الثلاثاء: 24/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

الإغاثة الطبية تحقق نقلة نوعية في واقع ذوي الإعاقة خلال عام 2009

نشر بتاريخ: 01/03/2010 ( آخر تحديث: 01/03/2010 الساعة: 12:53 )
رام الله- معا- حقق برنامج التأهيل المجتمعي التابع للإغاثة الطبية نقلة نوعية في تحسين واقع ذوي الإعاقة في المجتمع الفلسطيني على كافة الأصعدة سواء كانت في مجال التعليم أم الاندماج في الواقع الاجتماعي.

وقال المدير الإقليمي لبرامج التأهيل في الإغاثة الطبية الفلسطينية الدكتور علام جرار ان إنجازات البرنامج الذي عمل وما يزال مع المؤسسات الرسمية والأهلية والمجتمع المحلي، لم تقتصرعلى تقديم الخدمات والاحتياجات، لكنه وصل بالمعوقين إلى مرحلة الدمج مع المجتمع المحلي، والوصول بهم من أشخاص غير فاعلين إلى أشخاص فاعلين قادرين على انجاز المهمات والانخراط في الحياة العامة.

واضاف جرار ان البرنامج يعمل وفق رؤيا وإستراتيجية التأهيل المجتمعي التي ترتكز إلى مبادئ تكافؤ الفرص والحقوق المتساوية وفي إطار توسيع دائرة المشاركة والدمج للأشخاص المعوقين وأسرهم في الحياة العامة وتحسين فرص وصولهم للخدمات التاهيلية والاجتماعية.

واشار جرار الى ان برنامج التاهيل تمكن من مواصلة عمله بفاعلية وساهم إلى حد بعيد في تخفيف معاناة الأشخاص المعوقين وأسرهم، وساهم بشكل فعال في حالة الطوارئ الناشئة في عدة مناطق وعلى وجه الخصوص قطاع غزه على اثر الحرب المدمرة التي سنتها التراث الإسرائيلي عن القطاع.

وقال الدكتور علام جرار ان البرنامج يعمل في 120 موقعاً سكانياً في الضفة الغربية وقطاع غزة بنحو 842 ألف نسمة من خلال الأنشطة المختلفة والتي تتناول الأشخاص المعوقين وأسرهم ومجتمعاتهم المحلية بشكل عام بما في ذلك الجوانب المتعلقة بالخدمات التأهيلية والاجتماعية المختلفة.

واوضح ان البرنامج يعمل في مناطق نابلس، طولكرم، قلقيلية، سلفيت، جنين، طوباس، رام الله، مناطق شمال وجنوب قطاع غزة بالإضافة لوجود مركز للعلاج الطبيعي في غزة ومركز للخدمات التأهيلية الوسيطة في نابلس وفي مدينه غزة.

وأضاف أن نسبة الإعاقة في المناطق التي عمل فيها البرنامج تتراوح بين 2-3% من إجمالي عدد السكان، وبلغ عدد المعوقين نحو 18901 شخص معوق.

ولفت جرار إلى العلاقة المميزة مع الاتحاد العام للمعوقين، في تنظيم وحشد طاقاتهم في إطار تنظيم خاص بهم يستطيع أن يدافع عن مصالحهم.

ويقيم البرنامج علاقات تعاون وتنسيق مع فروع الاتحاد المختلفة في هذا المجال، عدد الاشخاص ذوي الاعاقة العاملين في البرنامج يقدر 15% من العدد الإجمالي للعاملين فيه.

وقال د.جرار: على صعيد العمل مع المجتمعات المحلية يقوم البرنامج بالاعتماد بشكل رئيسي على المصادر المتوفرة في المجتمع المحلي كمراكز انطلاق ومتابعة عمل عاملات التأهيل. تم استخدام أكثر من 320 مركز انطلاق و تم تنظيم ما مجموعه 1160 نشاطاً مجتمعياً متنوعاً. وساهمت الأنشطة بشكل رئيسي في إحداث تغير إيجابي في النظرة المجتمعية تجاه الإعاقة من خلال المشاركة.

ووصل عدد المتطوعين المساهمين بفاعلية في أنشطة البرنامج المختلفة إلى 1976 متطوع/ة ويذكر أن الغالبية العظمى من المتطوعين من النساء الشابات.

ونظم البرنامج العام الماضي عددا من المخيمات الصيفية بهدف تحقيق الدمج الاجتماعي للأطفال وتوصيل رسالة حضارية وطنية وبث روح الثقافة الوطنية عند الأطفال، بالإضافة إلى بث روح المواطنة والحقوق المدنية وخاصة حقوق الأشخاص المعوقين.

وحرص البرنامج على تنظيم المخيمات في مناطق عمله رغم كل الصعوبات والإغلاقات والحصار المفروض عليها واستطاع البرنامج أن ينظم خلال هذا العام "29" مخيماً صيفيا حيث بلغ عدد المشاركين في هذه المخيمات "3502" مشاركاً ومشاركة من بينهم "816." معاقاً ومعاقة، فيما بلغ عدد المتطوعين والمتطوعات "366" في هذه المخيمات، بما لها من تأثير على فرص دمج الأطفال المعوقين.

