البرازيل: اختتام أعمال مؤتمر وزراء الشؤون الاجتماعية
نشر بتاريخ: 04/03/2010 ( آخر تحديث: 04/03/2010 الساعة: 19:44 )
برازيليا - معا - دعت وزيرة الشؤون الاجتماعية ماجدة المصري حكومات وشعوب أميركا اللاتينية إلى استثمار وزنها وعلاقاتها ومكانتها المهمة في الساحة الدولية لمساندة الشعب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الجاثم على الآرض الفلسطينية منذ عقود، ودعم الشعب الفلسطيني في نضاله لنيل حقوقه الوطنية الشرعية وفي مقدمتها حقه في غقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس وعودة لاجئيه وفقا لقرارات الشرعية الدولية.
وأكدت المصري خلال كلمتها أمام المؤتمر الثاني لوزراء الشؤون الاجتماعية لدول المجموعة العربية ومجموعة دول أميركا اللاتينية، أن الاحتلال الإسرائيلي بممارساته القمعية هو المسؤول عن الجزء الأكبر من المشاكل الاجتماعية التي يواجهها الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها الفقر والبطالة وما ينجم عنهما من مشكلات اجتماعية لا تؤثر فقط على أبناء الجيل الحالي، بل سيمتد أثرها إلى المستقبل نتيجة ما قاساه أطفال فلسطين من عنف الاحتلال تجاههم وتجاه أسرهم ومجتمعهم وحتى ضد مقدساتهم ومدارسهم ومصادر رزقهم .
وعرضت المصري خلال الاجتماع لمحة عن الظروف الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون بسبب الاحتلال والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة والتي بلغت ذروتها خلال الحرب الوحشية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة أواخر كانون الأول 2008 حيث لا زال أكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني يعانون من نتائج هذه الحرب التي دمرت آلاف المساكن والمدارس والمستشفيات ودور العبادة، وشردت عشرات آلاف المواطنين الذين لا زالت معاناتهم متواصلة بسبب استمرار الحصار المطبق على القطاه.
كما أوضحت المصري المخاطر التي تمثلها سياسات حكومة التطرف واليمين العنصري في إسرائيل الهادفة إلى إفقار الشعب الفلسطيني بشكل متعمد من أجل إبقائه خاضعا للاحتلال وتابعا له ولمصالحه، ونهبت إلى مخاطر هذه السياسات على مستقبل السلام في المنطقة والعالم، مشيرة بشكل مخاطر الإجراءات الرامية إلى تهويد القدس وتهجير سكانها الفلسطينيين، وتهويد المقدسات الإسلامية والمسيحية كما في القدس والخليل وبيت لحم، وبناء جدار افصل العنصري، ومخططات التوسع المسعور للاستيطان ونهب الأراضي الفلسطينية في شتى أنحاء الضفة.
وأشادت المصري بمواقف التضامن والصداقة التي عبر عتها قادة وحكومات شعوب أميركا اللاتينية مؤكدة على ضرورة تنسيق المواقف في مختلف المحافل الدولية من أجل وضع حد لعمليات النهب الاستعماري لثروات الشعوب ومقدراتها، والتعاون في بناء مستقبل أفضل للبشرية يقوم على أساس تصفية الاستعمار والاحتلال وآثارهما، وبناء علاقات دولية قائمة على الاستجابة لمصالح الشعوب، والتعاون في مكافحة الفقر والمرض والتخلف ومن أجل الحفاظ على البيئة والسلم العالمي، والحد من الآثار المدمرة للعولمة المتوحشة.
وعرضت المصري التجربة الفلسطينية في مجال برنامج الحماية الاجتماعية الذي أقرته الحكومة والهادف إلى تعزيز صمود المواطنين وحماية الفئات والشرائح الفقيرة والمهمشة، وتمكينها، مشيرة إلى أن هذا البرنامج يجمع البعد الإغاثي بالبعد التنموي.
وجرت خلال الاجتماع وعلى هامشه لقاءات مكثفة بين الوفد الفلسطيني برئاسة الوزيرة المصري ومشاركة السفير الفلسطيني في برازيليا ابراهيم الزبن، وأيمن صوالحة وتالا خليفة، وعد من الوفود العربية والأميركية اللاتينية حيث ركزت هذه اللقاءات على سبل الا ستفادة من تجارب هذه الدول في ميادين الحماية الاجتماعية، وبخاصة التجربة الواعدة لبعض الدول الأميركية اللاتينية لمكافحة الفقر والجوع، وخططها الطموحة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، كما بحث إمكانيات التعاون والتنسيق وفرص دعم بعض المشاريع التي تخطط وزارة الشؤون الاجتماعية لتنفيذها.
