الأحد: 08/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

4% من سكان فلسطين حاملين للمرض : الدعوة إلى زيادة الوعي بمرض الثلاثيميا والحد من زواج الأقارب

نشر بتاريخ: 15/05/2006 ( آخر تحديث: 15/05/2006 الساعة: 18:19 )
غــزة -معا- أظهرت باحثة فلسطينية أن 650 مصابا ً بالثلاثسيميا العظمى مرضى في فلسطين وأن هذه النسبة تزداد كل عام بمعدل 25- 30 مريض سنوياً.

وقالت هناء المقيد من عيادة كلية المجتمع للعلوم المهنية والتطبيقية في ندوة حول الثلاثسيميا في غزة أن الإحصائيات تدل على أن نسبة انتشار حاملي المرض تصل لحوالي 4‌% من إجمالي سكان فلسطين حيث تعتبر نسبة عالية بين السكان مقارنة بالمعدلات المجاورة".

وكانت الكلية قد عقدت ندوة علمية في اليوم العالمي لمرض الثلاسثيميا،"أنيميا البحر الأبيض المتوسط" بمشاركة وحضور العشرات من طالبات الكلية وعدد من العاملين والمسئولين في الكلية.

وتحدثت فيها المدرسة المقيد حول ماهية هذا المرض وكيفية التعرف عليه موضحة أن الثلاثيميا هي نوع من أنواع فقر الدم الو راثي الناتج عن خلل في المادة الوراثية المسئولة عن تكوين الهيموجلوبين في الجسم مما يؤدي إلى إنتاج هيموجلوبين غير طبيعي و ينتج عنه سرعة تكسر كريات الدم الحمراء (فترة حياتها اقل من شهر) مشيرة إلى أن هذا المرض يكثر انتشاره في بلاد حوض البحر الأبيض المتوسط (الشرق الأوسط) والهند و جنوب شرق أسيا و بصورة متفرقة في غالبية شعوب العالم.

وتطرقت المقيد خلال محاضرتها إلى أهم طرق انتقال هذا المرض والتي تعد الوراثة أهمها حيث أوضحت أن هذا المرض يورثه الوالدين إلى الأبناء مبينة أنه لولادة طفل يعاني من مرض الثلاثيميا يجب أن يكون كلا من الأب و الأم حاملين لصفة المرض , حيث ان حاملي صفة الثلاثيميا يكونوا لديهم فقر دم طفيف لا يكتشف إلا صدفة لدى خضوعهم لفحص الدم على حد تعبيرها.

وأكدت المقيد على ضرورة الانتباه لأعراض هذا المرض لاكتشافه في وقت مبكر مضيفة أن أعراض مرض فقر الدم الشديد تظهر منذ مطلع الطفولة و يصحبه شحوب البشرة،و الاصفرار أحيانا، وتأخر في النمو ، وقلة الشهية للطعام ، وتضخم في حجم الطحال و أحياناً الكبد و تغير في عظام الجمجمة مما يجعل ملامح الوجه مميز "وجه ثلاثيمي".

واشارت المقيد خلال محاضرتها الى عدم اكتشاف علاج شاف للثلاثيميا حتى الان حيث يحتاج المريض للمحافظة على حياته إلى نقل دم بانتظام كما يحتاج إلى علاج خاص للتخلص من الحديد الزائد في الجسم والذي يؤدي تراكمه في الجسم إلى مضاعفات شديدة الخطورة، لكنها نوهت الى بصيص أمل في هذا المجال وان كان غالي الثمن وقالت " لكن هناك عمليات لزرع نخاع العظم و لكنها باهظة التكاليف, وغير متيسرة في بلادنا وغير مضمونة النتائج.

واشارت المقيد الى ان الثلاثيميا ليس نوعا واحدا بل عدة انواع تتفاوت في خطورتها وهذه الانواع هي ألفا ثلاثيميا وبيتا ثلاثيميا وينقسم النوع الاخير الى ثلاثة اقسام اخرى، هي الثلاثيميا العظمى حيث تعد من أخطر أنواع الثلاثيميا و تظهر عادة بعد حوالي ست شهور من الولادة و يكون في هذه الحالة كلا الوالدين حاملاً للصفة الوراثية حيث يتم توريث هذه الصفة للمولود و عادة يحتاج هذا الطفل إلى نقل و حدات الدم حتى يستطيع العيش.

واضافت ان النوع الثاني من هذه الثلاثيميا هو الثلاثيميا الوسطي وهي أقل خطراً من الثلاثيميا العظمى مؤكدة أن المريض من الممكن ان يحتاج إلى نقل وحدات الدم لكن بمعدل أقل و عادة يشتد هذا النوع عند الحمل لدى السيدات و الإصابة بالالتهابات مما يؤثر على حياة هذا المريض على حد تعبيرها.

واكدت المقيد ان النوع الاخير من هذا المرض وهو الثلاثيميا الصغرى لا يشكل أي خطورة حيث يعتبر الشخص سليماً و لكنه يحمل الصفة الوراثية للثلاثيميا و يورثها لابنائه مشيرة الى ان هذا الشخص يكتشف بالصدفة في أغلب الأحيان.

ودعت المقيد الى اتباع سبل الوقاية من هذا المرض والالتزام بها وزيادة الوعي بها بين كافة الشرائح المجتمعية واكدت على ان اهم هذه السبل هي الاستشارة الطبية العائلية مضيفة "انه إذا كان أحد الأبوين طبيعياً فليس هناك احتمال لأن يصاب أطفالهم بمرض الثلاثيميا العظمى والصغرى إما إذا كان الأبوين يحملان صفة الثلاثيميا فهناك احتمال 25% بأن يكون لدى المولود مرض الثلاثيميا في كل حمل وفي هذه الحالة يمكن عمل فحص للجنين في مطلع الحمل.

وأشارت المقيد الى اهمية العامل الوراثي في الوقاية من مرض الثلاثيما موضحة بانه إذا اكتشفت حالة من هذا المرض في عائلة ما فإن الاحتمال كبير بوجود حالات أخرى منه بين أفراد العائلة وأكدت على ضرورة قيام باقي أفراد العائلة بإجراء الفحوصات لمعرفة ما إذا كانوا حاملين للمرض أم لا، كما دعت المقيد الى الحد من ظاهرة التزاوج بين الأقارب مشيرة الى ان هذا يساهم في تقليل نسبة حدوث المرض.

وجرى في نهاية اللقاء فتح باب النقاش للحضور ولوحظ اهتمام الطالبات وتفاعلهن بالاستفسار عن المرض ومدى انتشاره وطرق الوقاية منه، كما وزعت على الحضور نشرة توضيحية حول المرض أعدتها العيادة الطبية في الكلية.