الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الى متى يا جامعات فلسطين ...؟!! * بقلم : جواد غنام – القاهرة

نشر بتاريخ: 01/03/2010 ( آخر تحديث: 01/03/2010 الساعة: 13:06 )
منذ ايامنا الاولى على مقاعد الدراسة ونحن نعلم ان مقرر الرياضة يطلق عليه التربية الرياضية ، اي ان الرياضة مقترنة بالتربية وبالعملية التعليمية ، وقد كان حتى الماضي القريب هناك تواصل دائم بين المؤسسة التربوية سواء المدارس او الجامعات وبين المؤسسة الرياضية ممثلة بالاندية او الاتحادات الرياضية ، حيث اقيمت مناسبات رياضية على ملاعب المدارس ولا زالت وكذلك الجامعات.

والصحيح ان وزارة التربية والتعليم لم تأل جهدا في تقديم ملاعب مدارسها لاقامة المناسبات الرياضية سواء كرة القدم او السلة او اليد او اي نشاط اخر ، وهي لازالت كذلك ، مما سهل اقامة العملية الرياضية بسلاسة ويسر ، خاصة في ظل غياب وافتقار المؤسسات الرياضية الاهلية للبنية التحتية خاصة الملاعب والصالات المختلفة ، وقد كان للجامعات دورا اقل من التربية ولكنه موجود على ارض الواقع ولا يمكن انكاره ، وهنا لا اريد ان ابتعد في حديثي واتكلم عن غيري بل ساتكلم عن تجربة الاتحاد الفلسطيني لكرة اليد ، حيث كان لملاعب مدارس التربية والتعليم الدور الكبير والفعال في انجاح بطولاته التي اقامها ولا استثني اي مدرسة هنا من الشكر الموصول .

ولكن اوجه هنا عتبي الى بعض جامعاتنا الفلسطينية التي نأت بنفسها بل جعلت من مؤسساتها قلاعا حصينة لا ينفذون اليها الا بسلطان ، وجعلت من نفسها انموذجا للقطيعة بين الرياضة والتعليم ، الامر الذي يجعلنا نقف متسائلين ، اليست هذه الجامعات هي على ارض فلسطينية ؟! ام انها في كوكب اخر ؟!، ألا تعلم ما يعيشه الشعب الفلسطيني من حرمان ونقص في البنى التحتية - واخص هنا الرياضة بالتحديد- ، فما دامت هذه الجامعات قد حصلت على امتياز لبنية تحتية جيدة ، اليس من الافضل ان تخدم بها ابناء الشعب الفلسطيني لتعيد عملية الاقتران التي قطعتها وهي التربية بالرياضة ، اليس من حق لاعبي كرة اليد وكرة السلة والطائرة وغيرهم ان يمارسوا لعبهم على صالات رياضية ، وهي موجودة فعلا لدى هذه الجامعات ، وقد لا يستخدمها الا الحمام والطيور لتفقس بيضها وتتكاثر ، في حين ان اللاعب الفلسطيني يضرب ويطرد منها ، مثلما فعل حراس الامن في احدى جامعاتنا لاحد الفرق الرياضية لكرة اليد ، ولتعود نفس الجامعة وترفض منح اقامة احدى البطولات الوطنية على صالاتها معللة رفضها باسباب لا تمت للمنطق والوطنية بصلة .

نعم هي تلك سياسة مسؤولي الرياضة في بعض جامعاتنا ، وهي القطيعة وليس غيرها ، والاسباب واهية غير منطقية ، بل غير مسؤولة ،حيث وضعوا انفسهم في بروج مشيدة عاجية ، ترفّعوا بها عن ابناء شعبهم وصمّوا اذانهم عن اصوات قرع ابواب قلاعهم حتى لا يوضعوا امام ضمائرهم ، وهنا اقول انه ان الاوان ان توضع النقاط على الحروف ، فما دمنا عاقدين العزم على المضي قدما بالعملية الرياضية نحو الافضل ، اذن لا بد ان تتكاتف الجهود ، وان نضع انفسنا وما نسوس ونملك في خدمة هذه الرياضة ، فالجامعة والمدرسة والنادي كلها مؤسسات وطنية تؤدي دورها الوطني من خلال موقعها ، وان اي شذوذ لاي منها سيؤدي الى اختلال في المنظومة الرياضة مما يؤدي الى تقصيرها .

وهنا اوجه كلمتي الى مسؤولي بعض الجامعات بالتحديد الذين يمتلكون من البنى التحتية ما يجعل من رياضة فلسطين في المقدمة اقول لهم كفاكم ترفعا عن ابناء شعبكم ، وكفاكم عيشا في قصوركم المخملية ، فهيا بنا نحو بناء فلسطين الفتية ولا تجعلوا عمليتكم التعليمية مبتورة بفعل ايديكم ، لاصل في النهاية الى تقديم الشكر الخالص للبعض القليل من الجامعات التي فتحت ابواب منشآتها على مصراعيها لخدمة ابناء فلسطين ، آملا ان تحذو حذوهم باقي الجامعات الفلسطينة وتجود بما بخلت به على ابناء الشعب الفلسطيني .ولتعود الى مكانها الذي يجعلها تشرئب له الاعناق فخرا واعتزازا .
والله من وراء القصد
[email protected]
[email protected]