيلي الذي يهدف لتدمير البنية التحتية وتجويع السكان الفلسطينيين وجعلهم تحت رحمة التبعية للاحتلال.
جاء ذلك خلال اجتماع "رايدر" بقيادة الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين- أعضاء الأمانة العامة واللجنة التنفيذية بالاتحاد، الذين حضروا من جميع محافظات الضفة الغربية والقدس، بحضور وزير العمل د.احمد مجدلاني وممثل منظمة العمل الدولية في فلسطين أ.منير قليبو ومدير عام وزارة السياحة ابراهيم الحافي إلى جانب الأمين العام لاتحاد نقابات العمال شاهر سعد، الذي بدوره رحب باسم الجميع بزيارة الأمين العام للاتحاد الدولي، للأراضي الفلسطينية، واصفا اياها بالتاريخية والمهمة وخاصة انها تأتي في ظل استمرار وتزايد الهجمة الإسرائيلية على العمال الفلسطينيين والتصعيد الخطير من قبل المستوطنين في مختلف محافظات الضفة والقدس.
وأكد سعد على ضرورة ان يكون هناك تحرك جدي وفاعل من قبل الاتحاد الدولي "ITUC "للضغط على إسرائيل لوقف الاستيطان في الضفة وإنهاء الاحتلال والانتهاكات التي يمارسها بحق الفلسطينيين في ظل الصمت الدولي، مشيرا الى ان الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين يبذل مساعي حثيثة لحشد الدعم والتضامن الدولي مع القضية الفلسطينية ولانهاء معانيات العمال اليومية على الحواجز والمعابر الإسرائيلية.
واشار وزير العمل خلال الاجتماع الى انه ولأول مرة في فلسطين يتم تأسيس اطار للحوار الاجتماعي الثلاثي، تشارك فيه أطراف الانتاج الثلاثة ( وزارة العمل ، نقابات العمال، أصحاب العمل) في اشارة منه الى ان هناك ارادة سياسية لتنفيذ هذا الحوار الذي ياتي ضمن الجهود المبذولة لتعزيز مشروع الوحدة الوطنية ودعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال.
واضاف ان ما تم انجازه في هذا الصعيد ما هو الا واحدة من المرتكزات الأساسية التي يتم العمل بها بالتعاون مع منظمة العمل الدولية ILO، مؤكدا انه سيكون هناك لقاء موسع وجامع لأطراف الإنتاج لادارة الحوار سيعقد في مقر الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين لاحقا، لافتا ان وزارة العمل تتطلع لتعاون دولي وشراكة تلبي متطلبات واحتياجات كافة شرائح المجتمع الفلسطيني وان يكون هناك نقابات قوية تقوم بدورها اتجاه العمال على اكمل وجه.
ممثل منظمة العمل الدولية في فلسطين منير قليبو بدوره تطرق للحديث عن الدور الذي تقوم به المنظمة لتحسين اوضاع وظروف العمل والعمال الفلسطينيين، والجهود التي تبذل بالتعاون مع الوزارة واتحاد نقابات العمال، وأعرب عن امله في ان يتم انجاز وحدة الحركة النقابية في اقرب وقت ممكن وان تثمر جهود الحوار الاجتماعي القائمة.
وتحدث قليبو عن مشروع العيادة القانونية التي تسعى منظمة العمل لإيجادها في الاتحاد العام لنقابات العمال، مشيرا الى التحضيرات لهذا المشروع ودراسته في مراحلها الأخيرة، إضافة لتفعيل العمل بصندوق الضمان الاجتماعي الذي يناقش مع وزارة العمل، وفي شان الأوضاع السياسية القائمة في فلسطين أكد قليبو على أهمية التحرك الدولي والعربي الفاعل من اجل التوصل الى حل عادل للفلسطينيين وينهي معانياتهم في ظل الظروف الحالية الصعبة.
هذا وشكر الامين العام للاتحاد الدولي للنقابات العالمية جاي رايدر الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين وامينه العام شاهر سعد على دعوته وترتيبه لهذه الزيارة التي تهدف للاطلاع عن كثب على الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية الراهنة في الأراضي الفلسطينية.
وأكد ان الاتحاد الدولي يرفض فكرة الاحتلال جملة وتفصيلا في فلسطين ويطالب بإنهائه ليعيش الشعب الفلسطيني في ديمقراطية وحرية وامن كباقي شعوب العالم، وتطرق رايدر للحديث عن تضامن الاتحاد الدول الدولي مع الفلسطينيين وقضيتهم العادلة مشيرا الى انه ومن خلال موقعه كأمين عام للاتحاد العالمي للنقابات والتي تضم 174 اتحادا عماليا دوليا يمثلون 148 دولة ويضم أكثر من 289 مليون عامل سيبذل كل ما في وسعه للضغط على إسرائيل وإلزامها باحترام الارداة الدولية الهادفة الى إيجاد تسوية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، تقوم على أساس إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية في حدود الرابع من حزيران 1967.
