كل الطرق تؤدي الى روما ... الا خالد ابو نجمة يبحث عن طريق القدس
نشر بتاريخ: 04/03/2010 ( آخر تحديث: 04/03/2010 الساعة: 13:21 )
روما - تقرير معا - خالد ابو نجمة ملازم اول في المخابرات الفلسطينية، حوصر مع المقاتلين في كنيسة المهد في بيت لحم عام 2002 واتهمته اسرائيل بالقيام باطلاق النار ضدها والمشاركة في الانتفاضة، وطالبت ابعاده وكان نصيبه الى روما، وفي لمح البصر كانت طائرة عسكرية اوروربية جاهزة لنقل الفدائيين المحاصرين في الكنيسة الى اصقاع الارض، وبعيدا عن اطلاق النار ومخيم الدهيشة للاجئين وبعيدا عن اسرته وزوجته واولاده وبعيدا عن اللغة العربية وجد خالد ابو نجمة نفسه ( دهيشي في روما ).
جلسنا في احد مقاهي روما وكان الجو ساعة صحوا مشمسا وساعة ماطرا .. وهو نفس حال خالد، حرارة اللقاء وحسن الضيافة التي وجدتها وكالة معا لديه لم تخف المرارة التي غصت بحلقه وهو يتلوع شوقا لشوارع بيت لحم .... اعدنا السؤال مرة اخرى : وكيف روما ؟ فرد على سؤالنا بسؤال : وكيف بيت لحم ؟ فلذنا بالصمت وعرفنا ان الحنين قاتل، وان مسقط الرأس اجمل بقاع الارض فلماذا نعذبه بأسئلتنا وبعذبنا بايجاباته.
تطلب الامر من خالد 3 سنوات كي يتحدث اللغة الايطالية، ويعود ذلك ان الفترة الاولى من الابعاد كان المقاتلون الفلسطينيين يعيشون مع مترجمين وحراس طليان فلم يختلطوا بأهل ايطاليا. ولاحقا انضمت له زوجته هالة، والتي قالت لمعا :" ان خالد فرح بحضوركم فرحة عارمة " وكذلك التحق به الى روما افراد اسرته ( وفاء 17 سنة ووليد 15 سنة وزيد 13 سنة وعبير 9 سنوات وسائد 7 سنوات ) وجميعهم يتحدثون الايطالية ويدرسون في المدارس الايطالية.
يقول خالد ابو نجمة ان اهل روما طيبون جدا وان الطليان بشكل عام شعب يتمسك بالاخلاق الكريمة والرحمة والود، واجمل ما في روما من وجهة نظره اهلها ومن ثم بناياتها العتيقة لا سيما الكنائس والتماثيل الى جان نهر تيفري الذي يسحر السواح وهو يتلوى من شارع الى شارع بمائه الاخضر.
ويقول ابو نجمة لمعا : اقل جالية عربية من ناحية العدد هنا هي الجالية الفلسطينية ، وخالد لا يلعب الرياضة ولا يمارس هوايات فقد توقفت نشاطاته بانتظار تذكرة العودة وهو في كل يوم يدعو الله ان يحصل على خبر من هنا او هناك يبشره بالعودة .
لا يوجد استقرار في حياة خالد رغم ان اسرته قد استقرت هنا ويدرس افراد اسرته هنا، الا خالد هوايته الوحيدة تصفح وكالة معا يوميا لقراءة اخبار الوطن، وبينما نسأله عن روما، يلتفت مثل عاشق لوعته ايام الحنين ويسألنا مرة تلو اخرى ( وكيف الاهل وكيف بيت لحم ؟ وكيف مخيم الدهيشة ؟ .
كل الطرق تؤدي الى روما ... الا خالد ابو نجمة يبحث عن طريق خروج من روما الى بيت لحم.