وعلى صعيد الكشف المبكر والتدخل المبكر أشار د. جرار إلى التعاون مع مراكز الرعاية الصحية الأولية في الإغاثة الطبية ووزارة الصحة والمؤسسات الأهلية وكذلك وكالة الغوث، ويتم ذلك من خلال التدخل المبكر لمنع حدوث مضاعفات الإعاقة.

واستطاع البرنامج أن ينظم ما مجموعه 1251 نشاطاً وقائياً متنوعاً بين محاضرات التثقيف، والحملات الوقائية الهادفة إلى الكشف المبكر عن الإعاقة، وإجراء التدخل المبكر، والتحويل على المستويات المختلفة و كان مجموع المستفيدين شخص غالبيتهم من أمهات الأشخاص المعوقين 21450.

واوضح الدكتور جرار ان البرنامج وفر الأجهزة المساعدة والتعديلات البيئية والدمج المدرسي حيث قدم 1205 جهازاً مساعداً للأشخاص المعوقين من ذوي الاحتياج لهذه الأجهزة، وتم توفير الأجهزة المساعدة من قبل مراكز الاعارة في الاغاثة الطبية ومؤسسات فلسطينية اخرى الى جانب تنفيذ 26 تعديلاً بيئياً لصالح الأشخاص المعوقين سواءً في المنازل أو المرافق العامة (مدارس، رياض أطفال)، مشيرا إلي أن التعديلات البيئية التي تمت قد خصصت للمدارس ورياض الأطفال وكذلك لعدد من المنازل التي بحاجة لتعديلات بيئية.

وأكد على حق الأطفال المعوقين في عمليات الدمج في المدارس ورياض الأطفال حيث تم دمج 387 طفل هذا العام. والعمل مع الأطفال المعوقين داخل المدارس وتقديم الدعم المعنوي لهم.

و قال جرار انه ما زالت قضية التدريب المهني والتشغيل تشكّل عقبة جدية في تحقيق الدمج الكامل للأشخاص المعوقين، إلا أنه استطاع أن يدرب ويشغل ما مجموعه 170 معوقا، ويعد هذا العدد إنجازاً هاماً على صعيد تدريب الأشخاص المعوقين وكذلك توفير فرص عمل لهم ودمجهم في سوق العمل.

واضاف الدكتور جرار أن البرنامج يعمل من خلال مؤسسات عمل لتقديم الخدمات لشريحة المعوقين ومنها: مركز فرح للتأهيل الذي يعتبر مصدراً في مجال تقديم الخدمات التأهيلية على المستوى الوسيط وكذلك المعلومات والمؤشرات الدقيقة والواضحة عن واقع الإعاقة واحتياجاتها والخدمات المتوفرة لها في منطقة شمال الضفة الغربية بالإضافة إلى كونه مصدراً هاما للتشخيص.

واكد جرار ان المركز يعمل ضمن أهداف ورؤيا إستراتيجية التأهيل المجتمعي من اجل تحسين ظروف حياة الأشخاص المعوقين وتحسين فرصهم للوصول لخدمات تأهيلية متخصصة وذات نوعية عالية حيث بلغ عدد المستفيدين من خدمات المركز خلال هذه الفترة 1028 حالة وبلغ عدد جلسات التقييم والعلاج في هذه الأقسام 4853 جلسة، كما أنجز قسم العلاج الطبيعي 2214 جلسة وقسم العلاج الوظيفي 1430 جلسة وأخصائي الأطراف الصناعية 186 جلسة وعيادة العظام 84 جلسة وعيادة الأعصاب 251 جلسة وعيادة التأهيل 440 جلسة وقسم الأجهزة المساعدة 41 حالة والإرشاد النفسي 207 جلسة.

ونفذ المركز بمختلف أقسامه ما مجموعه 4853 جلسة وقد استفاد من هذه الجلسات 1028 شخص ويعمل المركز بالتعاون مع مؤسسة الاميرة بسمه المتخصص بقضايا الأطفال ذوي الاعاقه.

من جانبه قال مدير عام الاغاثة الطبية حيدر ابو غوش ان من بين تلك المؤسسات ، مركز غزة للعلاج الطبيعي الذي استطاع تقديم خدمات العلاج الطبيعي لذوي الاحتياجات الخاصة لكافة الأعمار وبكل أنواع الإعاقات والمشاكل الصحية مثل الشلل وأمراض المفاصل والروماتيزم والعيوب الخلقية والحروق وآلام الظهر وأمراض القلب والصدر وغيرها.

واضاف ان مشروع شبكة الأهالي " أصوات " هو مشروع مشترك بين جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية والمؤسسة السويدية للإغاثة الفردية حيث يهدف البرنامج إلى إنشاء شبكة أهالي في فلسطين تكون فاعلة وقادرة على الاستمرار والبقاء ذاتيا تتكون من أهالي الأشخاص المعاقين عقليا وتهدف إلى دعم وحماية الأشخاص ذوي الإعاقة العقلية والدفاع عن حقوقهم .