وأضاف رايدر انه فخور جدا بكونه موجود بين الفلسطينيين ولتعامله معهم ، لافتا الى ان النقابات العمالية واتحادها العام الى جانب الشعب الفلسطيني استطاعت ان تجعل القضية الفلسطينية محور اهتمام العالم وذلك انعكس على على المجتمع الدولي، مؤكدا على ضرورة حشد التضامن الدولي وان اتحاده يعمل بقوة في هذا الاتجاه.
كما تطرق رايدر للحديث عن أهمية النقابات العربية وضرورة فتح علاقات التعاون والعمل معها وان يكون لها دور فاعل ومميز في دعم الشعب الفلسطيني، موضحا انه كان هناك موقفا واضحا للنقابات العمالية العربية في مؤتمر الخرطوم الأخير والذي أكد على موضوعات الديمقراطية والحريات النقابية ودعم مختلف قطاعات العمال وقال : "نحن في الاتحاد الدولي نتعامل مع النقابات وليس مع الحكومات".
وقد استعرض أعضاء الأمانة العامة واللجنة التنفيذية بالاتحاد حسين الفقهاء وإبراهيم ذويب ومنويل عبد العال وناصر يونس وباير سعيد واحمد شقير وسهيل خضر وإبراهيم دراغمة الأوضاع الصعبة التي يعيشها العمال الفلسطينيون نتيجة الاحتلال وممارساته، إضافة لمعدلات الفقر والبطالة الآخذة بالارتفاع نتيجة الحصار والاغلاقات وسياسة هدم المنازل والاستيلاء على الأرض من قبل الاحتلال، وشرحوا الواقع المرير الذي أوجدته إسرائيل على الأرض في القدس ومختلف محافظات الوطن من بناء للجدار الفاصل وإقامة المعابر الحدودية والحواجز وإيجاد صعوبات على تحركات وتنقل الفلسطينيين، عدى عن الواقع الصعب الذي خلفته الحرب العدوانية الأخيرة على قطاع غزة مما زاد من معانيات العمال وأسرهم وتقويض البنية التحتية في القطاع حيث لا ماء ولا كهرباء وأصبحت معظم العائلات تعيش في العراء.
وتطرق الأعضاء لعرض واقع الحياة في مدينة القدس المحتلة والحصار الذي تفرضه إسرائيل على المدينة وما تقوم به من أعمال تهويد وتغيير للمعالم هناك من خلال توسيع المستوطنات وسرقة الآثار الدينية وملاحقة العمال واعتقالهم وفرض الغرامات عليهم لثنيهم عن العمل في مدينة القدس.
من جهة أخرى فقد اطلع رؤساء النقابات العامة والفرعية أعضاء الاتحاد في مختلف محافظات الضفة الأمين العام جاي رايدر على نشاطات النقابات وما تقدمة من خدمات للعمال من تحصيل لحقوقهم ومتابعة قضاياهم مع المشغلين وتسليطهم الاهتمام على قطاعي المرأة والشباب في هياكل الاتحاد والنقابات، وقد تم الحديث عن الاستغلال الذي يتعرض له العمال من قبل المشغلين الإسرائيليين وخاصة العاملين منهم في المستوطنات الإسرائيلية حيث لا يوجد حقوق عمالية ولا تتوفر شروط الصحة والسلامة المهنية وتعرضهم للسرقة في كثير من الأحيان.
وطالبت قيادة الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين الاتحاد الدولي وأمينه العام بالوقوف الى جانب العمال الفلسطينيين ودعم صمودهم في وجه العدوان الإسرائيلي الغاشم، ومساندة القيادة الفلسطينية ودعم موقفها الدولي من خلال التوجه إلى الحكومات في دول العالم وحشد راي عام دولي يضغط على دولة الاحتلال.
وقد شملت زيارة الأمين العام "جاي رايدر" لمدينة رام الله عدة لقاءات سياسية شملت رئيس الوزراء د. سلام فياض ووزير العمل د. احمد مجدلاني وانتهت بلقاء الرئيس محمود عباس رافقه فيها الأمين العام لاتحاد نقابات عمال فلسطين شاهر سعد حيث تم تأكيد التضامن الدولي مع القضية الفلسطينية ووضع "رايدر" في صورة الأوضاع الاقتصادية والسياسية ومساعي السلام المبذولة في منطقة الشرق الأوسط وتم التركيز على مسالتين مهمتين هما القدس والاستيطان.