كما زار الوفد الفلسطيني عددا من المراكز الاجتماعية في العاصمة البرازيلية حيث استقبوا بحفاوة بالغة من قبل المسؤولين ابرازيليين ومن ممثلي الجالية الفلسطينية والجاليات العربية والإسلامية هناك.
وسبق المؤتمر الذي عقد على المستوى الوزاري اجتماع على مستوى الطواقم الفنية شارك فيه من الجانب الفلسطيني مدير عام التخطيط في وزارة الشؤون الاجتماعية أيمن صوالحة، حيث جرى إقرار جدول أعمال الاجتماع الوزاري، وإعداد مشاريع القرارات.
وفي ختام أعماله أصدر المؤتمر بيانا ختاميا ركز على اهتمام جميع الحاضرين إلى بتطوير وتدعيم التعاون ما بين دول المنطقتين لتحقيق التنمية الاجتماعية المستدامة لشعوب الدول المشاركة من خلال تبادل الخبرات بين المنطقتين، وشد البيان على ضرورة تعاون الأسرة الدولية من أجل انهاء الاحتلال الاسرائيلي باعتباره العائق الأول أمام التنمية للفلسطينيين وشعوب المنطقة، وأكد على ضرورة تحقيق سلام عادل وشامل قائم على مبدأ الأرض مقابل السلام وعلى قرارات الجمعية العامة ومجلس الامن ذات العلاقة ، وعلى الضرورة الملحة والفورية لرفع الحصار عن قطاع غزة والسماح بدخول المساعدات الانسانية.
وعلى هامش الاجتماع الوزاري، التقت الوزيرة بوزير التنمية الاجتماعية ومكافحة الجوع البرازيلي السيد باتروس انانياس وبحضور السفير ابراهيم الزبن والوفد الفلسطيني حيث وضعت الوزيرة الوزير البرازيلي في صورة الوضع الاجتماعي في فلسطين وشرحت دور الوزارة كمظلة للحماية الاجتماعية، وعن عمل الوزارة في المجالات المختلفة من خلال البرنامج الفلسطيني للحماية الاجتماعية الذي يتكون من عدة برامج تهدف لتقديم خدمات تكاملية للفقراء والمهمشين وتتكون من برامج خاصة بمكافحة الفقر وبرامج الحماية والرعاية والتمكين لفئات الاطفال والنساء والمسنين وذوي الاعاقة. وقد اكدت الوزيرة على اهتمام الوزارة ببناء علاقات التعاون مع البرازيل في المجال الاجتماعي وذلك للاستفادة من الخبرة والتجربة البرازيلية في هذا المجال.
وفي نفس السياق وبهدف التعرف على التجربة البرازيلية العملية قامت الوزيرة بزيارة ميدانية لأحد مراكز الحماية الاجتماعية التابعة لوزارة التنمية الاجتماعية البرازيلية، والتي تعمل مع فئات الشباب والنساء وعلى إثر الزيارة تم عقد اجتماع عمل ما بين فريقي الوزارتين لبحث سبل التعاون وبناء علاقات ثنائية تهدف لتنفيذ يرامج ومشاريع مشتركة.
وقد تم ايضاً عقد اجتماع مع مركز السياسات الدولية التابع للأمم المتحدة والذي يعمل على تحقيق التنمية في دول العالم الثالث ويسعى الى المقاربة ما بين دول المنطقة العربية وامريكا الجنوبية من خلال دعم مشاريع مشتركة في المجالات الاجتماعية
وجرى لقاء موسع مع جمع من أبناء الجالية الفلسطينية في كل من مدينتي ساو باولو وبرازيليا حيث جرى استعراض الاوضاع السياسية وتطوراتها في الساحة الفلسطينية، واستمعت الوزيرة الى شرح عن اوضاع الجالية وأبرز الهموم والمشاكل التي تواجهها، ودورها في دعم وإسناد نضال شعبها في الوطن من أجل الحرية والاستقلال.