السبت: 16/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

في ذكرى النكبة : لاجئو بيت دراس في دير البلح يروون قصة تهجيرهم عام 48

نشر بتاريخ: 14/05/2006 ( آخر تحديث: 14/05/2006 الساعة: 22:50 )
غزة-معا- تناثرت أشلاء الفلسطينيين على الشجر والأسلاك بملاحقة قصف الطائرات لهم خلال الهجرة من بيت دراس بهذا الكلام بدأ المواطن سلمان حسن وادي من مخيم دير البلح بمحافظة الوسطى الحديث عن تهجير أهالي قرية بيت دراس إلى المخيم الذين وصفهم بالأبطال لإفشالهم عدة محاولات للعصابات الإسرائيلية السطو عليها عام 1948م .

ويروي المواطن وادي البالغ من العمر (82) عام و الذي عاصر النكبة قصة هجرته من بيت دراس قائلا أنه كانت كبنية " مستوطنة" تعبيا الإسرائيلية تقع على مقربة من قرية بيت دراس وكان المواطنون يعيشون جنبا إلى جنب مع الإسرائيليين كباقي المجتمعات إلا أن عام 48 شهد في حياة الشعب الفلسطيني بمحاولات العصابات الإسرائيلية على حد تعبيره السطو على القرية بإطلاق الرصاص العشوائي على المواطنين إلا أن شباب و رجال القرية قاموا هذا السطو و استطاعوا افشال عدة محاولات للسطو .

و يتابع وادي أنه خاضت المقاومة الفلسطينية في بيت دراس مع العصابات الإسرائيلية أربعة معارك حيث ذكر أن الأولي كانت في شهر مارس عام 48 واستطاعت المقاومة إفشال المخطط الإسرائيلي من السطو عليها كما استطاعت افشال محاولتين للسطو كانتا في شهر أبريل ومايو حيث أوصل " البدارسة " فكرة للإسرائيليين بأنه من الصعب احتلال هذه القرية .

ويستطرد وادي أن الاحتلال الإسرائيلي عاود محاولة السطو على القرية للمرة الرابعة في مايو حيث قام بتطويق المنطقة لمنع رجال المقاومة من القرى المجاورة الوصول لدعم و مساندة مقاومي بيت دراس وقام جنود الاحتلال الإسرائيلي في هذه المعركة بإطلاق قذائف المدفعيات على المنازل بشكل عشوائي بهدف قتل المواطنين الآمنين في منازلهم مبينا أن قرية بيت دراس صمدت كثيرا أمام محاولة تدميرها و قتل أهلها و ذلك لقربها الشديد من تلك الكبنية " المستوطنة " ألا أنها عندما أرغمت قوات الاحتلال تحت القصف المدفعي أهلها من الرحيل و الهجرة عنها استطاعت بعد ذلك السيطرة على باقي القرى التي تليها .

ويردف وادي أن المقاومة قهرت الجنود الإسرائيليين في ذلك الوقت وقتلت عدد كبير منهم و لم يستطع الجنود الإسرائيليين احتلال و تدمير القرية الا بعدما عززت القوات الأمريكية و البريطانية على حد تعبيره الجيش الاسرائيلي بالمدفعيات و الطائرات التي أخذت تلاحق أهالي القرية بعد هجرتهم منها إلى قرية السدود تم إلى قرية حمامة ثم المجدل و الخصاص و صولا ببيت لاهيا حيث انتهى الحال بهم في مخيم دير البلح للاجئين .

ويبين وادي أن القرى المجاورة لقرية بيت دراس هي قرية السوافيرو اسدود والبطاني و بزة و أن الاحتلال الاسرائيلي دمر قرية بيت دراس ليقيم على أراضيها المسلوبة مستوطنة " موشاف جفعاتي" .

وتبعد قرية بيت دراس عن غزة قرابة 26كم مربع وتقع في الشمال الشرقي منها و تبلغ مساحتها 16400دونم وبلغ عدد سكانها عام 1945م 2750نسمة .

وتتذكر الحاجة مدللة الحاج من لاجئو بيت دراس في دير البلح والبالغة من العمر (90) عام تلك الأيام الجميلة التي قضتها في بلدتها معتبرة إياها من أجمل أيام عمرها إلا أن الاحتلال الإسرائيلي أفسد تلك الأيام بارتكابه المجازر و قتل الأبرياء وارغامهم على ترك أراضيهم و مزارعهم و منازلهم و قتل أصدقائهم و أحبابهم فيها كما قالت ليعانوا الفقر والحاجة بتهجيرهم إلى العديد من المدن في داخل فلسطين و خارجها بعد أيام الغنى و امتلاك الأراضي الواسعة .

