السبت: 30/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

كتاب مفتوح من الهيئة العربية لدعم رافضي الخدمة في الجيش الإسرائيلي

نشر بتاريخ: 28/02/2010 ( آخر تحديث: 01/03/2010 الساعة: 00:06 )
بيت لحم -معا- وجهت الهيئة العربية لدعم رافضي الخدمة في الجيش الإسرائيلي، كتاباً مفتوحاً الى المرجعيات الروحية الدرزية في لبنان وسوريا لإطلاعهم حول حقيقة ما يجري في الاوساط الدرزية في فلسطين المحتلة، ومطالبتهم التدخل العاجل لوضع حد للعديد من الاجراءات التي تقوم بها سلطات.

ولقد وجه الكتاب المفتوح الى كل من: المرجع الروحي الشيخ ابو محمد جواد ولي الدين، المرجع الروحي الشيخ أبو سعيد أمين أبو غنام، المرجع الروحي الشيخ أبو يوسف أمين الصايغ، المرجع الروحي الشيخ ابو سهيل غالب قيس، المرجع الروحي الشيخ أبو علي سليمان ابو دياب، المرجع الروحي الشيخ ابو سليمان حسيب الصايغ، شيخا عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان الشيخ نعيم حسن، والشيخ نصر الدين الغريب، اعضاء الهيئة الدينية في المجلس المذهبي الدرزي في لبنان، ومشايخ عقل طائفة الموحدين الدروز في سوريا: الشيخ أحمد الهجري، الشيخ حمود الحناوي، والشيخ حسين جربوع.

وجاء في الكتاب:
وصل حال الموحدين الدروز في فلسطين المحتلة، الى مرحلة لا يمكن السكوت عنها، فبين مطرقة الاسرلة والتجنيد الاجباري في الجيش الاسرائيلي، وسندان العنصرية المعبر عنها بمشروع يهودية الدولة، يمر دروز فلسطين في واحدة من أخطر المراحل التاريخية منذ اغتصاب فلسطين عام 1948.

لذلك، بات من الواجب علينا ان نتوجه اليكم بهذا الكتاب المفتوح انطلاقاً من مبادئ عقيدة التوحيد القائمة على حفظ الأخوان، لكي نكون جميعاً امام مسؤوليتنا في قول كلمة الحق والدفاع عن تاريخ هذه الطائفة التي كانت وستبقى رأس حربة في مواجهة المشروع الاستعماري الصهيوني.

مشايخنا الأجلاء
يعاني العرب الدروز في ظل الاحتلال الإسرائيلي ما يعانيه بقية العرب في اراضي العام 1948، ويتعرّضون كغيرهم لجميع أنواع القهر والتنكيل والحرمان على نقيض ما تحاول أجهزة الإعلام الإسرائيلي إظهاره. وليس تخفيض وحجب الموازنات عن المجالس البلدية، ومنع التوسع العمراني في القرى، ومصادرة الاراضي، والابقاء على نظام تعليمي متخلف، إلا احد أوجه العنصرية الاسرائيلية الممارسة ضد الدروز في فلسطين، والتي تصاعدت وتيرتها مع وصول اليمين الإسرائيلي المتطرف الى سدة الحكم.

ويضاف الى هذه السياسة العنصرية، الخدمة العسكرية الإلزامية في الجيش الإسرائيلي المفروضة على الدروز، والتي هي جزء من جهاز متكامل تصب في نهاية المطاف في المجهود الأمني الإسرائيلي لدولة عنصرية. ولقد بررت السلطات الإسرائيلية الزامها الدروز التجند في الجيش عام 1956 بدعوى أن "الزعامة الدرزية" الدينية والسياسية والعائلية قد طالبت بذلك. واليوم وبعد مرور اكثر من نصف قرن على هذا القانون، الذي لم يجن منه ابناء الطائفة الا الموت والقهر والتنكيل والفقر والتخلف، تستكمل سلطات الاحتلال مخططها ضمن نفس السياق ودائماً تحت شعار موافقة لا بل مطالبة الهيئة الروحية الدرزية بذلك، ووصل بهم الامر الى حد المطالبة بالتحاق الفتيات الدرزيات بالجيش، التي ورغم المعارضة التي تواجهها، لا تزال مطروحه على الاجندة السياسية والعسكرية الاسرائيلية بانتظار التوقيت المناسب، الذي وللاسف تحسن اسرائيل اختياره في معظم الاوقات.

مشايخنا الأجلاء
إن دعم رافضي الخدمة في الجيش الإسرائيلي هو موقف حضاري وهو مسؤولية كبيرة ومصيرية في المعركة المستمرة ضد الصهيونية. ومن هنا كان العمل لإطلاق هيئة عربية لدعم رافضي الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي، وتعمل هذه الهيئة الى خلق إطار للحوار والتشاور والتنسيق والعمل المشترك والتكامل والتضامن بين جميع العاملين على دعم الشباب العربي الدرزي الرافض للخدمة الإلزامية في الجيش الإسرائيلي. والتنسيق والتعاون والدعم على كافة الأصعدة مع جميع الهيئات العاملة داخل أراضي فلسطين المحتلة على نفس الأهداف التي تعمل من أجلها وبكافة الوسائل الممكنة.

