الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

انعقاد مؤتمر التاريخ الشفوي.. تحت عنوان ' الواقع والطموح' في الجامعة الإسلامية في ذكرى النكبة

نشر بتاريخ: 15/05/2006 ( آخر تحديث: 15/05/2006 الساعة: 16:04 )
غزة- معا- انطلقت في الجامعة الإسلامية بغزة فعاليات مؤتمر التاريخ الشفوي الواقع والطموح الذي ينظمه مركز التاريخ الشفوي بكلية الآداب في الجامعة الإسلامية بالتزامن مع الذكرى الثامنة والخمسين للنكبة.

وعقدت أعماله في قاعة المؤتمرات الكبرى بمركز المؤتمرات بالجامعة الإسلامية، وحضر أعمال الجلسة الافتتاحية المهندس-جمال ناجي الخضري-ممثل رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ورئيس مجلس أمناء الجامعة الإسلامية، أ. محمد شمعة-نائب رئيس مجلس الأمناء، والدكتور كمالين كامل شعث-رئيس الجامعة الإسلامية، أ.د. نعمان علوان-عميد كلية الآداب، ورئيس المؤتمر، د. رياض شاهين-رئيس مركز التاريخ الشفوي، ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، د. أحمد بحر-النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي، أ. عبد الفتاح دخان-ضيف المؤتمر، وعضو المجلس التشريعي، وعدد من أعضاء المجلس التشريعي، ومجلس أمناء الجامعة الإسلامية، ونواب رئيس الجامعة، وأعضاء من مجلس الجامعة الإسلامية، وممثلي الوزارات والمؤسسات، والجامعات، والباحثين والأكاديميين، والمشاركين في المؤتمر، وطلاب وطالبات من الجامعة الإسلامية.

التمسك بالوحدة الوطنية
بدوره، ألقى المهندس الخضري كلمة دولة رئيس الوزراء الفلسطيني إلى مؤتمر التاريخ الشفوي، نقل خلالها تحيات رئيس الوزراء، واصفاً المؤتمر بأنه هام، وتمنى لأعماله النجاح، وأثنى المهندس الخضري على الصمود والصبر والتلاحم الكبير الذي يجمع أبناء الشعب الفلسطيني، مشدداً على الجهود الكبيرة لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية.

وأكد المهندس الخضري على الإدراك العميق من قبل الرئاسة ومجلس الوزراء، والمجلس التشريعي، والقوى والفصائل الوطنية الفلسطينية لتحقيق الأمن والأمان للشعب الفلسطيني، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

وأثنى المهندس الخضري على الجهود التي تبذلها الجامعة الإسلامية بغزة، متحدثاً عنها كصرح أكاديمي شامل، وأوضح معالي المهندس الخضري أن الجامعة الإسلامية تقف في طليعة الجامعات لقيادة مسيرة البحث العلمي في فلسطين، موضحاً أن الجميع يشهد للجامعة الإسلامية بأنها صاحبة دور واعد في الحراك التعليمي، والخروج بتوصيات هامة، تشارك في رسم السياسات، واتخاذ التوصيات كمرجعيات للعمل، وترفد بها المؤسسات المختلفة العاملة في الأراضي الفلسطينية، وأشاد المهندس الخضري بدور مركز التاريخ الشفوي في تدوين وتوثيق الأحداث التاريخية، مضيفاً أن الاهتمام الكبير بهذا الحدث يعطي الجامعة الدور الرائد في هذا المجال، وحيا معالي المهندس الخضري مجلس أمناء الجامعة الإسلامية، إدارتها، وهيئتها الأكاديمية والإدارية، والطلاب والطالبات.

القضية الفلسطينية الحية
وفي كلمته باسم مجلس أمناء الجامعة الإسلامية شدد أ. شمعة أن القضية الفلسطينية ستبقى حية، يلقنها الآباء للأبناء، ويلقنها كل جيل للجيل الذي يأتي بعده، حتى تبقى مسجلة ومدونة، موضحاً أن التاريخ الشفوي يعد أهم مصدر من مصادر التاريخ، وأثنى على سبق الجامعة الإسلامية الكبير في مجال التوثيق، كما شكر الجامعة لإنشائها مركز التاريخ الشفوي، والذي يمثل رصيداً لمن يأتي بعده.

