ست مجندات يحددن من يقتل في غزة ومن يبقى على قيد الحياة
نشر بتاريخ: 03/03/2010 ( آخر تحديث: 05/03/2010 الساعة: 12:08 )
بيت لحم- معا - في غرفة العمليات الكائنة على بعد اقل من كيلومتر واحد من حدود قطاع غزة تجلس ست مجندات اسرائيليات تتراوح اعمارهن ما بين 18-19 عاما امام شاشات مراقبة تبث صورا بالاسود والابيض تلتقطها كاميرات المراقبة على طول حدود قطاع غزة والقادرة على رصد اقل حركة تقع مئات الامتار في عمق القطاع المحاصر .
واضافت صحيفة" هأرتس" الاسرائيلية ان مجندة اخرى تقود المجندات الست المسؤولات على مدى الساعات الاربع التي تتكون منها نوبة حراستهن عن عشرات الكيلومترات المكونة من العوائق والاسلاك التي تغلق قطاع غزة .
ويتوسط الغرفة كرسي جيد التنجيد يقابل الشاشات التي تتحكم بنظام " ارصدي واطلقي النار" المخصص لرصد " المجموعات " او الافراد واطلاق النار عليهم من رشاش ثقيل يعلو برج مراقبة ينتصب قبالة قطاع غزة علما بان غرفا مماثلة تنتشر على طول الحدود تخضع كل واحدة منها لقيادة السرايا الاربع المسؤولة عن حدود غزة مع اسرائيل .
يظهر في بيانات المناطق العسكرية الروتينية الصيغة المعروفة " تم رصد مجموعة "مخربين" ومن ثم استدعيت قوة راجلة واخرى مدرعة اضافة الى طائرات ومدافع هاون وتم التعامل مع المجموعه واصابتها " ولكن قلائل من يعرفون بان اطلاق النار الاول والرصد الاولي ومن ثم اطلاق النار الكثيف يتم بأمر من المجندات الست الجالسات امام شاشات المراقبة وهن وحدهن من يحدد طبيعة المجموعة او الفرد المقترب من المنطقة و اذا ما كان يتوجب اطلاق النار عليه ام لا ".
وقالت الرقيب "سفير غونن " المسؤولة عن مجندات المراقبة " اذا لم اقل للقوات في الميدان بان الشخص الذي تم رصده مسلحا فان الجنود لن يطلقوا النار عليه وكل مجندة في غرفة العمليات خضعت لتدريب خاص يمكنها من التعرف على الاسلحة والتمييز بين السلاح والكاميرا سواء في ساعات الليل او النهار وكيف يسير الرجل المسلح بطريقة مختلفة عن الاخرين وكل مجندة ملزمة بالاطلاع على الاحداث التي وقعت في قطاع خدمتها لذلك نحن من نرصد ونحن من ندين ونعاقب لذلك نعتبر عملنا مسؤولية كبيرة ونخشى دائما ان نرتكب خطأ معينا في التشخيص ".
وتدخل المجندات في بعض الاحيان في جدال مع القوات الميدانية بخصوص تشخيص الهدف " يجب علي القول لضابط في الميدان صحيح انك تحمل الرتب العسكرية لكنني ارى الاشياء من زاوية افضل مما عندك اضافة الى امتلاكي تجربة تزيد بكثير عن تجربة الرجال في الميدان " قالت قائدة مجندات المراقبة ".
وقال المقدم " طال بارؤن " قائد المدرسة العسكرية لجمع المعلومات القتالية " في البداية قبل سنة ونصف حين دخلت المجندات ميدان الخدمة التنفيذية سادت مخاوف من احتمالية ان يشخصن الهدف الخطأ ولكن في التجربة العملية لم نلحظ مثل هذه الاخطاء لذلك تعتبر كل مجندة مراقبة المسؤولة الاولى في المنطقة الخاضعه لمراقبتها ".