واننا نطمح في المستقبل الى توفير كل سبل الدعم لمواجهة الإشكاليات والمعوقات الاجتماعية والقانونية والمالية التي تواجه الشباب الرافض للخدمة. والإسهام الجاد والموضوعي في تشجيع ودعم التواصل القومي بين مختلف مكونات الجماهير العربية في أراضي العام 48 والعالم العربي لا سيما مع لبنان وسوريا.

واننا اذ نعتبر ان هذه المهمات والاهداف ذات طابع قومي عربي لا ينحصر بالطائفة الدرزية ولا يمكن العمل على تحقيقها من منطلق طائفي، إلا ان هناك الكثير من القضايا التي يمكن لمشايخنا الافاضل المساهمة فيها نظراً لطابعها الديني ولحساسيتها المذهبية ولما تشكله من خطورة في حال استمرارها على هذا النحو.

من هنا فإننا نتمنى من كافة المرجعيات الروحية الدرزية في لبنان وسوريا اطلاق موقف موحد وصارم، يستعيد الموقف التاريخي للمرجع الروحي المرحوم الشيخ أبو حسن عارف حلاوة (رضوان الله عليه) في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي وكافة اشكال التعامل معه، وأنطلاقاً من تاريخ هذه الطائفة التي رفض ابنائها الخنوع واختاروا الاستشهاد دفاعاً عن الارض والعرض والمقدسات.

أولاً: مطالبة الشيخ موفق طريف رئيس الهيئة الروحية للطائفة الدرزية في فلسطين برفع عريضة تطالب السلطات الإسرائيلية بالغاء قانون التجنيد الالزامي المفروض على الشباب الدروز وترك خيار التجنيد تطوعياً لمن يرى ان هذا خياره وطريقه.


ثانياً: مطالبة القيادة الروحية الدرزية في فلسطين وجميع المشايخ الأجلاء وسواس المقامات والمجالس لا سيما سواس مقام النبي شعيب عليه السلام والنبي سبلان عليه السلام منع السلطات الإسرائيلية من استغلال هذه المقامات الدينية المقدسة كأداة تحاول من خلالها غرس فكر المتعلق بالتجنيد الإجباري وربطه بالدين وذلك من خلال الطقوس العسكرية والمهرجانات السياسية التي تقام داخل هذه المقامات خصوصاً في ذكرى النكبة الفلسطينية وفي المناسبة - البدعة المسماة "يوم الجندي الدرزي في الجيش الإسرائيلي". علماً إن هذه المقامات المقدسة ليست ملكا للعرب الدروز في فلسطين، بل لجميع أبناء الطائفة العربية الدرزية، ويجب ان لا نسمح ان تستغل لتكريس فكرة حلف الدم المزعوم بين اليهود والدروز.

ثالثاً: المطالبة بتعديل المناهج التربوية في المدارس الدرزية التي تقوم على تزوير الحقائق والتاريخ وترسخ في عقول الطلاب افكاراً لا تمت الى تاريخهم العريق بصلة. والعمل العاجل لوقف المؤامرة الإسرائيلية الجديدة التي تحاول السلطات تمريرها في قرية بيت جن في الجليل، من خلال تحويل فرع العلوم الالكترونية في مدرسة القرية ليكون تابعاً لسلاح الجو الإسرائيلي. بما يحتّم على الطلاب التقيّد بالترتيبات والدروس العسكريّة بما فيها لباس الزي العسكري داخل المدرسة. مع التنبه الى أن موافقة الرئاسة الروحيّة والقيادات الدينيّة ورؤساء السلطات المحليّة الدرزية على هذه الخطوة سيسهل تعميمها على باقي المدارس في مختلف القرى، وسوف تكون نافذة ليستطيعوا من خلالها تمرير الخدمة على الفتيات الدرزيات.

مشايخنا الأجلاء
اننا اذا نتطلع الى صدور هذا الموقف في اقرب فرصة نغتم هذه الفرصة لنتوجه من خلالكم بالتحية الى كافة القوى الوطنيّة في فلسطين التي تعمل ضد قانون التجنيد الالزامي وضد اسرلة الدروز، وتحاول جاهدة كشفت جميع المؤامرات الدنيئة التي تحاك ضدهم، وعلى رأس هؤلاء: حركة الحرية للحضارة العربية، ولجنة المبادرة الدرزية، ولجنة التواصل الدرزية عرب الـ 48، وميثاق المعروفيين الأحرار، وكافة القوى والأحزاب العربية والإسلامية في فلسطين، وإنّنا معكم ومن خلالكم، نقف معهم وإلى جانبهم ونشد على ايديهم وندعوهم الى المزيد من العمل والنضال من أجل احقاق الحق وترسيخ الهوية العربية والاسلامية لابناء الطائفة في فلسطين المحتلة.