السبت: 28/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الحسيني يكشف "حقائق وملابسات" الشريط الذي بثته القناة العاشرة

نشر بتاريخ: 21/02/2010 ( آخر تحديث: 22/02/2010 الساعة: 10:25 )
بيت لحم - معا - حصلت " معا " على نص الرسالة التي وجهها د. رفيق الحسيني رئيس ديوان الرئاسة الموقوف على ذمة التحقيق في القضية المثارة ضده ،الى الرئيس محمود عباس بتاريخ 14- 2-2010 كشف فيها ما وصفها بـ"الحقائق والملابسات" التي أحاطت بشريط الفيديو الذي بثته القناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي، قدمه لها ضابط المخابرات السابق المحامي فهمي شبانة.

وقال الحسيني في لقاء خاص عقده اليوم في مركز الهلال الاحمر في مدينة البيرة اقتصر على عدد محدود من الصحفيين انه وجه رسالة الى الرئيس شرح فيها حقائق وملابسات الشريط التلفزيوني.

وقال الحسيني في رسالته التي حصلت "معا " على نسخة منها انه كان ضحية مؤامرة وانه سبق وأن أخبر الرئيس بما يدبر له. وأبدى استعداده للمثول أمام التحقيق والتعاون معه, على أن يشمل التحقيق اخضاع الشريط التلفزيوني للفحص من قبل خبراء لتعيين وتحديد عمليات التزوير و"الفبركة" التي حفل بها ، سواء من خلال اضافة اصوات أو تركيب صور باتت ممكنة ومتيسرة بفضل تكنولوجيا، ومهارات المونتاج والدبلاج الحديثة التي يوفرها الكمبيوتر، وادخلت على الشريط للايقاع بينه وبين الرئيس وعائلته، والاساءة لرمز كفاح شعبنا وقائده الرئيس الراحل ياسر عرفات، لاستكمال عناصر الفضيحة.

وقدم الحسيني في رسالته الاعتذار للشعب الفلسطيني وللرئيس عباس ولكل من لحقه الأذى بسبب ما وقع فيه "بسبب الغفلة عن المؤامرة التي دبرت له وحسن النية، وما نجم عنهما من تداعيات وأضرار".

وشدد الحسيني في رسالته على أنه سيحتفظ بحقه في الملاحقة القانونية لكل من شارك مباشرة او مداورة في مؤامرة الشريط للنيل من سمعته.

نص رسالة رفيق الحسيني:

وفيما يلي النص الكامل الرسالة التي وجهها رفيق الحسيني إلى الرئيس محمود عباس وحصلت " معا" على نسخة منها.

سيادة الاخ الرئيس محمود عباس حفظه الله

رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية

رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية

تحية طيبة وبعد،

أود ان أوضح لكم، واضع بين ايديكم جملة الحقائق والملابسات التي احاطت بالشريط الذي بثته القناة العاشرة التلفزيونية الاسرائيلية، مع سبق الإصرار المعقود على سوء النية لتفجير فضيحة بقصد ابتزاز موقفنا الصامد على ثوابت شعبنا الوطنية، والنيل من مقام الرئاسة وهيبة السلطة الوطنية الفلسطينية وتلطيخ سمعتها، والتشكيك بمسيرة الاصلاح والنجاحات التي تحققت في محاربة الفساد بشهادة العالم بأسره، والحاق العار بشعبنا وقيمه النبيلة .

السيد الرئيس

أعلم ان سوق أي مبررات مهما كانت لا تقلل من حجم الضرر الذي وقع، ومن وقع الصدمة التي احدثها بث الشريط المذكور وهو ما يقتضي الجهر أولاً :

انني لم اقدر مدى الحقد الذي أعمى بصيرة الذين دبروا هذه المكيدة، ودفعهم لارتكاب الفظائع من أجل الدفاع عن فسادهم وتعفن ضمائرهم، حتى ولو اقتضى الأمر التواطؤ والتعامل مع أعداء شعبهم، وثانياً : أن الغفلة عن ادراك سواد مقاصدهم لا تعفي من القول انني وقعت من حيث لا ادري في شراك مؤامراتهم. ثالثاً: بسبب هذه الغفلة، وحسن نيتي، وما نجم عنهما من تداعيات وأضرار الإعتذار من شعبنا اولاً ومنكم ثانياً، ومن كل من لحقه الأذى ثالثاً.

بيد ان شجاعة القول بوقوع الخطأ، تقتضي التحلي بما هو أكثر من الشجاعة للبوح، بأن ما جرى كان تدبيراً من فعل فاعل معلوم، شارك فيها عدة أطراف خططوا ونسجوا خيوط مؤامرتهم الوضيعة للايقاع بي مدفوعين باشد الغرائز انحطاطاً وجشعاً، والتي تلاقت مع رغبة الاحتلال الاسرائيلي بالتخلص من حضوري ونشاطي المؤرق لمخططاته في استيطان القدس وتهويدها بشهادة المضايقات التي تعرضت وأتعرض لها يومياً لدفعي لمغادرة وطني ومدينتي المقدسة.

