الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

في تقريرها لعام2009:الإغاثة الطبية تحقق نقلة نوعية في واقع ذوي الاعاقة

نشر بتاريخ: 28/02/2010 ( آخر تحديث: 01/03/2010 الساعة: 00:19 )
طولكرم - معا - حقق برنامج التأهيل المجتمعي التابع للإغاثة الطبية، نقلة نوعية في تحسين واقع ذوي الإعاقة في المجتمع الفلسطيني على كافة الأصعدة سواء كانت في مجال التعليم أو الاندماج في الواقع الاجتماعي، وذلك خلال تقريرها للعام 2009 الماضي.

وجاء في التقرير، ان إنجازات البرنامج الذي عمل وما يزال مع المؤسسات الرسمية والأهلية والمجتمع المحلي، لم يقتصر على تقديم الخدمات والاحتياجات، لكنه وصل بالمعوقين إلى مرحلة الدمج مع المجتمع المحلي، والوصول بهم من أشخاص غير فاعلين إلى أشخاص فاعلين قادرين على انجاز المهمات والانخراط في الحياة العامة.

ومن حيث المفهوم، يعمل البرنامج وفق رؤيا وإستراتيجية التأهيل المجتمعي التي ترتكز إلى مبادئ تكافؤ الفرص والحقوق المتساوية وفي إطار توسيع دائرة المشاركة والدمج للأشخاص المعوقين وأسرهم في الحياة العامة وتحسين فرص وصولهم للخدمات التاهيلية والاجتماعية.

وبالرغم من الظروف القاسية التي مر بها المجتمع الفلسطيني في العام 2009، فقد استطاع البرنامج مواصلة عمله بفاعلية متقطعة النظير وساهم إلى حد بعيد في تخفيف معاناة الأشخاص المعوقين وأسرهم، وساهم بشكل فعال في حالة الطوارئ الناشئة في عدة مناطق وعلى وجه الخصوص قطاع غزه على اثر الحرب المدمرة التي سنتها التراث الإسرائيلي عن القطاع.

وقال الدكتور علام جرار المدير الإقليمي لبرامج التأهيل في الإغاثة الطبية الفلسطينية، أن البرنامج يعمل في 120 موقعاً سكانياً في الضفة الغربية وقطاع غزة بنحو 842 ألف نسمة، من خلال الأنشطة المختلفة والتي تتناول الأشخاص المعوقين وأسرهم ومجتمعاتهم المحلية بشكل عام، بما في ذلك الجوانب المتعلقة بالخدمات التأهيلية والاجتماعية المختلفة.

ويعمل البرنامج في مناطق (نابلس، طولكرم، قلقيلية، سلفيت، جنين، طوباس، رام الله، ومناطق شمال وجنوب قطاع غزة) بالإضافة لوجود مركز للعلاج الطبيعي في غزة، ومركز للخدمات التأهيلية الوسيطة في نابلس وفي مدينه غزة، مضيفاً أن نسبة الإعاقة في المناطق التي عمل فيها البرنامج تتراوح بين 2-3% من إجمالي عدد السكان، وبلغ عدد المعوقين نحو 18901 شخص معوق.

ولفت د. جرار إلى العلاقة المميزة مع الاتحاد العام للمعوقين، في تنظيم وحشد طاقاتهم في إطار تنظيم خاص بهم يستطيع أن يدافع عن مصالحهم، موضحاً ان البرنامج يقيم علاقات تعاون وتنسيق مع فروع الاتحاد المختلفة في هذا المجال، وان عدد الاشخاص ذوي الاعاقة العاملين في البرنامج يقدر 15% من العدد الإجمالي للعاملين فيه.

وقال د. جرار: " على صعيد العمل مع المجتمعات المحلية يقوم البرنامج بالاعتماد بشكل رئيسي على المصادر المتوفرة في المجتمع المحلي كمراكز انطلاق ومتابعة عمل عاملات التأهيل " موضحاً انه تم استخدام أكثر من 320 مركز انطلاق، وتنظيم ما مجموعه 1160 نشاطاً مجتمعياً متنوعاً، مشيراً ان الأنشطة ساهمت بشكل رئيسي في إحداث تغير إيجابي في النظرة المجتمعية تجاه الإعاقة من خلال المشاركة.

