نشر بتاريخ: 27/02/2010 ( آخر تحديث: 28/02/2010 الساعة: 10:45 )
بيت لحم - معا-قال عضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية نبيل عمرو، "ان منظمة التحرير توغل اكثر في الاخطاء ، وتعاني من تهميش كبير في وقت نحن بأمس الحاجة اليها .
واضاف ان اتفاقية اوسلو انتهت رغم نتائجها التي ما زالت قائمة، وان خطة خارطة الطريق ولدت ميته ولم يكن لها فرصة للحياة بعد ان ابدت اسرائيل اثنى عشر تحفظاً على بنودها".
واكد عمر خلال برنامج رأي عام الذي ينتجه ويبثه تلفزيون وطن،" ان اتفاقية اوسلو انتهت، حيث انها لم تكن حل كامل،وانما عباره عن خطوات اولية بأتجاه الحل، وهي بالتالي ادت غرضاً وهدفاً معينا ، وهو قيام السلطة الفلسطينية، وعودة الالاف من المغتربين الى ارض الوطن، واصدار جواز السفرالفلسطيني، وتشكيل حكومة فلسطينية ترعى خدمات شعبها، " معتبرا ان خطة خريطة الطريق ولدت ميته، لان الهدف منها كان الزام الجانب الفلسطيني بتطبيق ما جاء بها من بنود،في حين تم غض الطرف عن تهرب اسرائيل من تنفيذ التزاماتها.
واضاف عمر" رغم تلك الاشياء التي تحققت الا ان على اوسلو اكثر ما لها، فبعد تجربة مريرة مع العملية السياسية لم نصل الى دولة فلسطينية والتي كانت هدفنا الرئيسي من هذه المغامرة، والتي قضت ايضاً على الرئيس عرفات بالحصار وربما بالاغتيال، واتت بجدار الفصل العنصري،وكم هائل من الاستيطان".
وبين عمرو " ان اسرائيل هي التي تتحمل مسؤولية الاستعصاء التفاوضي السياسي الذي نشهده الان والذي عصف بمسيرة المفاوضات، اضافة الى اخفاقاتنا في اداء مهام المرحلة السياسية التي خضناها منذ اوسلو والتي كان يجب ان نحقق من خلالها هدفنا في اقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف، مستدركاً ان الوضع الفلسطيني الحالي هو اشبه بمن يطالب"بدين معدوم" لاننا كنا وما زلنا نطالب اسرائيل بتنفيذ التزاماتها بخريطة الطريق،وهي لا تعيرنا اهتماما".
واوضح عمر " ان نهاية اوسلو، وخطة خريطة الطريق لا يعنيان نهاية المشروع الوطني بأي حال من الاحوال، بل يجب ان يشكل ذلك حافزاً مشجعاً للبحث عن بدائل اكثر فاعلية ."
واشار عمرو "ان المفاوضات المباشرة، وغير المباشرة التي يجري الحديث حول انطلاقها في غضون اسابيع متشابهة، لان اسرائيل تريدها تحت السقف الذي تفرضه هي من خلال جرافاتها واجتياحاتها، ومصادرة الاراضي والتهويد، موضحا انه لم يبق قضية تفاوضية واحدة لم يتم التفاوض عليها والبحث بها، خلال رحلة المفاوضات التي بدأت من الولايات المتحدة الامريكية مروراً بأوسلو وطابا وصولا الى ماراثون المفاوضات مع اولمرت".
وبين عمرو" ان الطرف الفلسطيني وقع في اخطاء كثيرة خلال مفاوضاته، اهمها عدم اشهاره لشروطه منذ البداية وخاصة ضرورة وقف الاستيطان، والذي كان يتزايد والمفاوضات تجري بشكل سلس، وعندما قمنا بربط المفاوضات بوقف الاستيطان، ضعفت مصداقيتنا امام الولايات المتحدة والاوروبين، حيث قال نتنياهو للادارة الامريكية "انهم فاوضوني وانا استوطن"،لماذا الان؟"".
ورأى عمرو "ان الاحزاب الفلسطيينة، و منظمة التحرير والسلطة الوطنية يعانون من ازمة كبيرة ، اضافة الى اسرائيل، وبالتالي اصبح العمل السياسي القائم على الارض هو محاولة كل طرف تصدير ازمته للطرف الاخر، ودائما ما نجحت اسرائيل في ذلك بسبب حالة الارتجال التي تسيطرعلى مؤسساتنا ومنظماتنا ".
ونبه عمرو الى "ضرورة ايجاد وبحث وخلق بدائل جيدة لخيار المفاوضات، مع الاخذ بعين الاهتمام دراستها جيدا، ومعرفة نتائجها وعواقبها، محذرا القيادة الفلسطينية من ان استمرارها في حالة الارتباك السياسي الذي تعيشه، وعدم قدرتها على خلق بدائل ومخارج مناسبة، من شأنه جعل العمل السياسي الفلسطيني عديم الفائدة" مضيفا انه لا جديد من الذهاب الى القمة العربية لانهم العرب سيقولون لنا "اتفقوا وقولوا لنا ماذا تريدون ونحن معكم" وكذلك الامريكان الذين قالوا لنا ذات يوم ما معناه" نحن قلنا لكم كلمتين، لماذا صدقتمونا"".
