بديل يصدر العدد "37" من جريدة حق العودة
نشر بتاريخ: 24/02/2010 ( آخر تحديث: 24/02/2010 الساعة: 12:44 )
بيت لحم- معا- اصدر بديل/المركز الفلسطيني لمصادر حقوق المواطنة واللاجئين اليوم عدداً جديداً من جريدته حق العودة، حمل العنوان: ثقافة العودة في المبادرات الشعبية.
وجاء العدد الذي يحمل الرقم 37، في 24 صفحة من القطع الكبير، واشتمل على محورين رئيسيين. المحور الاول اشتمل على تقارير وريبورتاجات اعدتها المؤسسات التي تعقد شراكة مع مركز بديل لتنفيذ برنامج تنمية وتدريب الناشئة في مجال الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين، والبالغ عددها 11 مؤسسة ومركز اجتماعي. ركزت التقارير على النشاطات والفعاليات الميدانية التي تقوم بها هذه المؤسسات من خلال برنامج تنمية وتدريب الناشئة في تطوير ثقافة العودة، وتحديداً عند الجيل الناشئ من ابناء اللاجئين والمهجرين.
فقد تنوعت التقارير من زيارات ميدانية قام بها الناشئة الى قرى مهجرة منذ عام 1948، الى نشاطات احياء ذكرى النكبة الفلسطينية، وزيارات تبادلية بين المؤسسات هدفها تعزيز العمل وزيادة الوعي بين الاطفال. كما ركزت بعض التقارير على عملية تدريب الناشئة على كتابة التاريخ الشفوي واجراء مقابلات مع الرعيل الاول من جيل النكبة، واقامة المهرجانات الشعبية والفنية التي تدعو الى الحفاظ على حقوق اللاجئين واسترداد حقهم المسلوب والعيش بكرامة.
اما المحور الثاني من العدد، فقد اشتمل على عدد من المقالات التي ركزت على دور الثقافة والفن في حماية الهوية وتعزيز المقاومة والصمود. وفي هذا الجانب، يقول عيسى قراقع وزير شؤون الاسرى والمحررين في السلطة الفلسطينية في مقال تحت عنوان استراتيجية الدفاع عن النفس امام سياسة النفي والالغاء: "عندما رأيت فرقاً فنية ترقص في شوارع رام الله، تصدح بالاهازيج والاغاني، وعندما رأيت اطفالاً يرسمون قراهم المدمرة عام 1948 على جدران المخيم، شاهدت افلاماً فلسطينية تتقدم عالمياً، ومسلسلات مثل "التغريبة الفلسطينية" في رؤيا حداثية تقف على مسرح الحاضر، تنظر الى الماضي، وتحلل ما دار على مسرحه خدمة للحاضر، وعندما قرأت ديوان الحب "سرير الغريبة" لمحمود درويش، شعرت بمعجزة الفلسطيني الذي يعبر عن انسانيته ويتصرف بشكل عادي وسط الظلام والحصار، فلا يستسلم لما يمليه عليه الاحتلال من لغة وادوات التعبير".
وفي نفس الاطار تقول مديرة مؤسسة يبوس للانتاج الفني رانيا الياس في مقال لها: "لا شك أنَّ الثقافة الفلسطينية لعبت دورًا كبيرًا في تاريخ ونضال الشعب الفلسطيني في معركته من أجل البقاء، ومن أجل الحصول على حقوقه الوطنية الثابتة، وفي خضم معركة حماية الهوية ودعم فكرة الصمود والمقاومة ولدت ظاهرة أدب المقاومة وثقافة الصمود. واعتبر ذلك من خصوصيات القضية الفلسطينية حول دور الثقافة في إحياء القضية وما قامت به من تعزيز لآليات حركة المقاومة".
اما ريتش وايلز وهو فنان ومصور فوتوغرافي من المملكة المتحدة، فيقول في مقال تحت عنوان التربية المقاومة من خلال الفنون والثقافة الشعبية في مخيمات اللاجئين في بيت لحم: "على مدى سنوات الثمانينات من القرن الماضي، وبالعودة إلى زمن أبكر بكثير، مثّل المجتمع المدني الفلسطيني شبكة من المنظمات الشعبية والمسيسة التي تدعم الكفاح الوطني والحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف.
وفي مخيمات اللاجئين، عملت مراكز الشباب النشطة واتحادات المرأة على مستوى المجتمع المحلي في اغلب الأحيان باعتبارها جماعات سرية لتنظيم الناس معا بطريقة خاصة حيثما كان ذلك ممكنا. وقد لعبت هذه المنظمات دورا هاما في النضال التحرري الفلسطيني، وقامت بدعم ومناصرة المقاومة بأساليب مختلفة باعتبارها أدوات تؤدي بها دورها النضالي. وفي خضم أنشطتها، كانت تنظم أعمالا ثقافية وفنية جماعية مثل الدبكة الشعبية وفرق الزجل الشعبي، وقد واصلت هذه التقاليد الغنية في دعم ومناصرة الحقوق الوطنية، واستمرت في تأديتها حقها الذاتي في ممارسة المقاومة باعتبارها جزء من الكل الفلسطيني".
الكاتب فيجاي براشاد، وهو بروفسور مختص في تاريخ جنوب اسيا، يقول في مقال له تحت عنوان تهيئة المناخ للكفاح المتواصل ضد الاضهاد: "لا تزال الثقافة هي الساحة المركزية للصراع، والحركات السياسية التي تتجنب الخوض في المجال الثقافي تتخلى أو تبتعد عن المكان الذي يأتي إلية البشر العاديون للتعرف على هذه الحركات التحررية، ولمعرفة ماذا تستطيع هذه أن تقوم به، وماذا تريد القيام به في هذا العالم. فالخيال والإبداع عنصران مهمان جدا للسياسة، لأنه بدون تصورات الخيال عن المستقبل فإننا نستسلم للحاضر. وعليه، إن الشعر، النثر، الأغاني،، والمسرح ، الفنانين الراديكاليين المدافعين عن الحقيقة، يستطيعون رفع مستوى وعي الناس الذين قد يكونوا في الواقع لم يفكروا في هذا الجانب أو ذاك من علاقاتهم مع الناس الآخرين. وبالطبع، ليس بالفن بحد ذاته يتغير العالم، ولكن له دور مركزي باعتباره منارة للتغيير". بالاضافة الى تقارير مؤسسات الناشئة والمقالات، فقد اشتمل العدد على تقرير مفصل عن الجولة الدراسية التي قام بها مركز بديل الى يوغسلافيا السابقة بالتعاون مع مؤسسة ذاكرات الاسرائيلية.
كما تناول العدد آخر انجازات اللجنة الوطنية لمقاطعة اسرائيل. اضافة الى ذلك، اشتمل العدد على بيانات واعلانات مركز بديل واصداراته الجديدة، وخصوصاً اعلان انطلاق جائزة العودة للعام 2010، بالإضافة الى عدد من التقارير التي غطت فعاليات مختلفة لمركز بديل. هذا، وقد شارك في العدد 11 مركزاً و9 كتاب من مختلف أنحاء فلسطين التاريخية والعالم.