ووصل عدد المتطوعين المساهمين بفاعلية في أنشطة البرنامج المختلفة إلى 1976 متطوع ومتطوعة، والغالبية العظمى من المتطوعين من النساء الشابات.

فعاليات البرنامج:
نظم البرنامج العام الفائت عدداً من المخيمات الصيفية بهدف تحقيق الدمج الاجتماعي للأطفال وتوصيل رسالة حضارية وطنية وبث روح الثقافة الوطنية عند الأطفال، بالإضافة إلى بث روح المواطنة والحقوق المدنية وخاصة حقوق الأشخاص المعوقين.

وحرص البرنامج على تنظيم المخيمات في مناطق عمله رغم كل الصعوبات والإغلاقات والحصار المفروض عليها، استطاع البرنامج أن ينظم خلال هذا العام "29" مخيماً صيفيا حيث بلغ عدد المشاركين في هذه المخيمات "3502" مشاركاً ومشاركة من بينهم "816." معاقاً ومعاقة، فيما بلغ عدد المتطوعين والمتطوعات "366" في هذه المخيمات. بما لها من تأثير على فرص دمج الأطفال المعوقين.

وعلى صعيد الكشف المبكر والتدخل المبكر، أشار د. جرار إلي التعاون مع مراكز الرعاية الصحية الأولية في الإغاثة الطبية ووزارة الصحة والمؤسسات الأهلية وكذلك وكالة الغوث، ويتم ذلك من خلال التدخل المبكر لمنع حدوث مضاعفات الإعاقة، واستطاع البرنامج أن ينظم ما مجموعه 1251 نشاطاً وقائياً متنوعاً بين محاضرات التثقيف، والحملات الوقائية الهادفة إلى الكشف المبكر عن الإعاقة، وإجراء التدخل المبكر، والتحويل على المستويات المختلفة، وكان مجموع المستفيدين شخص غالبيتهم من أمهات الأشخاص المعوقين 21450.

وعلى صعيد الأجهزة المساعدة والتعديلات البيئية والدمج المدرسي، أفاد د. جرار إلي انه تم تقديم 1205 جهازاً مساعداً للأشخاص المعوقين من ذوي الاحتياج لهذه الأجهزة، وتم توفير الأجهزة المساعدة من قبل مراكز الاعارة في الاغاثة الطبية ومؤسسات فلسطينية اخرى.

كما تم تنفيذ 26 تعديلاً بيئياً لصالح الأشخاص المعوقين سواءً في المنازل أو المرافق العامة (مدارس، رياض أطفال)، مشيراً إلي أن التعديلات البيئية التي تمت قد خصصت للمدارس ورياض الأطفال، وكذلك لعدد من المنازل التي بحاجة لتعديلات بيئية، مؤكداً علي حق الأطفال المعوقين في عمليات الدمج في المدارس ورياض الأطفال، حيث تم دمج 387 طفل هذا العام، و العمل مع الأطفال المعوقين داخل المدارس وتقديم الدعم المعنوي لهم.

وتابع د. جرار، انه لا زالت قضية التدريب المهني والتشغيل تشكّل عقبة جدية في تحقيق الدمج الكامل للأشخاص المعوقين، إلا أنه استطاع أن يدرب ويشغل ما مجموعه 170 معوقا، ويعد هذا العدد إنجازاً هاماً على صعيد تدريب الأشخاص المعوقين، وكذلك توفير فرص عمل لهم ودمجهم في سوق العمل.

وقال الدكتور جرار، أن البرنامج يعمل من خلال مؤسسات عمل لتقديم الخدمات لشريحة المعوقين ومنها : مركز فرح للتأهيل الذي يعتبر مصدراً في مجال تقديم الخدمات التأهيلية على المستوى الوسيط، وكذلك المعلومات والمؤشرات الدقيقة والواضحة عن واقع الإعاقة، واحتياجاتها والخدمات المتوفرة لها في منطقة شمال الضفة الغربية، بالإضافة إلى كونه مصدراً هاما للتشخيص.