وحول هذه البدائل قال عمرو" يجب دراسة مجموعة من الحلول، منها الحل الاقليمي على سبيل المثال، حيث ان هناك اراضي سورية محتله، وكذلك لبنانية، اضافة لنا، وبالتالي يمكن مناقشة هذا الحل ، ويمكن العمل به اذا ما تم توفير مستلزماته الضرورية والارضية المناسبة له،معتبرا ان ايران غير موجودة بشكل مباشر ، وانما من خلال حزب الله، وتحالفها مع سوريا وعلاقاتها المميزة مع سوريا، وبالتالي هي لن تجلس على الطاولة لتفاوض وتقرر،مؤكدا ان تنسيق المواقف بين سوريا ومنظمة التحرير ولبنان وبالدعم من الظهير السعودي الاردني المصري ، والعربي بشكل عام يمكن ان يحدث تغييرا نوعيا في العملية السلمية".
ودعا عضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير "القوى السياسية الفلسطينية للجلوس والتفكير، وتقييم المرحلة السياسية التي مضت، واستخلاص العبر والنتائج منها ،وقراءة معطيات المرحلة الحالية بعيون تحليلية من اجل وضع الحلول والمخارج المناسبة للحالة السياسية الفلسطينية الحالية".
واشار عمرو الى ضرورة اصلاح وتنظيم منظمة التحرير الفلسطينية، كونها كيان سياسي مستقل، ومؤسسة صنع القراربالنسبة للشعب الفلسطيني من خلال التحرك على ارض الواقع وعدم الاكتفاء بالتصريحات والاحاديث الاعلامية، داعيا في الوقت ذاته اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير لتحمل مسؤولياتها تجاه قيادة الشعب الفلسطيني.
بدوره اكد النائب في المجلس التشريعي عمر عبد الرازق خلال مداخله هاتفيه " انه لا يمكن الوصول الى حل سياسي من خلال المفاوضات، خاصة في ظل وجود حكومة اسرائيلية يمينية متطرفة، معتبراً ان القضية الاساسية ليست هل نريد مفاوضات مباشرة او غير مباشرة، وانما هي هل القيادة السياسية الاسرائيلية مستعدة للاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني وبدولته المستقلة على حدود العام 67، وعاصمتها القدس الشريف؟".
ودعا عبد الرازق الى ضرورة ايجاد استراتيجية وطنية لمعالجة المعضلة السياسية الفلسطينية، وتحديد خياراتنا،والعودة الى البدائل التي انتهجها الشعب الفلسطيني خلال مقاومته للاحتلال الاسرائيلي".
وخلال اتصال هاتفي قالت النائب في المجلس التشريعي خالدة جرار انه اذا ما تمت العودة الى المفاوضات سواء المباشرة او غير المباشرة، فأنه يجب محاسبة المسؤولين عن ذلك الامر، لان الموقف هو عدم العودة للمفاوضات بأي شكل من الاشكال.
وشددت جرار على ضرورة اجراء مراجعة سياسية شامله للمنهج التفاوضي الفلسطيني، وللقضية الفلسطينية وما وصلت اليه اليوم، وتحديد نجاحاتها واخفاقاتها، كما شددت على ضرورة اصلاح منظمة التحريرالفلسطينية من خلال اجراء الانتخابات لكافة الدوائر والمجالس داخل المنظمة،وبالذات المجلس الوطني الفلسطيني.
واكدت جرار ان الجبهة الشعبية قدمت عن طريق عضو اللجنة التنفيذية عبد الرحيم ملوح ، خلال اجتماعات اللجنة تصورا كاملا حول كيفية اصلاح المنظمة واعادة بنائها، بالاضافة الى محاولتنا تنشيط اللجنة التنفيذية وحثها على اتخاذ وتنفيذ القرارات وتثبيتها، موضحة انه تمت مطالبه اللجنة التنفيذية بضرورة التمسك بتقرير غولدستون على سبيل المثال لكن تم الخروج عن القرار، وهو امر يجب متابعته.
في حين وصف قيس عبد الكريم النائب في المجلس التشريعي خلال مداخلة هاتفيه الوضع الدولي والاقليمي الحالي بالاسوأ بالنسبة للقضية الفلسطينية، مضيفا ان الامال والتطلعات التي وضعها الجميع على ادارة اوباما تبخرت سريعا، وبالتالي نحن نرزح تحت جمود سياسي وندور في فراغ ،مشيرا الى ان الوضع الفلسطيني الداخلي وحالة الانقسام تزيد الموقف الفلسطيني ضعفا على جميع المستويات.
بدوره رأى الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري خلال اتصال هاتفي ان الخطأ الكبير الذي وقعت به القيادة الفلسطينية خلال الفترة السابقة، هو اعتمادها على المفاوضات كخيار وحيد، واهماله اللبدائل الاخرى والتي كان من الممكن من خلالها الضغط على الاحتلال وتحقيق انجازات مهمة، داعيا الى تعزيز عوامل الصمود على الارض، والمقاومة الشعبية السلمية ،ومقاطعة الاستيطان واستعادة البعد العربي والدولي للقضية.
وكان تلفزيون وطن قد طرح عبرموقعه الالكتروني
http://www.wattan.tv، استطلاعا للرأي حول مدى جدوى المفاوضات غير المباشرة بين منظمة التحرير واسرائيل، حيث عبر 81% من المصوتين عن عدم اقتناعهم بجدوى المفاوضات غيرالمباشرة، في حين رأى 15% من المصوتين ان تلك المفاوضات يمكن ان يكون لها جدوى ايجابية، في حين كان 4% من المصوتين لا رأي لهم.