ولاتزال تحتفظ الحاجة مدلله بكافة الأوراق الثبوتية التي تؤكد ملكيتها للأراضي في بيت دراس داعية الأجيال القادمة أن تتابع المطالبة بحق العودة و أن لا تتنازل عنه أبدا مبينة أنه مات الكثير من أبناء القرية دفاعا عنها وعندما هجروا منها عام 48 إلى دير البلح كانوا يتوقعون الرجوع إليها يوما ما إلا أن هذا لم يحدث لاستمرار الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب المجازر والقتل بحق الفلسطينيين .

وتتحدث المواطنة غفرة عبد الهادي البالغة من العمر (64) عام وهي من لا جئو بيت دراس عن رحلة العذاب التي قضاها البدارسة من قريتهم بيت دراس وصولا بدير البلح.

وتتنهد عبد الهادي بألم قائلة أنه قتل الكثيرين أثناء قصف قرية بيت دراس وفي أثناء رحلتهم منها مرورا بقرية السدود و بيت لاهيا لا ستمرار قصف الطائرات الإسرائيلية لهم مبينة أن البدارسة المهجرين كانوا يمكثون بضع أيام في القرية ثم تقوم قوات الاحتلال بقصف القرية ليرحل البدارسة و أهلها إلى القرية المجاورة و من قرية إلى قرية كان المهجرون يمضون الوقت تحت الأشجار التي لا تحميهم من القصف .


وتتابع عبد الهادي أنه بعدما استقر الحال بالبدارسة والمهجرين من القرى الأخرى في دير البلح تلقوا العديد من المساعدات من وكالة الغوث و تشغيل الاجئين " الأونروا " حيث قدمت لهم الخيام التي تلاها تقديم غرف الاسمنت الجاهزة للمأوى إلى جانب المساعدات الغذائية وعملت على تشغيل الاجئين و بناء المدارس لهم .

وعن تجربتها في الهجرة من بيت دراس تقول المواطنة أم أشرف احدى لاجئات بيت دراس في دير البلح و البالغة من العمر( 57) عاما أنه يوجد في أرجلها بعض الثقوب نتيجة لشظايا قذائف مدفعية أطلقت على منزل عائلتها في بيت دراس من المستوطنة القريبة منه وهي ما كان يسمى قديما "كبنية تعبيا " حيث عمدت قوات الاحتلال قصف المنازل بشكل عشوائي في عام 1948م بهدف قتل المواطنين و ارغامهم على الهجرة .

و تسترسل أم أشرف الحديث قائلة أن والدتها روت لها قصة الثقوب التي لاحظت وجودها في أرجلها و نقلت عنها أن تلك الثقوب هي من الشواهد الدالة على القصف العشوائي لمنازل المواطنين آنذاك و أن تلك الحفرة التي توسطت منزل العائلة كانت كبيرة جدا لدرجة أنه لو حاول أحد المواطنين النزول فيها لأحجبته عن الرؤيا على حد وصف والدتها لها .

وتتابع أم أشرف أن الاحتلال الاسرائيلي عندما قام بقصف منازل المواطنين فان سكان المناطق القريبة من قطاع غزة اتجهت إلى القطاع للمأوى و أن سكان القرى القريبة من شال فلسطين اتجهت إلى لبنان و سوريا في ذلك الوقت .

وتقول أم أشرف أن الاحتلال الاسرائيلي لم يكتف بتهجير المواطنين من الأراضي المحتلة عام 48 إلا أنه قام باحتلال العديد من المدن في الضفة وأخرى في قطاع في عام 1967م.

وتضيف أم أشرف أن الاحتلال الإسرائيلي رغم انسحابه من مستوطنات قطاع غزة عام 2005م إلا أنه لا يزال يمارس القصف بالمدفعيات والطائرات مستهدفا المواطنين ومنازلهم وممارسة الاغتيالات والاعتقالات كما يغلق المعابر و يمنع دخول المساعدات للفلسطينيين ويجميد الأموال الفلسطينية في البنوك بما يحول دون تأمين دفع رواتب الموظفين مما أدى خنق جميع المرافق الحياتية و تحويل قطاع غزة إلى سجن كبير .