وأضاف د. جرار : يعمل المركز ضمن أهداف ورؤيا إستراتيجية التأهيل المجتمعي الهادفة إلى تحسين ظروف حياة الأشخاص المعوقين وتحسين فرصهم للوصول لخدمات تأهيلية متخصصة وذات نوعية عالية، حيث بلغ عدد المستفيدين من خدمات المركز خلال هذه الفترة 1028 حالة، وبلغ عدد جلسات التقييم والعلاج في هذه الأقسام 4853 جلسة، كما أنجز قسم العلاج الطبيعي 2214 جلسة، وقسم العلاج الوظيفي 1430 جلسة، وأخصائي الأطراف الصناعية 186 جلسة، وعيادة العظام 84 جلسة، وعيادة الأعصاب 251 جلسة، وعيادة التأهيل 440 جلسة، وقسم الأجهزة المساعدة 41 حالة، والإرشاد النفسي 207 جلسة، ونفذ المركز بمختلف أقسامه ما مجموعه 4853 جلسة، واستفاد من هذه الجلسات 1028 شخص، ويعمل المركز بالتعاون مع مؤسسة الاميرة بسمه المتخصص بقضايا الأطفال ذوي الاعاقه.

مؤسسات البرنامج:
وقال د. جرار انه من بين هذه المؤسسات أيضاً مركز غزة للعلاج الطبيعي الذي استطاع تقديم خدمات العلاج الطبيعي لذوي الاحتياجات الخاصة لكافة الأعمار وبكل أنواع الإعاقات والمشاكل الصحية مثل الشلل وأمراض المفاصل والروماتيزم والعيوب الخلقية والحروق وآلام الظهر وأمراض القلب والصدر وغيرها.

أما فيما يتعلق بمشروع الإعاقة العقلية قال د جرار : يهدف مشروع شبكة الأهالي " أصوات " هو مشروع مشترك بين جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية والمؤسسة السويدية للإغاثة الفردية البرنامج إلى إنشاء شبكة أهالي في فلسطين فاعلة وقادرة على الاستمرار والبقاء ذاتيا تتكون من أهالي الأشخاص المعاقين عقليا، وتهدف إلى دعم وحماية الأشخاص ذوي الإعاقة العقلية والدفاع عن حقوقهم.

ويعمل المشروع على تعزيز تبادل التعاون والدعم بين الأهالي، وتطوير معرفة ومهارات أهالي الأشخاص ذوي الإعاقة العقلية في الشبكة، و تمكين اسر الأشخاص المعوقين عقلياً على فهم كيفية التواصل مع الجهات الرسمية المختصة وذلك من خلال تزويد الأهالي بمعلومات عن حقوق الإنسان وحقوق المعوقين وتقديم الإرشاد للأسرة، وتعريف الأهالي بالجهات المسئولة التي يستطيعون التوجه إليها.

استراتيجيات الوصول والإعلام:
من جانبه، قال مصطفي عابد مشرف برنامج التأهيل في قطاع غزة : أن هناك استراتيجيه عمل لدى البرنامج، تهدف إلى تطوير قاعدة معلومات متكاملة حول الأشخاص المعوقين في مناطق عمل البرنامج، تضمنت قوائم بأسماء الأشخاص المعوقين وأنواع إعاقتهم، بالإضافة إلى قاعدة بيانات حول الدمج المدرسي وأسماء المؤسسات المجتمعية ويتم تطوير قاعدة بيانات حول المتطوعين في البرنامج.

وأضاف عابد، أن البرنامج استطاع أن يعكس عشرات الأنشطة التي قام بها في الصحافة والإعلام المحلي حول قضايا متعددة منها : الإعاقة، قانون حقوق المعوقين، يوم الطفل الفلسطيني، يوم الصحة العالمي، يوم المسن العالمي، يوم المعاق العالمي والمخيمات الصيفية، اللقاءات التثقيفية، الأيام الترفيهية، نشاطات المناسبات المجتمعية، الرحلات، المهرجانات، الدمج المدرسي، العنف ضد المرأة وخصوصا المعاقة، في مجال الإصدارات والنشر وإصدار العديد من البوسترات بمناسبة يوم المعاق العالمي، وتم توثيقها عبر وسائل الإعلام المختلفة المسموعة والمقروءة المرئية، كما و تم نشر بعض الأخبار والتقارير عبر مواقع الانترنت.