استثمار الذاكرة الحية
أما الدكتور شعث فأكد على أن مؤتمر التاريخ الشفوي يأتي ضمن سلسلة من المؤتمرات العلمية والأيام الدراسية، مشيراً إلى أن الحركة العلمية النشطة التي تعيشها الجامعة تعد نتاجاً تراكمياً للإنجازات الأكاديمية والبحثية ذات الارتباط الوثيق بقضايا المجتمع الفلسطيني المختلفة، وصرح الدكتور شعث أن ذلك يأتي استجابة لدعوة سابقة كانت قد أطلقتها الجامعة ممثلة بعمادة البحث العلمي لتوجيه المسيرة البحثية للجامعة منذ شهر آب 2005 وحتى نهاية عام 2007 لخدمة قضايا التنمية، والمتطلبات الفلسطينية، منوهاً أن الجامعة تحرص على الاستفادة من النتائج المنبثقة عن هذه الإنتاجات للمساهمة في اتخاذ القرارات، وتزويد جهات صنع القرار بها واستعرض الدكتور شعث أوجه وصور الإنجاز المختلفة التي حققتها الجامعة الإسلامية والتي كانت أحدثها حصول الجامعة الإسلامية على جائزة البنك الإسلامي للتنمية في العلوم والتقنية.

واعتبر الدكتور شعث أن مؤتمر التاريخ الشفوي يعد حصاد فترة طويلة من الجهود التحضيرية المعدة له، وما رافقها من تنوع في الموضوعات العلمية المحكمة، واستقطاب عدد من الأعلام الفلسطينيين والعرب في المشاركة بأعمالهم، والذين لهم إسهامات بارزة للحفاظ على حق العودة، وعبر الدكتور شعث عن تقديره لمحاور المؤتمر المختلفة، وتحدث عن الأسلوب العلمي الذي يستثمر الذاكرة الحية، ويجمع المتناثر منها كأحد الأساليب العصرية لإحياء المناسبات الوطنية الكبرى.

التوعية بقيمة التاريخ الصادق والدقيق
وذكر الأستاذ الدكتور علوان للمؤتمر يهدف إلى الارتقاء بعلم التاريخ الشفوي، ومناهجه وآلياته، ليصبح أكثر قدرة على تأدية دوره في خدمة تاريخنا الحديث والمعاصر، وأضاف أ. د. علوان أن المؤتمر يرمي إلى نقد وتقييم المناهج المتبعة في مجال التاريخ الشفوي، وتأصيل مناهج جديدة يستنبطها الباحثون من خلال الجمع بين إيجابيات المناهج السابقة، وما استخلصوه من تجاربهم وتجارب غيرهم.

وشدد أ. د. علوان على أن المؤتمر يهتم بتحفيز الباحثين والمؤرخين المعاصرين للاهتمام بالتاريخ الشفوي، وتسجيل روايات وشهادات الرواة، إلى جانب المشاركة في صنع الأحداث المهمة، وإعدادها وإخراجها، لتكون وثائق صادقة يعتمد عليها في كتابة تاريخ أكثر دقة وصدقاً، علاوة على الإسهام في إعادة كتابة التاريخ العربي الحديث والمعاصر وخصوصاً التاريخ الفلسطيني، ولفت الأستاذ الدكتور علوان إلى أن المؤتمر يهتم بتوعية القادة والمثقفين وطلاب العلم بأهمية دراسة التاريخ والإفادة من واقعهم، ومستقبلهم، إضافة إلى توجيه الباحثين وجذب أنظارهم إلى الرواية الشفوية كمصدر صادق ودقيق لكتابة التاريخ.

وحث أ.د. علوان على تتويج هذا الجهد بالحصول على أبحاث ودراسات أصيلة حول التاريخ الفلسطيني الحديث والمعاصر استناداً إلى الرواية الشفوية، وتحفيز السلطات الحاكمة والمؤسسات العلمية والتعليمية على إقامة مراكز التاريخ الشفوي، والإنفاق عليها، لحفظ تاريخنا من الضياع أو التشويه، وشكر أ.د. علوان مجلس أمناء ورئاسة الجامعة الإسلامية، وأعضاء اللجنة التحضيرية والعلمية، واللجان الفرعية، والباحثين والمشاركين.

الحاجة إلى أرشيف دولة ومكتبات وطنية
وأشار د. شاهين إلى حرص مركز التاريخ الشفوي على عقد المؤتمر في الخامس عشر من آيار في الذكرى الثامنة والخمسين للنكبة، وذلك لما للمؤتمر من قيمة لكونه يأتي في إطار المساعي الرامية لاستعادة الحقوق الفلسطينية، وناشد د. شاهين المختصين بضرورة إقامة أرشيف دولة، والمكتبات الوطنية, داعياً إلى استعادة التاريخ من أفواه الناس.

