الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

هل شهد مؤتمر هرتسيليا دعوة لإبادة الفلسطينيين؟!

نشر بتاريخ: 23/02/2010 ( آخر تحديث: 23/02/2010 الساعة: 22:13 )
بيت لحم- معا- فيما يبدو دعوة إلى الإبادة الجماعية، دعا مارتن كريمر المحاضر من مركز "ويثرهيد للشؤون الدولية" التابع لجامعة هارفارد الأمريكية، والباحث في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، دعا الغرب إلى اتخاذ خطوات لضبط المواليد الفلسطينيين.

جاءت دعوة كريمر خلال مشاركته في وقت مبكر من الشهر الجاري في مؤتمر هرتسيليا في إسرائيل.

وعارض كريمر في خطابه الفكرة السائدة بأن ما أسماه بالراديكالية الإسلامية هي نتاج السياسة الأمريكية الداعمة لإسرائيل أو الداعمة للأنظمة الديكتاتورية مؤكدا أنها (الراديكالية) متوارثة في المجتمعات الإسلامية كما هو الحال في اليمن، والعراق، وأفغانستان، وقطاع غزة.

وجاء في خطاب كريمر أنه "كلما ازداد عدد الأطفال، ازداد عدد الشبان أكثر مما ينبغي ليصبحوا في المستقبل من أنصار العنف الراديكالي".

وطالب كريمر بضرورة ضبط أعداد المواليد في قطاع غزة، مدعيا أن السبيل إلى الإسراع في ذلك هو توقف الغرب عن تقديم ما اسماه "المساعدات التي تعزز النمو الفطري" للاجئين الفلسطينيين. ويبدو أن كريمر اعتبر أن الدعم الإنساني الذي تقدمه الأمم المتحدة وغيرها من الوكالات الدولية للفلسطينيين يحفزهم على التكاثر.

ومضى كريمر إلى القول "إن العقوبات الإسرائيلية التي تفرضها إسرائيل على قطاع غزة تهدف إلى تحقيق أهداف سياسية ومنها تقويض حماس، لكنها قد تحد من النمو السكاني المتزايد- وهناك مؤشرات على أن ذلك قد حدث بالفعل- مما سيؤدي إلى تراجع ثقافة الاستشهاد التي تتطلب وفرة في أعداد الشبان الذين لا حاجة لهم". وبهذه الطريقة، يمكن اجتثاث الراديكالية من أصولها، على حد زعم كريمر.

تعرف الإبادة الجماعية حسب اتفاقية الأمم المتحدة الخاصة بمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها والتي أقرت عام 1948 على إثر ما يسمى "الهولوكوست" على أنها تشمل "الإجراءات التي يقصد منها الحد من المواليد لدى اية مجموعة عرقية أو قومية أو دينية." وهذا ينطبق على ما يطالب به كريمر بحق الفلسطينيين.

تجدر الإشارة إلى أن مركز ويثرهيد التابع لجامعة هارفارد يعتبر نفسه أكبر مركز دولي للأبحاث الدولية وهو تابع لكلية الفنون والعلوم في الجامعة.

يذكر أن مارتن كريمر هو الرئيس المعين لكلية "شاليم الصهيونية" في القدس والتي تتطمح في أن تصبح "كلية الشعب اليهودي".

مؤتمر هرتسيليا السنوي للمؤسسات السياسية والعسكرية في إسرائيل يشارك به عادة شخصيات مناصرة لإسرائيل من الولايات المتحدة. وقد شهد هذا العام مشاركة كاتب أعمدة شهير من صحيفة "نيويورك تايمز" هو ثوماس فريدمان. كما شهد المؤتمر وللمرة الأولى مشاركة رسمية فلسطينية ممثلة برئيس الوزراء سلام فياض.

وتأتي دعوة كريمر للحد من المواليد الفلسطينيين تجسيدا لما يسمى في الفكر الصهيوني الخوف من "الخطر الديموغرافي" على دولة إسرائيل حيث يوشك عدد الفلسطينيين في مناطق 1967 و 1948 أن يتجاوز عدد اليهود في إسرائيل.