السبت: 28/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الزعارير لـ معا: بلورة موقف لمقاطعة الاعلام الاسرائيلي يستحق التفكير

نشر بتاريخ: 24/02/2010 ( آخر تحديث: 24/02/2010 الساعة: 23:34 )
رام الله -معا-دفعت الحملة الاعلامية الممنهجة التي تقودها وسائل اعلام اسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني ورموزه القيادية ، بعض الاوساط السياسية والنخب القيادية في الفصائل والقوى الفلسطينية، للتفكير الجدي في امكانية بلورة موقف وطني فلسطيني لمقاطعة التعامل المطلق مع وسائل الاعلام الاسرائيلية خاصة في ظل الانكشاف العلني لدور بعض وسائل الاعلام الاسرائيلية في خدمة الاجندة الامنية والسياسية للاجهزة الامنية الرامية الى تشويه صورة الشعب الفلسطيني وقياداته.

واكثر ما يبرر اتخاذ مثل هذا الموقف الفلسطيني من وسائل الاعلام الاسرائيلية هو انكشاف امرها كذراع رئيسي من اذرع الامن الاسرائيلي في توجيه وتنظيم الحملات التشويهيه لصورة الشعب الفلسطيني وقياداته والمس بهم امام الجمهور العربي والدولي وحتى امام الشعب الفلسطيني من خلال بث الشائعات واستغلال بعض الحالات والاخطاء وتضخيمها على شكل حملات اعلامية موجهة لضرب المنظومة القيمية للشعب الفلسطيني على حد تعبير مسؤولين بارزين في السلطة الوطنية.

ولم يكد الجمهور الفلسطيني يخرج من الازمة الداخلية التي احدثها بث بعض المقاطع التلفزيونية الممنتجة لرئيس ديوان الرئاسة الفلسطينية، د.رفيق الحسيني عبر شاشة القناة العاشرة للتلفزيون الاسرائيلي، حتى خرجت صحيفة هارتس الاسرائيلية اليوم لتتجدث عن تورط الابن الاكبر للقيادي حسن يوسف المحسوب على حركة حماس ، "مصعب" في الارتباط مع اجهزة الامن الاسرائيلية وحيث تناقلت الاذاعة الاسرائيلية هذا الخبر وبدأت تعمل على تضخيمه بصورة لافتة، الامر الذي يثبت اننا وسائل الاعلام الاسرائيلية تعمل بشكل واضح ضمن اطار المؤسسة الامنية الاسرائيلية وتسعى في احداث ازمات تراكمية في اوساط الشعب الفلسطيني بهدف ضرب ارادته وتفتيت قدرته على الصمود ، وفقا لما يؤكده المسؤولين الفلسطينيين.

واشار المتحدث الرسمي باسم حركة فتح في الضفة وعضو مجلسها الثوري، فهمي الزعارير في حديث لـ (معا)، الى ان اسرائيل كدولة احتلال لم تسقط هذه الصفة عنها بل تتعامل بعدائية مع الشعب الفلسطيني ومؤسساته الناظمة بما فيه مركبات النظام السياسي.

واضاف " اسرائيل كدولة احتلال انتقلت منذ زمن في ادارة الصراع مع المنظمة بطريقة مغايرة، كونها غير متهيئة لدفع اي استحقاق سياسي يقود الى انسحابها من الاراضي المحتلة عام 1967 بما فيها القدس والاغوار والمناطق الاخرى.

واكد ان هذه الحرب التي تديرها اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني تستهدف فيما تستهدفه تشويه صورة الشعب الفلسطيني والمس بمكانته الحضارية من اجل اخضاعه لاشتراطات تفاوضية ضمن عملية سلام شكلية للوصول الى صيغ تجميلية للاحتلال باتجاه تكريس سياسة التقاسم الوظيفي مع الاحتلال في مناطق الضفة الغربية وغزة التي لم تسقط عنها صفة انها اراضي محتلة.

واشار الى ان الحملات الاعلامية الاسرائيلية المنظمة تدلل بشكل واضح على ان الاعلام الاسرائيلي يخضع لمستويات محددة حيث تتحكم في مسيرته وبالتالي فان كل ما صدر عنه ياتي في اطار وسياق تشويه صورة الشعب الفلسطيني ومؤسساته وقواه.

وقال " لا يجب ان يفسر هذا الموقف وكأنه يقع في حالة الدفاع عن ي خطأ وقع ، ولابد من التأكيد على ان اي خطأ يقع هو خطأ فردي ولا يمكن تعميمه على انه نهج او سياسة ممنهجة "، موضحا ان الهدف الاسرائيلي هو تصوير ذلك بانه نهج.

وشدد الزعارير انه رغم كل يدار من حملة شرسة ضد الشعب الفلسطيني ومؤسساته التنظيمية والرسمية وقيادته ورموزه فان شعبنا لن ينهار بل يزداد قوة وصلابة في مواجهة هذا الاحتلال الذي لم ينجح في النيل من مكانة شعبنا مهما تعاظمت مثل هذه الحملات ضده.

وقال الزعارير " فيما يتعلق بالموقف الفلسطيني من وسائل الاعلام فان هناك تباين في المواقف لغاية الان فهناك قيادات فلسطينية ترفض التعامل مع الاعلام الاسرائيلي ولكن لا يوجد موقف نهائي ولربما ان بلورة موقف موحد تجاه هذا الاعلام يستوجب التفكير والبحث ويستحق ذلك.