الرباعية الدولية تحضر خطة لتحويل مناطق للسيطرة الفلسطينية الكاملة
نشر بتاريخ: 18/02/2010 ( آخر تحديث: 18/02/2010 الساعة: 20:40 )
الخليل-حصرياً- معا- ألمح روبرت سيري، المبعوث الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، أن اللجنة الرباعية تعد خطة لإحياء عملية السلام، تتمثل في الطلب من الحكومة الاسرائيلية، تحويل مناطق خاضعة لسيطرتها " C.B " الى مناطق خاضعة للسيطرة الفلسطينية "A" ، تمهيداً لاقامة الدولة الفلسطينية.
تلميحات روبرت، جاءت اليوم خلال زيارته لمدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية، واجتماعه مع محافظها د. حسين الأعرج، ورئيس بلديتها خالد العسيلي، في لقائين منفصلين.
وأضاف لمراسلنا في الخليل" اذا كانت اسرائيل جادة في عملية السلام وحل الدولتين، واذا اردنا ان نرى تراجع للاحتلال، ونرى برنامج رئيس الوزراء الفلسطيني، د. سلام فياض، في بناء الدولة ناجحا، بعيدا عن التقدم على الساحة السياسية، يجب ان نرى الامور التالية تحدث على الارض، التوقف التام عن بناء المستوطنات والنشاطات الاستيطانية، التوقف التام عن الخروقات الاسرائيلية بشكل نهائي في المناطق الفلسطينية المصنفة "A" ، لأن فياض يقوم بعمل رائع لحفظ الأمن فيها، وتحويل مناطق " C.B " الى مناطق "A" ."
وقال المبعوث الخاص " اذا تحققت هذه الظروف الثلاثة، فإننا نستطيع القول ان الاحتلال بدأ في التراجع، وهذا ما يتطلع اليه المجتمع الدولي، وما نتطلع الى حصوله في الاراضي الفلسطينية، وبالتالي سينعكس ذلك ايجاباً في اقامة مشاريع انسانية و اقتصادية و مشاريع بنية تحتية و تطوير المنطقة. "
وأضاف" أنا اعلم بأن الوضع ما زال صعبا في الخليل، ولكني معجب بالانجازات التي قام بها محافظ الخليل ورئيس البلدية بالرغم من الظروف الصعبة التي يمروا بها، وما زلنا قلقين من الخروقات الامنية الاسرائيلية في مدينة الخليل وكذلك العنف والانشطة الاستيطانية والمضايقات التي تحدث للمواطنين."
وخلال لقائه محافظ الخليل، أكد المحافظ ، على ضرورة أن تقوم الأمم المتحدة و المجتمع الدولي بدعم الفلسطينيين سياسيا والضغط على الحكومة الإسرائيلية لتنفيذ ما عليها من التزامات من وقف الاستيطان و بناء الجدار الفاصل.
واستعرض، الأعرج ممارسات قوات الاحتلال و المستوطنين على الأرض خصوصا في البلدة القديمة من المدينة واعتداءاتهم المتواصلة على المواطن الفلسطيني وممتلكاته وعلى الموروث الحضاري و الثقافي و التاريخي و الديني و الإعاقات التي يضعها الجانب الإسرائيلي أمام تطبيق الأمن في المناطق الخاضعة للسيطرة الاسرائيلية من المدينة بحيث أصبحت ملجأ للخارجين على القانون إضافة الى اعتداءات المستوطنين المتواصلة على مرأى و مسمع من جنود الاحتلال و غيرها من الممارسات التي تهدف في مجملها إجبار سكان البلدة القديمة على الرحيل.
وحول الواقع السياسي و الاقتصادي بالمحافظة اشار الاعرج الى ان الجانب الاسرائيلي يتنصل من تنفيذ ما عليه من التزامات في خارطة الطريق و يواصل إغلاق شارع الشهداء الذي يعتبر حلقة الوصل و شريان الحياه بالمدينة و ينشر الحواجز و يواصل بناء المستوطنات و يوسع القائم منها ويعمل على بناء الجدار الفاصل و يعتدي على المواطن و ممتلكاته، مستذكرا في هذا السياق قيام قوات الاحتلال بقتل المواطن فايز فرج بدم بارد اثناء تواجدة في مركز المدينة.
و اضاف الاعرج الى ان الجانب الاسرائيلي يضع الاعاقات امام الاقتصاد الفلسطيني من خلال منع إقامة منطقة صناعية في بلدة ترقوميا التي يساعد إنشائها في تشغيل الاف الايدي العاملة و يعيقون الاستثمار و البناء في المناطق المصنفة (C ) التي يساهم الاستثمار فيها و خصوصا بالجانب الاقتصادي الى دفع عجلة الاقتصاد و التنمية من خلال اقامة مناطق صناعية و مشاريع لمعالجة مياه الصرف الصحي.
وفي معرض حديثه عن الواقع الامني في المحافظة استعرض المحافظ ما تم انجازه على الارض من حفظ الامن و تطبيق للقانون بجهود و تكاتف الاجهزة الامنية و تعاون المواطن الفلسطيني الامر الذي ساهم في نشر الوعي والثقافة الأمنية لدى المواطنين، متطرق للصعوبات و العوائق التي تحول دون تطبيق القانون و خصوصا في المناطق الخاضعة للسيطرة الاسرائيلية و منها البلدة القديمة من المدينة وعدم سماح الجانب الإسرائيلي للأجهزة الأمنية العمل بحرية فيها ما دفع الخارجين على القانون للجوء و الاختباء فيها.
وفي دار البلدية، أكد العسيلي أن الواقع في مدينة الخليل وبحد الخصوص في البلدة القديمة قائم على فرض الأمر الواقع من قبل سلطات الاحتلال وحرمان ما يزيد عن 40 ألف فلسطيني من ممارسة حياتهم الطبيعة بسبب وجود 25 عائلة يهويدة استوطنت قلب البلدة.
وأضاف العسيلي، أن حلا فعليا يجب أن يكون للبلدة القديمة بإخراج المستوطنين و إنهاء حالة تستمر منذ عشرات السنين تجلت فيها كل معالم القهر والحرمان للشعب الفلسطيني والاعتداء على ممتلكات المواطنين و على أرواحهم.
كما تحدث العسيلي عن رؤيته في تنفيذ المشاريع الأساسية و الحيوية في المدينة و التي تعنى بقطاع الشباب بهدف رسم حياة أفضل للمواطن في المدينة، وخلق متنفس لصقل و تنمية قدرات الشباب التي تؤكد كل يوم على قدرة الشعب الفلسطيني في بناء دولة علمية ومتنورة إذا ما أتيح له المجال، حتى يثبتوا للعالم رغبتهم للسلام.
وأضاف العسيلي لمراسلنا، " تقدمنا بعدة طلبات، والتي من الممكن ان تخدم المواطنين ومنها ازالة الحواجز من داخل ومحيط الخليل، وتحويل مناطق " C.B " الى مناطق "A" لعمل مشاريع ومناطق صناعية تخدم مواطني الخليل .