وإذا كان المقام لا يتسع لشرح التفاصيل التي سبقت وأحاطت بهذه القضية، خاصة أنني وضعت سيادتكم في صورتها في حينه، وفور وقوعها قبل عام ونصف، والجهات التي دبرتها والأسباب التي تقف وراء فعلتهم، فإن الاسباب الحقيقية كما تعلمون بعيدة بعد السماء عن الارض عن تلك الاكاذيب التي ساقها وحاول ترويجها من ارتضوا بيع انفسهم للاحتلال الاسرائيلي، وبأبخس الاثمان لاشباع رغبتهم المريضة بالانتقام والثأر مني شخصياً ومن مؤسسة الرئاسة ، لا لشيء سوى انني رفضت وقاومت وبفخر مجاراة فسادهم الاخلاقي والمالي، بل والوطني على ما دل عليه تعاون المدعو فهمي شبانه مع اعداء شعبه دون أي رادع او وازع من ضمير. وكان موقف سيادتكم انذاك حازماً ومسؤولاً.

سيادة الرئيس

إن مسلسل الخلافات والمواجهات مع من خطط ودبر هذه المؤامرة امتد على مدار سنوات عملي كرئيس لديوان الرئاسة، وكانت كلها تدور تحت وحول عنوان واحد هو اصلاح ما لحق من خراب لبعض اهم مؤسساتنا خاصة تلك التي انيط بها حماية امننا الوطني، وتنظيفها من بعض المتنفذين الذين تحكموا بمقدراتها ومواردها المالية واغتنوا من وراء عمليات التزوير والغش والخداع، واستطابوا ثمارها المحرمة، من امثال المدعو شبانه، وهو ما تسبب باستنفار جميع المستفيدين من فاسدين ومفسدين وشحذ اسلحتهم المثلومة للنيل مني ومن سمعتي ووضع هدف ازاحتي من طريق رذيلتهم هدفاً عاجلاً لا يقبل التأجيل، بدليل ما جاء في حديث شبانه للتلفزيون الاسرائيلي، حيث اعلن على رؤوس الاشهاد ان التخلص مني يتصدر جدول اعماله ومن يقف وراءه، وقبلها حين حاولوا ابتزازي ومساومتي على اعدام الشريط مقابل غض الطرف عن فسادهم وتسهيل الطريق لمتابعة سرقاتهم.

سيادة الرئيس

اعلم ان معركة مكافحة الفساد طويلة وشاقة ومعقدة، كما اعلم ان الفاسدين لن يرفعوا رايات الاستسلام طوعاً، واعرف ان هذه المعركة كأي معركة اخرى يسقط فيها ضحايا، وقد كنت واحداً منها، دون ان يعني ذلك بحال انني أسعى لتبرئة او اتسول براءة او عفو عن أي ضرر تسببته، كما انه لا يعفي، بل يلح على ضرورة تشكيل لجنة من اصحاب الضمائر النظيفة والحية للتحقيق مع سائر الجهات والاطراف ذات العلاقة بهذه الواقعة، مع استعدادي الكامل للتعاون وتحمل قسطي كاملاً من المسؤولية وسائر تبعاتها بما في ذلك الاستقالة او أي اجراء اخر ترونه مناسباً، على ان يشتمل التحقيق اخضاع الشريط التلفزيوني للفحص من قبل خبراء لتعيين وتحديد عمليات التزوير و"الفبركة" التي حفل بها ، سواء من خلال اضافة اصوات او تركيب صور باتت ممكنة ومتيسرة بفضل تكنولوجيا، ومهارات المونتاج والدبلاج الحديثة التي يوفرها الكمبيوتر، وادخلت على الشريط للايقاع بيني وبين السيد الرئيس وعائلته، والاساءة لرمز كفاح شعبنا وقائده الرئيس الراحل ياسر عرفات، لاستكمال عناصر الفضيحة، كما انني وفي ذات الوقت سأحتفظ بحقي في الملاحقة القانونية كل من شارك مباشرة او مداورة في مؤامرة الشريط للنيل من سمعتي وعائلتي، وانتهك حياتي الخاصة واستخدمه لتحقيق اهدافه الدنيئة.

السيد الرئيس

لقد تشرفت طوال خمس سنوات بالعمل معكم وتحت قيادتكم وعملت بتوجيهاتكم، باخلاص، وقد تعلمت خلالها الكثير.. اصبت .. واخطأت، ولكني عملت دائماً بما يمليه علي ضميري الوطني والانساني. بيد ان واقعة عرض الشريط المذكور وما نجم عنها من نتائج واسفر عنها من تداعيات تملي علي ايضاً، وبذات القدر من المسؤولية ان استاذنكم بتعليق مهامي كرئيس للديوان الى حين ظهور نتائج لجنة التحقيق حرصاً على ترسيخ قيم الشفافية والنزاهة، على ان ذلك لا يعني بحال استسلاما او هروباً من ساحة مقاتلة الفساد والفاسدين، او خضوعا لرغبة الاحتلال الاسرائيلي وعملائه الصغار من طراز شبانه ومن لف لفه . وسأبقى دائماً ومن أي موقع، وفي أي مكان مناضلاً في صفوف ابناء شعبي، وثورته وسلطته الوطنية في معركتنا من اجل حرية ارضنا واستقلال وطننا .


مع خالص الاحترام والتقدير

رفيق الحسيني

رام الله: في 14/2/2010