الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

خبراء في مجال الحاسوب يدعون إلى الاستغلال الأمثل للانترنت وتطوير المحتوى العربي فيه

نشر بتاريخ: 17/05/2006 ( آخر تحديث: 17/05/2006 الساعة: 15:01 )
غزة-معا- دعا خبراء في مجال الحاسوب وتقنية المعلومات إلى العمل على الاستغلال الأمثل للمميزات والتسهيلات، التي تتيحها شبكة المعلومات العالمية الانترنت، والحث على زيادة مساحة اللغة العربية في هذه الشبكة، وتسخير الإمكانيات البرمجية للارتقاء بتقنية الحاسوب في بلادنا.

جاء ذلك خلال الندوة العلمية التي نظمها قسم الحاسوب والمهن الصناعية في كلية مجتمع العلوم المهنية والتطبيقية بغزة تحت عنوان "نحو وعي متميز في الانترنت والبرمجيات" بمشاركة عدد من الخبراء المختصين في مجال تكنولوجيا المعلومات، وبحضور العشرات من الطلاب والعاملين في الكلية.

واوضح المهندس وسام ساق الله رئيس قسم الحاسوب والمهن الصناعية في الكلية خلال افتتاحه للندوة انها تاتي ضمن مساهمة القسم في الارتقاء بالوعي العام في مجال الحاسوب والانترنت والعمل على تشجيع الطلبة وتوجيههم نحو الاستغلال الامثل للإمكانيات الكبيرة التي يوفرها هذا المجال" .

واكد ساق الله ان هذه الندوة هي سلسلة مستمرة تتناول في كل جزء منها عناوين وموضوعات ذات علاقة بمجال الحاسوب والانترنت والبرمجيات بمشاركة خبراء ومختصين في هذه الموضوعات.

واستعرض ساق الله نشأة قسم الحاسوب والمهن الصناعية وتطوره مشيرا الى ان القسم يـحرص على مجاراة كل تطور في علوم الحاسوب في كافة المجالات و يعمل على تزويد الطلاب بالمهارات اللازمة لخدمة المؤسسات العامة و الخاصة في مجالات هندسة الكترونيات السيارات، وصيانة الحاسب الآلي، وشبكات الحاسوب والانترنت، وتكنولوجيا الأجهزة الالكترونية المختلفة مؤكدا على سعي القسم لصقل مهارت الطالب ليخرج الى المجتمع وهو على مستو عالٍ من الكفاءة العلمية والعملية على حد تعبيره.

العالم..انترنت

وتحدث المهندس مروان رضوان المدير التنفيذي لهيئة المسميات الوطنية للمجال الفلسطيني حول انجع الوسائل للاستفادة من الانترنت، والخدمات التي يقدمها، موضحاً في محاضرته التي قدمها تحت عنوان "الانترنت مجال رحب للعلوم و الأعمال" ان الشبكة العالمية هي عالم بلا حدود، ويزداد اتساعا وإمكانيات يوما بعد يوم وبشكل متسارع جدا واضاف مستعرضا الازدياد المتواصل في عدد المستخدمين على مستوى العالم حيث بلغ 1,022,063,282 منهم 18,203,500 في الشرق الأوسط .

واشار رضوان الى الخدمات المتزايدة التي تقدمها هذه الشبكة العنكبوتية، قائلاً " هناك العديد من الخدمات المختلفة التي يمكن الحصول عليها من خلال الإنترنت، مثل التصفح و البريد الالكتروني, والمحادثات الفورية, والاتصال التلفوني والمرئي,و المراجع العلمية، و المكتبات والأبحاث, والتعاون التقني, وتنزيل ودعم البرامج, والتجارة الالكترونية, والتطبيب و الدراسة عن بعد ,اضافة الى الإعلانات و غيرها".

واستعرض رضوان في كلمته التطور المتلاحق على تقنيات وتجهيزات الانترنت والتي باتت تشمل اضافة لأجهزة الحاسوب, الحاسوب النقال, والجوال, وأجهزة التحكم الصناعية, وأجهزة الاتصالات، والأجهزة المنزلية, اضافة لمعدات التصنت و المتابعة على حد تعبيره.

من آثار الانترنت

وشدد رضوان على الاثار الكبيرة للانترنت على كافة المستويات، من الناحية الاقتصادية حيث انتشار مفاهيم العولمة و الاقتصاد الحر و التجارة الالكترونية، والمعاملات الإفتراضية واضاف "كما ان الانترنت اثر على الناس من الناحية الاجتماعية عبر تغييره لأنماط التعامل و التفكير والعلاقات الاجتماعية، والأسرية و المؤثرات"

ولم يغفل رضوان في كلمته الاثار السياسية والاعلامية والامنية للانترنت حيث اشار الى تاثيره عبر مفاهيم الديمقراطية، وحرية الرأي، وحرية المعلومات، وأنماط جديدة من الحريات، كما انه بات مساحة مفتوحة ووسط جديد واسع و منفتح و مباشر وبلا حدود على حد تعبيره.

الانترنت الفلسطيني

وتطرق رضوان الى واقع الانترنت في الاراضي الفلسطينية مشيرا الى انه في تطور مستمر واضاف "لقد وصل عدد المستخدمين 80 - 100 ألف مشترك بما نسبته 10-15%, ومنهم 12 ألف مشترك يستخدمون الخط السريع".

