قوة عسكرية اسرائيلية كبيرة ترافق يوميا خمسة عشر تلميذا فلسطينيا الى مدرستهم لحمايتهم من مستوطني ماعون ومرغليت بالخليل
نشر بتاريخ: 14/05/2006 ( آخر تحديث: 14/05/2006 الساعة: 17:53 )
بيت لحم - معا- - ذكرت صحيفة هارتس اليوم ان خمسة جيبات عسكرية وعشرة جنود يرافقون يوميا خمسة عشر تلميذا فلسطينيا الى مدرستهم لتوفير الحماية لهم من اعتداءات المستوطنين اثناء ذهابهم وعودتهم من مدرستهم الابتدائية في خربة تواني جنوب جبل الخليل و التي تبتعد عن منازلهم في قرية ام طوبة عدة كيلومترات .
ونقلت الصحيفة عن احد الجنود قوله "ان عملية تجميعنا لمرافقة التلاميذ كانت كما لو كنا سنشن هجوما كبيرا" .
واشارت الصحيفة الى ان المستوطنين هاجموا التلاميذ الفلسطينين عدة مرات مما اجبرهم على سلوك طريق وعر بطول عشرة كيلو مترات بدلا من الطريق الاصلية التي لا تتجاوز الاربعة كيلومترات حتى اقرت المحكمة العليا الاسرائلية بضرورة توفير حماية عسكرية وشرطية لهؤلاء التلاميذ .
وذكرت هارتس ان المستوطنين اغلقوا الطريق المختصر الذي كان سيوفر على الاطفال الفلسطينين مسيرة طويلة تحت اشعة الشمس وبرد الشتاء بحجة منعهم من جمع المعلومات الاستخبارية عن موقع المستوطنة مما اجبرهم على ركوب الصعب وسلوك الطرق الوعرة ليقضوا معظم ساعات نهارهم في رحلة الشتاء والصيف من والى المدرسة .
واضافت الصحيفة ان التلاميذ يتجمعون في نهاية كل يوم دراسي في المنزل الاخير من خربة التواني انتظارا للقوة العسكرية المكلفة بمرافقتهم وحتى الاسبوع الماضي تكونت قوة المرافقة من اربعة جنود فقط الامر الذي اغرى المستوطنين بمهاجمة الجنود والتلاميذ على حد سواء بالحجارة .
و قالت الصحيفة انه وبعد ان نشرت القصة في وسائل الاعلام ووجهت رسائل الى وزير الجيش ورئيس الحكومة تم يوم امس تعزيز القوة العسكرية بخمسة جيبات وعشرة جنود لعل وعسى ان تساعد في منع المستوطنين من الاعتداء على تلاميذ المدرسة الابتدائية الفلسطينية .
التلميذة دلال ابنة العاشرة تأخرت قليلا عن موكب الخوف مما اجبرها على قطع امتار معدودة ركضا حتى وصلت مخطوفة اللون والرعب باد على وجهها لتنضم الى موكب اطفال سرع الخوف من خطواتهم لدرجة لم يعد بمقدور الجنود مجاراتهم .
وروت التلميذه دلال بصوتها الطفولي تفاصيل هجوم المستوطنين على موكب الخوف وقالت " لقد وضعوا الحجارة هنا مشيرة الى منتصف الطريق مما اغلقها وضربونا بالحجارة وانا اصبت هنا واشارت الى ذقنها الصغير وعندها جاء مستوطن وضرب الجندي اما نحن فقد تمسكنا باقدام الجنود من الخوف لكنهم لم يستطيعوا عمل اي شيئ لنا فدفع المستوطن ابنة صفي "ديانا" الى شجرة الشيح واخذ يضربها بقدمه دون ان يعتقل الجيش ايا منهم ".
عندما اقترب موكب الرعب من مستوطنة "ماعون" اقترب احد المستوطنين الذي كان يرقب الموكب مع زوجته الشابة من نافذة منزله من احد الجنود وصاح بصوت عال " من اجل هذا تجندتم ؟ ومن اجل هذا حملتم السلاح ؟ يلا دافع عن العرب " لكن الجنود واصلوا سيرهم وتبادلوا النكات حول المهمة الموكلة لهم حيث لخص احدهم خدمته العسكرية وقال ساخرا " لقد اخليت غزة وضربت سكان عمونا واخليت مدينة الخليل ومسك الختام حماية العرب ".
الغبار المنبعث من الطريق الترابي يحبس الانفاس والجميع تلاميذ وجنود يأملون بان يصل الموكب الى هدفه وحتى التلاميذ اعتادوا على طول المسافة ولم يعودوا يشتكون من تعب او غبار رغم انهم ممنوعون من ركوب او حتى التعلق بسيارات الجيب المكيفة ولكن قبل ان يصل الموكب الى نهايته يتقدم ضابط الامن في مستوطنة ماعون ويخبر الجنود وقد علت وجهه ابتسامة ساخرة ليقول للجنود " ممنوع مرور الغرباء واذا مررتم دون ان نعرف من انتم سيكون الامر خطرا جدا " لتعود دائرة الصراع بين الاطفال والمستوطنين الى مربعها الاول .