واكد ان المشروع يهدف ايضا الى تعزيز تبادل التعاون والدعم بين الأهالي وتطوير معرفة ومهارات أهالي الأشخاص ذوي الإعاقة العقلية في الشبكة، و تمكين اسر الأشخاص المعوقين عقليا على فهم كيفية التواصل مع الجهات الرسمية المختصة و ذلك من خلال تزويد الأهالي بمعلومات عن حقوق الإنسان وحقوق المعوقين وتقديم الإرشاد للأسرة، وتعريف الأهالي بالجهات المسئولة التي يستطيعون التوجه إليها .

من جانبه قال مصطفى عابد مشرف برنامج التأهيل في قطاع غزة أن هناك استراتيجيه عمل لدى البرنامج تهدف إلى تطوير قاعدة معلومات متكاملة حول الأشخاص المعوقين في مناطق عمل البرنامج، تضمنت قوائم بأسماء الأشخاص المعوقين وأنواع إعاقتهم بالإضافة إلى قاعدة بيانات حول الدمج المدرسي وأسماء المؤسسات المجتمعية ويتم تطوير قاعدة بيانات حول المتطوعين في البرنامج.

وأضاف أن البرنامج استطاع أن يعكس عشرات الأنشطة التي قام بها في الصحافة والإعلام المحلي حول قضايا متعددة منها: الإعاقة، قانون حقوق المعوقين، يوم الطفل الفلسطيني، يوم الصحة العالمي، يوم المسن العالمي، يوم المعاق العالمي والمخيمات الصيفية، اللقاءات التثقيفية، الأيام الترفيهية، نشاطات المناسبات المجتمعية، الرحلات، المهرجانات، الدمج المدرسي، العنف ضد المرأة وخصوصا المعاقة، في مجال الإصدارات والنشر وإصدار العديد من البوسترات بمناسبة يوم المعاق العالمي وتم توثيقها عبر وسائل الإعلام المختلفة المسموعة والمقروءة المرئية كما و تم نشر بعض الأخبار والتقارير عبر مواقع الانترنت.

وعلى صعيد التعاون مع المؤسسات الوطنية والحكومية، أشار عابد إلى المساهمة في الضغط على الجهات الحكومية لتطبيق قانون حقوق المعوقين، والتعاون مع المؤسسات الإعلامية من أجل إثارة قضية قانون المعوقين والضغط باتجاه قضية القانون من قبل المؤسسات الحكومية والأهلية والخاصة، وكذلك التعاون مع الجامعات والكليات والمعاهد في مجال التدريب وتنفيذ الأنشطة العلمية.

واوضح عابد ان عام 2009 شهد تطورات على صعيد الوضع في قطاع غزة و نتائج الحرب المدمرة على السكان بشكل عام والأشخاص ذوي الإعاقة بشكل خاص واستطاع البرنامج أن يتعامل بشكل مبدع وخلاق وحيوي مع المجتمعات المحلية ويساهم بشكل كبير في حالة الطوارئ التي نشأت في قطاع غزة .

وقال ان عام 2009 شهد ايضا تركيزاً أفضل على الجانب الحقوقي الإنساني في عمل برنامج التأهيل حيث جرى تنفيذ العديد من الأنشطة المتعلقة بهذا الخصوص بالتعاون مع الاتحاد العام للمعوقين أو منظمات الأشخاص المعوقين. كما شهد أيضا تركيز كبير على توقيع شراكات مع المجتمعات المحلية .

كما شهد هذا العام تطوراً ملحوظاً لأنظمة المعلومات والمعايير المستخدمة لقياس فعالية و تأثير عمل البرنامج على الأشخاص المعوقين وأسرهم حيث هناك تجانس بين كافة المناطق في استخدام أنظمة معلومات تعتمد السجل اليومي و نموذج رقم "2" لتقييم حالة الإعاقة و كذلك استمارة رقم 3"" التي تحدد خطة العمل، كما جرى مراجعة لكافة الملفات التي يتم تغطيتها من قبل البرنامج.

واشار الى ان البرنامج تمكن أن يتقدم خطوات ملموسة على صعيد التعاون مع مؤسسات المجتمع المحلي و كذلك مؤسسات المجتمع المدني و تطوير أنظمة التحويل حيث تجري عمليات واسعة للمشاركة و التعاون والتنسيق على مستويات مختلفة.في الوقت الذي نشير إلى التقدم الملحوظ في محتوى الزيارة المنزلية و قدرة العاملين على توفير خدمة جيدة للأشخاص المعوقين من خلال التدريب على أنشطة الحياة اليومية ولكن في نفس الوقت فإن مستوى الخدمة المقدمة لبعض حالات الإعاقة وتحديدا الذهنية و النفسية الشديدة ليست بالمستوى والاحتياج والتوقع لأسر الأشخاص المعوقين حيث هناك حاجة ماسة لتطوير العمل في هذا المجال.