السبت: 30/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

المستوطنون يقودون حملة احتجاجية على "الروابي"

نشر بتاريخ: 24/02/2010 ( آخر تحديث: 24/02/2010 الساعة: 23:31 )
بيت لحم - معا - بدأت مجموعة من المستوطنين المتطرفين بتنظيم حملة احتجاجية على بناء المدينة الفلسطينية الجديدة (مدينة الروابي) التي بدأ إنشاؤها مؤخرا في إحدى ضواحي رام الله.

ويدعي المستوطنون، كما ذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة هآرتس الإسرائيلية التي نقلت النبأ، أن المدينة الجديدة سوف تتسبب بازدحامات مرورية، وتلوث بيئي إضافة إلى تهديدات أمنية، وأن المستفيد الوحيد منها سيكون من النخبة الفلسطينية.

يذكر أنه شرع بإنشاء مدينة الروابي قبل شهرين إلى الشمال من بلدة بيرزيت أي على بعد عشرة كيلومترات من مدينة رام الله. ومن المتوقع أن تضم المدينة 5,000 وحدة سكنية تتسع ل 25,000 نسمة. كما أن معظم المدينة تقع في المناطق المصنف حسب اتفاقية أوسلو وهي تخضع لسيطرة السلطة الوطنية الفلسطينية من الناحية الأمنية والمدنية.

ومن المتوقع أن تتراوح أسعار الشقق السكنية في المدينة الجديدة ما بين 38,000 إلى 75,000 دولار أمريكي حسب تقرير هآرتس. كما أن المخططات تشتمل على إقامة مناطق صناعية ومجمعات تجارية إضافة إلى بنى تحتية صديقة للبيئة ومناطق خضراء.
وتقدر القيمة الإجمالية للمشروع الذي تنفذه شركة "بيتي" القطرية 200 مليون دولار تم تخصيصها من التبرعات الخاصة والمساعدات التي تقدمها دول الخليج العربي.

وعلى مقربة من مدينة الروابي تقع مستوطنة "عتيرت" الإسرائيلية التي يسكنها 70 عائلة. وتنقل هآرتس عن أحد المستوطنين من "عتيرت" موتي هومينر قوله: "يمكن مشاهدة أعمال البناء من نافذة منزلي. إنهم يعملون ليل نهار." وأشار التقرير إلى أن هومينر هو الذي بدأ بتنظيم الحملة ضد مشروع الروابي. ويتساءل المستوطن: "أين سيقود هؤلاء ال 25,000 ساكن جديد سيارتهم؟ زوجتي على سبيل المثال تعمل في "شيلو"، فكيف ستصل إلى مكان عملها؟ إنكم بهذا تضيفون 20,000 سيارة جديدة ستسير على الشارع، وكل من سيقود سيارته باتجاه القدس سيعلق في أزمة مرورية. وبالمناسبة، أين سيلقون بنفاياتهم؟ فكل المكبات متخمة، ووادي الحرامية تتدفق فيه مياه المجاري. إذا كان لا بد من أن نصبح جيران، فيجب أن نتحدث في الأمر... كيف لنا أن نعرف أنهم لن يلقوا مياه المجاري في الوادي الذي يفصل بيننا وبينهم."

بيد أن شركة بيتي ذكرت في رسالة إخبارية أن مدينة الروابي ستضم محطة لتكرير المياه العادمة كي تستخدم للري. وقد تعاقدت الشركة مع شركة أمريكية والتي ستبدأ ببناء المحطة في فصل الربيع.

كما أبدى المستوطن قلقا حول مخاطر أمنية قد تترتب على قرب المدينة الجديدة من المستوطنة التي يسكنها. وقال بهذا الخصوص: "ربما يطلقون النار علينا كما كانوا يطلقون النار على "بساغوت. وربما سنضطر قريبا أن نحيط أنفسنا بجدران إسمنتية."

وقد انضم إلى المحتجين عضو الكنيست "زفيلوم أورليف" من حركة "البيت اليهودي" الذي قال إنه نقل مخاوفهم إلى وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود براك.
ونقلت هآرتس عن عضو الكنيست قوله: "يتم تجميد البناء في المستوطنات، بينما يستمر العرب في البناء. التغلب على مشكلة نقص الوحدات السكنية عند الفلسطينيين يكون من خلال بناء أحياء جديدة في المناطق المأهولة، أما بناء مدينة جديدة من الصفر فهذا إفراط، ولا يقصد فيه حتى حل مشكلة السكن، لكنه مخصص للأثرياء."

وفي تعليق إسرائيلي آخر على مدينة الروابي، يقول يهودا إلياهو من حركة "ريغافيم" الإسرائيلية: "إن الهدف الوحيد من بناء المدينة هو إيجاد تواصل جغرافي بين رام الله ونابلس. لقد تم التخطيط لها في عجالة دون تخطيط البنى التحتية ودون إيجاد حل لمشكلة مياه المجاري التي ستتدفق في الأودية. وهي جزء من حركة أوسع يقصد منها فرض الدولة الفلسطينية كأمر واقع."