وعلى صعيد التعاون مع المؤسسات الوطنية والحكومية، أشار عابد إلى المساهمة في الضغط على الجهات الحكومية لتطبيق قانون حقوق المعوقين، والتعاون مع المؤسسات الإعلامية من أجل إثارة قضية قانون المعوقين، والضغط باتجاه قضية القانون من قبل المؤسسات الحكومية والأهلية والخاصة، وكذلك التعاون مع الجامعات والكليات والمعاهد في مجال التدريب وتنفيذ الأنشطة العلمية.

حصاد العام
برنامج التأهيل في قلب الحدث:
من خلال عمليات التقييم التي تمت للبرامج المختلفة، وبناء على التقارير السنوية لعمل البرامج في كافة المناطق، وقياساً بالأهداف والفلسفة العامة لإستراتيجية التأهيل المجتمعي والأهداف المحددة، إلا أن البعد التنموي لعمل البرنامج حظي باهتمام كبير، باعتباره الموجه الرئيسي لكافة العمليات التي تتم في إطار عمل البرنامج.

وشهد العام الفائت تطورات على صعيد الوضع في قطاع غزة ونتائج الحرب المدمرة على السكان بشكل عام والأشخاص ذوي الإعاقة بشكل خاص، واستطاع البرنامج أن يتعامل بشكل مبدع وخلاق وحيوي مع المجتمعات المحلية، ويساهم بشكل كبير في حالة الطوارئ التي نشأت في قطاع غزة.

وشهد هذا العام تركيزاً أفضل على الجانب الحقوقي الإنساني في عمل برنامج التأهيل، حيث جرى تنفيذ العديد من الأنشطة المتعلقة بهذا الخصوص بالتعاون مع الاتحاد العام للمعوقين أو منظمات الأشخاص المعوقين، كما شهد أيضا تركيز كبير على توقيع شراكات مع المجتمعات المحلية.

كما شهد هذا العام تطوراً ملحوظاً لأنظمة المعلومات والمعايير المستخدمة لقياس فعالية وتأثير عمل البرنامج على الأشخاص المعوقين وأسرهم، حيث هناك تجانس بين كافة المناطق في استخدام أنظمة معلومات تعتمد السجل اليومي، ونموذج رقم "2" لتقييم حالة الإعاقة، وكذلك استمارة رقم 3 التي تحدد خطة العمل، كما جرى مراجعة لكافة الملفات التي يتم تغطيتها من قبل البرنامج.

وعلى صعيد التعاون مع مؤسسات المجتمع المحلي وكذلك مؤسسات المجتمع المدني وتطوير أنظمة التحويل استطاع البرنامج، جرى تقدم بخطوات ملموسة في هذا المجال، حيث تجري عمليات واسعة للمشاركة والتعاون والتنسيق على مستويات مختلفة، في الوقت الذي نشير إلى التقدم الملحوظ في محتوى الزيارة المنزلية، وقدرة العاملين على توفير خدمة جيدة للأشخاص المعوقين من خلال التدريب على أنشطة الحياة اليومية، وفي نفس الوقت فإن مستوى الخدمة المقدمة لبعض حالات الإعاقة وتحديدا الذهنية والنفسية الشديدة ليست بالمستوى والاحتياج والتوقع لأسر الأشخاص المعوقين، حيث هناك حاجة ماسة لتطوير العمل في هذا المجال.

في الخلاصة، فان برنامج التأهيل عاقد العزم على المضي قدما في تقديم الخدمات الاساسية، ويسعى الى تعزيز قدراته ليتمكن دائما من تلبية احتياجات الاشخاص ذوي الاعاقة، ويساهم في تأمين حياة كريمه لهم ولاسرهم.