سليم الزعنون يتسلم رئاسة الاتحاد البرلماني العربي

بيت لحم -معا- تسلم سليم الزعنون رئيس المجلس الوطني الفلسطيني اليوم الثلاثاء ، رئاسة الاتحاد البرلماني العربي من الشيخ احمد بن محمد العيسائي الرئيس السابق للاتحاد، وذلك خلال افتتاح المؤتمر السادس عشر للاتحاد الذي عقد في مجلس الشعب المصري بحضور رؤوساء البرلمانات والمجالس الشورية العربية والعديد من ممثلي البعثات الدبلوماسية الى جانب ممثلين عن مختلف الاتحادات البرلمانية والملتقيات البرلمانية الأخرى اضافة الى العديد من ممثلي المنظمات الاهلية .

والقى سليم الزعنون كلمة شاملة رحب بها باأصحاب المعالي والسعادة رؤوساء البرلمانات ومجالس الشورى العربية وأعضاء الوفود ، شاكرا في الوقت نفسه القيادة المصرية على استضافتها الكريمة للمؤتمر الذي كان من المفترض ان يعقد في مدينة القدس .

وفي هذه المناسبة حيا رئيس الاتحاد البرلماني الرئيس حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية وحادي ركبها نحو التنمية والريادة، ووجه التحية والاكبار والمحبة لشعب مصر العظـيم الذي لـم يبخـل يوماً بالدم ولقمة العيش في سبيل قضايا أمتـه العادلـة ، وفـي القلـب منها قضية الشعب الفلسطيني الصامد ، كما حيا الدكتور أحمد فتحي سرور، رجل المواقف والمعرفة ولزملائـه الموقريـن أعضاء مجلس الشعب المصري ، تحية تقدير ومحبـة لكل من هيـأ لمؤتمرنــا أفضل الظروف ليخرج بأفضل النتائج .

وأكد رئيس الاتحاد في كلمته على اهمية الدور الذي يطلع به الاتحاد، داعيا الى مزيد من تضافر الجهود للمضي قدما في تكريس هذا الدور خدمة لقضايا امتنا العربية وتطويرا للعمل البرلماني العربي على مختلف الصعد والساحات كما دعا الى مواجهة ما يتهدد القضية الفلسطينية من اجراءات احتلالية كان اخرها ما اعلنه رئيس وزاراء حكومة الاحتلال الاسرائيلي عن ضم الحرم الابراهيمي الشريف ومسجد بلال الى قائمة التراث اليهودي خدمة لاغراضه السياسية في الابقاء على احتلال فلسطين ، وحذر ان يكون هذا الاعلان مقدمة لاعلان يطال الحرم القدسي الشريف ان لم نواجه هذا الاحتلال بشكل جدي.

وكان للقدس وما يجري فيها من مواصلة التهويد والاستيطان وتشريد لمواطنيها بقوة السلاح وجبروت الاحتلال النصيب الاكبر في كلمة رئيس الاتحاد البرلماني العربي سليم الزعنون، مطالبا بضروة وضع استراتيجية عربية موحدة لمواجهة الاحتلال في القدس خاصة ان هذا الاحتلال ماض في خططه لضم القدس وطرد سكانها الفلسطينيين منها ، وعدم الاكتفاء بالشجب والتنديد وانما اتخاذ خطوات عملية لانقاذ القدس قائلا: إن القدس ومقدساتها مسؤولية فلسطينيه وعربية بقدر ما هي إسلامية ومسيحية ، لا يجوز أن نتقاعس عن نصرتها ونحن نمتلك العدد والعدة التي تمكننا من حمايتها ودرء المخططات الآثمة عنها . لا يجب أن يسجل علينا التاريخ أننا شهدنا سقوطها بما تمثله من قداسة وتاريخ وتراث في يد الأعداء ، يشوهون تاريخها ويلوثون طهارتها ونحـن غافلون عما يحيق بها من مخاطر وأهوال . إن القدس أغلى وأقدس من أن تترك نهباً للغاصبين والمحتلين الآثمين .

كما دعا المؤتمرين الى تجسيد العنوان الرئيس للمؤتمر وهو ( رسم إستراتيجية عربية للنهوض بالتعليم والثقافة والمحافظة على الهوية الثقافية العربي) الى خطة وبرنامج عمل يحصن الاجيال بالعلم والمعرفة ويعرفهم بتراث امتنا.

والقى عمر موسى الامين العام للجامعة العربية كلمة تناول فيها مجمل التحديات التي تواجه الامة العربية من استمرار الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين وباقي الاراضي العربية الى جانب تحديات التدخلات الخارجية التي تضر بقضايا العربية ، وادان كافة الإجراءات الاحتلالية واخرها ما يتعلق بالحرم الابراهيمي ومسجد بلال، مؤكدا على ان كل تلك الاجراءات تهدف الى الغاء خيار حل الدولتين، ما يعني ان الاحتلال يخطط لطرد الشعب الفلسطيني من ارضه مع اعلان نتياهو عن نيته جلب مليون مهاجر ليستوطنوا في الاراضي الفلسطينية.

ودعا عمرو موسى الى تحرك عربي جماعي واعي للدفاع عن القضية الفلسطينية.

وبعد ذلك تابع المؤتمر اعماله حيث القى رؤوساء الوفد العربية كلمات أبرزوا فيها أهمية عقد هذا المؤتمر في ظل الظروف المعقدة التي تواجه امتنا العربية ، كما اكدوا على استمرار دعمهم للقضية الفلسطينية ومواجهة خطط اسرائيل في تهويد المقدسات ، كما ادانوا في الوقت ذاته اعلان رئيس وزراء اسرائيل ضم الحرم الابراهيمي الشريف ومسجد بلال الى قائمة التراث اليهودي وهي واعتبروها افعالا قد تؤدي بالمنطقة الى الانفجار في ظل رفض اسرائيل الالتزام بقرارات الشرعية الدولية ، وحذر رؤوساء الوفود من خطر الاستيطان الاسرائيلي، كما ابدى رؤوساء الوفود خشيتهم من استمرار تراجع المواقف الدولية تجاه الزام اسرائيل بتنفيذ قرارات الدولية التي دعتها الى الانسحاب من الاراضي العربية المحتلة.

ومن المقرر ان يستأنف المؤتمر اعماله مساء اليوم بمناقشة ما تبقى من بنود على جولا عماله، وفي يوم غد من المقرر ان ان تجتمع لجان الاتحاد وتقدم توصياتها الى المؤتمر لدراستها واتخاذ القرار المناسب بشأنها.