الجمعة: 20/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

طلبة جامعات وشباب يطالبون بإنهاء الانقسام والعمل على معالجة آثاره

نشر بتاريخ: 27/02/2010 ( آخر تحديث: 27/02/2010 الساعة: 12:20 )
غزة- معا- اوصت مجموعات شبابية بضرورة التركيز على الحوار الشامل لتحقيق المصالحة الوطنية، وخلق إطار مشترك لتحقيق مفهوم التسامح كجزء من مكونات المشروع الوطني، واستبعاد العنف في العلاقات الداخلية، مع ضرورة أن يقوم المثقفون بدورهم الفاعل في مواجهة الوضع الراهن، والخروج من حالة الانكفاء التي يعيشونها، في محاولة لخلق حالة من الدفاع عن الحريات والحقوق، وتفعيل دور منظمة التحرير الفلسطينية بصفتها البيت الجامع للكل الفلسطيني لأخذ زمام المبادرة وحل النزاعات والصراعات الداخلية بما يحافظ على قيم التسامح والديمقراطية في المجتمع الفلسطيني.

وطالبت المجموعات بضرورة إنهاء الانقسام والعمل على معالجة آثاره وخلق أجواء مناسبة للحوار، وذلك خلال لقاء تدريبي نظمه مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان، ضمن مشروع "حوار ديمقراطي في فلسطين.. تثاقف نحو التسامح"، الذي ينفذه المركز مع طلبة الجامعات الفلسطينية والشباب في الضفة والقطاع، وذلك في قاعة المركز بغزة أمس.

وأوضح طلال أبو ركبة، منسق فعاليات المركز بغزة، أن التسامح هو القدرة على تحمل معتقدات الآخرين وهو القدرة على تحمل الصعوبات أو الألم، وأن غياب الثقة بالنفس يؤدي إلى اعتبار الأخر خطراً، وأن التسامح المولود من رحم التفهم الحقيقي يصبح نشاطا تحوليا عظيما ويربط الناس من خلفيات متنوعة، مشيرا إلى أن الأزمة السياسية والفكرية في الوضع الفلسطيني تساهم في تهديد ثقافة التسامح في المجتمع الفلسطيني.

ونوه أبو ركبة إلى أن الزعامات الفلسطينية لم تمتلك ثقافة سياسية قادرة على البناء وإنما امتلكت ثقافة العاطفة، وما يحدث هو تزيف للوعي الفلسطيني، وما حصل هو نتيجة العقلية الهمجية التي تسيطر على الأحزاب، وأن الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المجتمع الفلسطيني والحصار المفروض عليه يقوض قيم التسامح، وأن الاحتلال الإسرائيلي يعمل جاهدا لتعزيز الانقسام وعدم تحقيق المصالحة الوطنية لكونه المستفيد الوحيد من هذا الوضع.

وبدوره أكد الناشط المجتمعي فادي أبو شمالة، أن التسامح مفهوم أوسع من أن يتم تحديده في مجالات معينة وأنه ثقافة ونمط حياة وممارسة، وأن فكرة التسامح منهج وأسلوب وهي تأتي من خلال الثقافة القائمة على التعددية والتنوع، معتبراً أن التعصب الديني وما يتبعه من تعصب مذهبي وطائفي من أسوأ صور اللا تسامح، الأمر الذي يعود إلي تغليف الخلاف بالمقدس وتوظيف النص الديني في التحريض واستغلال البسطاء من الناس.

ولفت أبو شمالة إلى أن غياب التسامح السياسي أمر خطير على الشعوب لكون السياسي يتطلع لامتلاك السلطة والنفوذ والاستئثار بهما وما يتبع ذلك من صراعات واقتراف لجرائم فظيعة، وأن التسامح السياسي يعني التسليم بحق الاختلاف في الفكر أو المذهب واحترام ثقافة الآخر بما في ذلك بين الدول والحضارات والاعتراف بحق الآخر أقلية وأغلبية وحقه في العمل والتنظيم وترويج أفكاره السياسة بعيداً عن القمع.

وأشار إلى أن المجتمعات العربية تعاني من أمراض التعصب القبلي، حيث تتحكم القيم القبلية بانتماء الأعضاء على حساب المنظومة القيمية المدنية، وان انتشار ثقافة العنف داخل المجتمع الفلسطيني كانت مدمرة للبناء الاجتماعي وأصابته بشرخ كبير حتى على مستوى اللغة بين أفراد الأسرة الواحدة، وأن القيم الفلسطينية تراجعت بفعل الولاءات الحزبية والعائلية والتي جاءت على حساب مفهوم المواطنة، و ما حدث هو انقلاب على قيم المجتمع الفلسطيني بما فيها قيم الديمقراطية.

وأكد المشاركون من الطلبة والمجموعات الشبابية، على ضرورة تفعيل لجان الإصلاح في الواقع الفلسطيني، ومطالبة الفصائل بضبط عناصرها، وعلى مؤسسات المجتمع المدني القيام بدورها في الدفاع عن قيم الثقافة ونشر ثقافة التسامح والديمقراطية، وخلق حالة من التواصل المجتمعي، والعمل على إعادة الاعتبار للقانون وتعزيز سيادة القانون وصيانة حقوق الإنسان، وضرورة أن يتضمن الخطاب الفلسطيني ثقافة التسامح كجزء أساسي من ركائزه والابتعاد عن ثقافة العنف في محاورة المجتمع الدولي.