واشار رضوان الى زيادة عدد المواقع الفلسطينية والنطاقات على الانترنت، عبر المجال الفلسطيني والمجالات الاخرى حيث بلغت 2800 نطاق ضمن المجال الفلسطيني"PS"، و 2000 - 3000 ضمن نطاقات عمومية أو أكثر، داعياً الى العمل على تحسين الوضع الفلسطيني حيث انه ورغم هذا الانتشار الى اننا لا زلنا في ذيل القائمة مقارنة بالدول المتقدمة وفي وسطها على المستوى العالمي.

وشدد رضوان على ضرورة وضع استراتيجيات وخطط للنهوض بواقع الانترنت فلسطينياً وعربياً وتحسين مستوى الاستغلال لهذه الشبكة، مضيفاً " يجب الاهتمام بالتوعية المجتمعية الشاملة بأساليب الاستخدام الجيد للإنترنت، عبر كافة المؤسسات، والعمل على بناء القدرات، والمتخصصين الفنيين المدركين لآثار كافة مجالات التقنية، اضافة لتطوير البنية التحتية، وتحرير السوق لتوسيع شريحة المستخدمين".

كما شدد رضوان على ضرورة تطوير المناهج التعليمية في المدارس والجامعات لخلق التفكيرالإبداعي ورعايته، ودعم مبادرات تطوير المحتوى الفلسطيني و العربي و الإسلامي باللغة العربية واللغات الحية.

وفي ختام كلمته دعا رضوان الطلبة، ومستخدمي الانترنت الى التعامل بحذر وجدية عند استخدامهم للشبكة العنكبوتية، والابتعاد قدر الإمكان عن المناطق المشبوهة، والتي تهدف إلى "قتل الوقت" أو "الترفيه" أو التسلية الفارغة".

المدونات..BLOGS

أما المهندس خالد صافي مدير موقع "رمش العين" فقد اوضح في محاضرته عن المدونات على الانترنت BLOG ، ماهية هذه المدونات، ومفهومها، ودورها في تطور المحتوى المعروض على الشبكة العالمية، مضيفاً ان المدونات هي احد تطبيقات الانترنت، يعمل من خلال نظام لإدارة المحتوى، وهو في أبسط صوره عبارة عن صفحة وب تظهر عليها تدوينات (مدخلات) مؤرخة ومرتبة ترتيبا زمنيا تصاعديا، تصاحبها آلية لأرشفة المدخلات القديمة، و يكون لكل مدخل منها عنوان دائم لا يتغير منذ لحظة نشره يمكن القارئ من الرجوع إلى تدوينة معينة في وقت لاحق عندما لا تعود متاحة في الصفحة الأولى للمدونة".

واشار صافي الى تميز المدونة عن المنتديات باعتبارها عالم رحب من الابداع والكتابة وتميزها من حيث المضمون والنص واضاف ان المدونة هي طريقة للتعبير عن النفس والأفكار والمشاعر والمعرفة عبر الانترنت، كما انها وسيلة لكسب المزيد من الأصدقاء ممن يملكون إهتمامات مشابهة لإهتمام صاحب المدونة.

كما اشار صافي الى دور المدونات في الترويج للمنتجات عبر استغلالها في الاعلانات وعرض الخدمات والمنتجات المختلفة لاكبر قدر من المستخدمين.

ودعا صافي الطلبة الى الاستفادة من الميزات التي تتيحها المدونات، والعمل على استغلالها في تنمية مهاراتهم ونقاشاتهم العلمية، والفكرية في شتى الموضوعات بطريقة جدية ومفيدة مؤكداً على ان حجم المدونات العربية لا زال قليلا اذا ما قورن بالمدونات باللغات الاخرى، مشيراً الى ان هناك أمل بان تزداد المساحة التي تشغلها المدونات العربية على هذه الشبكة خاصة في ظل المواقع العربية التي تتيح انشاء هذه المدونات بشكل مجاني وبميزات كثيرة ومتعددة.

عالم البرمجيات..

واستعرض المهندس محمد ابو صقر المحاضر في قسم الحاسوب عن بحثه تحت عنوان Software Testing ، موضحا انه مفهوم حديث في مجال الحاسوب والبرمجيات، يهدف الى الارتقاء بالبرامج الى اعلى مستوى من الاداء، كما انه يعمل على اضافة قيمة وميزة جديدة للبرامج عند اختبار مدى فعاليتها واضاف "كما ان هذا الامر يعني القيام باختبارات وانشطة تهدف للكشف عن أخطاء او عيوب في البرمجيات والعمل على تلافيها وإصلاحها". مشيرا الى بعض الأخطاء البسيطة في بعض البرمجيات قد تؤدي لفشل مهام وتقنيات كلفت مليارات الدولارات كما حدث في بعض الأبحاث والمركبات الفضائية أو الطائرات ذات العلاقة بالحاسوب.

واشار صقر الى ان الدراسات اثبتت حتمية الأخطاء في كل البرامج لكن بنسب متفاوتة حسب حجم البرنامج والمهام المرتبطة به موضحا اهم طرق فحص البرمجيات والأدوات والمعادلات المستخدمة في ذلك.