وبين د. شاهين وجود (774) مدنية وقرية فلسطينية هُجر معظمها وطرد أهلها ليصبحوا لاجئين أو مهجرين، ومضى في حديثه موضحاً وجود (774) مدنية وقرية وقعت تحت الاحتلال، في الوقت الذي هُجر فيه أهالي (675) قرية ومدنية إلى خارج خط الهدنة، بينما بقي أهالي (99) مدنية وقرية عانوا النكبة، وقد أصبح عددها اليوم (211) قرية بزيادة (112) قرية نصفها غير معترف به، وذكر د. شاهين أن الفلسطينين تعرضوا خلال ذلك إلى (70) مذبحة، ومثلها (70) حادثة من الفظائع.

وأوضح د. شاهين أن المهجرين الفلسطينين الذين هجروا من ديارهم خارج خط الهدنة وسجلوا في وكالة الغوث، قد استقروا في (600) منفى، وبلغ عددهم اليوم (4.400.000) لاجئ مسجل، يضاف إليهم (1.500.000) لاجئ غير مسجل في فلسطين عام 1984 وبلدان العالم العربي والأجنبي، وأبدى د. شاهين ارتياحه من أننا نستطيع اليوم بالتقنية الحديث تحديد اسم كل واحد من الملايين الأربعة، وأفراد عائلته، وصلتهم ببعضهم وقراهم الأصلية في فلسطين، علاوة على منفاه اليوم، بما يشمل تحديد المعسكر أو المدنية، أو القرية.

وذكر د. شاهين أن مركز التاريخ الشفوي في الجامعة الإسلامية يأتي في صدارة اهتماماته توثيق تاريخ النكبة ابتداءً من قرار التقسيم حتى عام 1947 وحتى عام 1955 وهو العام الذي شهد نوعاً من الاستقرار في اللجوء، موضحاً أن ذلك يجب أن يشمل الاستقصاء، وكيفية الخروج، وأسبابه، وجرائم الحرب، والدفاع عن القرية، ودور المتعاونين والحرب النفسية، والمعاناة عند الخروج وبعده مباشرة.

وشجع د. شاهين الشباب الفلسطيني لتوثيق تاريخية وجغرافيته، مبيناً أن العمل يمتد إلى المستقبل حيث يحمل الشباب رسالة الدفاع عن الحقوق الوطنية الفلسطينية من جيل إلى جيل.

فلسطين أرض وقف إسلامي
وقد تحدث الأستاذ دخان عن بعض المنعطفات التاريخية الهامة التي مرت بها القضية الفلسطينية فيما يتعلق بتاريخ الخامس عشر من آيار، وتناول أ. دخان فلسطين كجزء من بلاد الشام والأحداث التاريخية التي ترتبت عليها العديد من التطورات السياسية والاستراتيجية، ووقف أ. دخان على الثورات التي خاضها الشعب الفلسطيني، متحدثاً عن جملة من التواريخ السياسية التي شكلت أحداثاً هامة في تاريخ فلسطين، والمنطقة العربية.

وتحدث أ. دخان عن مساحات الأراضي التي حصل عليها اليهود قبل النكبة والمقدرة (2) مليون دونم منها (650) ألف دونم تم الاستيلاء عليها زمن الحكم العثماني، (500) ألف دونم منحتها حكومة بريطانيا من أملاك الدولة للوكالة اليهودية، (625) ألف دون باعها غير الفلسطينيين لليهود، مضيفاً أن الفلسطينيين باعوا (300) ألف دونم.

وقدم أ. دخان العديد من النماذج التي قام بها الاحتلال للسيطرة على مراكز القوة ومنها: المال والاقتصاد، وعرض أ. دخان للمقاومة الفلسطينية عام 1984، مشيراً إلى عن الطريقة التي تم بها احتلال المدن والقرى الفلسطينية، وشدد أ. دخان على أن أرض فلسطين أرض وقف إسلامي على أجيال المسلمين تحكي على مدى الأزمان.

الجلسة الأولى
وقد ترأس الجلسة الأولى د. يوسف الزاملي - وناقشت الجلسة مجموعة من الأبحاث وأوراق العمل التي تتناول أهمية التاريخ الشفهي.

فقد قدم د. سلمان أبو ستة- منسق عام شبكة التاريخ الشفوي الفلسطيني, ومنسق عام مؤتمر حق العودة بالأردن- ورقة عمل حول مصادر التاريخ الشفوي وعلاقته بحق العودة, وعرض د. عادل يحيي- مدير مؤسسة التبادل الثقافي الفلسطيني برام الله - ملخصاً لبحثه المعنون: "مشاريع التاريخ الشفوي الفلسطيني إلى أين".

أما أ. رشاد المدني- مديرية التربية والتعليم بغزة فتحدث عن أهمية التاريخ الشفوي الفلسطيني ومصاعب تطبيقاته من واقع التجربة الشخصية, وتناول د. عمر شلبي- الأستاذ بقسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة الخليل- خلال بحثه الرواية التاريخية بين المشافهة والتدوين, أما د. زكريا الزميلي - الأستاذ المشارك بقسم التفسير بالجامعة الإسلامية - فقدم للمؤتمر بحثاً بعنوان: "دور ا لرواية الشفوية في حفظ القرآن الكريم وعلومه, وشارك أ. عوض منصور - مدير مركز شمل برام الله - بورقة عمل حول مستقبل العمل بالتاريخ الشفوي من خلال رؤى ونظرة بحثية.

الجلسة الثانية
أما الجلسة الثانية للمؤتمر فقد ترأسها أ. د. عبد الفتاح أبو علية - أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالمملكة العربية السعودية - وتركز ت محاورها حول مناهج وتقنيات التاريخ الشفوي - وناقشت الجلسة جملة من الأبحاث وأوراق العمل المقدمة إلى المؤتمر, فقد تحدث د. وليد المدلل - الأستاذ المساعد بقسم التاريخ بالجامعة الإسلامية بغزة - عن مسائل أخلاقية وقانونية في الرواية الشفهية, في الوقت الذي تناول فيه أ. نظام العباسي - أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة النجاح بنابلس - نوعية الشاهد المستنطق ومستواه الفكري والسياسي.

واستعرض أ. جهاد المصري - جامعة القدس المفتوحة - منطقة رفح التعليمية - أهمية المقابلة التمهيدية في التاريخ الشفوي, أما د. خالد صافي - أستاذ تاريخ العرب الحديث والمعاصر المساعد بجامعة الأقصى بغزة - فوقف على الإفادة القانونية كنموذج للتاريخ الشفوي لتوثيق الانتفاضة الفلسطينية الأولى, وتناول كل من: أ. ذكريا السنوار - المحاضر بقسم التاريخ والآثار بالجامعة الإسلامية - نهال الجعيدي - الباحثة غير المتفرغة بمركز التاريخ الشفوي بالجامعة الإسلامية بغزة - موضوع المقابلة في التاريخ الشفوي, وبحثت د. سونيا نمر - أستاذة الدراسات الثقافية بجامعة بيرزيت في ورقة العمل التي قدمتها مدى كون التاريخ الشفوي يشكل حكاية أم منهج.

الجلسة الثالثة
وفيما يتعلق بالجلسة الثالثة التي ترأسها د. أسامة أبو نحل- فقد بحثت في موضوع الشخصيات والدراسات, وعرضت خلالها مجموعة من الأبحاث وأوراق العمل, حيث تناول كل من د. فوزي أبو عودة - الأستاذ المساعد غير المتفرغ بجامعة الأقصى بغزة والباحث بمركز القطان للبحث والتطوير بغزة, أ. عبد الحميد الفراني - الحاصل على درجة الماجستير في التاريخ من كلية الآداب بالجامعة الإسلامية بغزة النشاط الاقتصادي في المشرق الإسلامي من خلال روايات ابن بطوطة الشفهية في كتابة تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار, وشارك د. سلمان ناطور - معهد أميل قوما بحيفا, ومنسق شبكة التاريخ الشفوي بأراضي 48 - بورقة عمل حملت عنوان: "حدثتني الذاكرة ومضت من خلال عبد الحسن إلى الشيخ عباس", بينما قدمت الطالبة فلسطين أحمد حمد - قسم التاريخ والآثار بالجامعة الإسلامية بغزة - بحثاً حول شخصية الحاج صادق المزيني (1905 - 1987).

واستعرض د. أسامة أبو نحل - الأستاذ المشارك في التاريخ الحديث والمعاصر ورئيس قسم التاريخ بجامعة الأزهر - الرواية الشفوية في الرسائل العلمية الخاصة بتاريخ فلسطين المعاصر من خلال دراسة تحليلية نقدية.

بينما تحدث أ. عبد الحميد الفراني عن القيمة العلمية لروايات ابن منقذ الشفوية في كتابة الاعتبار, قدم مركز التاريخ الشفوي بكلية الآداب في الجامعة الإسلامية بحثاً حول المهجرون الفلسطينيون في قطاع غزة من خلال الأوضاع المعيشية والاجتماعية من خلال روايات شهود العيان.