محكمة عوفر تصدر حكماً على الاسيرة ندى الجيوسي ينهي فترة اعتقالها
نشر بتاريخ: 05/03/2010 ( آخر تحديث: 05/03/2010 الساعة: 11:30 )
رام الله -معا- أصدرت المحكمة العسكرية الإسرائيلية في عوفر قرب رام الله أمس حكماً على الاسيرة ندى جمال محمد الجيوسي " أم عبيدة " بالسجن لمدة إحد عشر شهراً، خمسة شهور فعلية وستة مع وقف التنفيذ بالإضافة إلى غرامة مالية قدرها عشرة آلاف شاقل جديد، مكتفية بذلك بما أمضته أم عبيدة في السجن قبل أن يتم الإفراج عنها بكفالة مالية باهظة يوم 28-11-2007م وعلى أن تقوم بإثبات حضورها مرة في الأسبوع وتوقع في مركز شرطة بيت ايل قبل أن يتمكن المحامي إيليا ثبو دوري من تخفيض عدد مرات إثبات الحضور والتوقيع من أربع مرات في الشهر إلى مرة واحدة.
وكانت سلطات الاحتلال قد اعتقلت ندى الجيوسي ليلة 8-7-2007 من منزلها في حي عين مصباح بعد أن عاثت فيه خراباً وعبثت بمحتوياته وروعت الأطفال الأمنين والجيران وسكان الحي، وصادرت أجهزة حاسوب وملفات ووثائق.
وعلى مدار أكثر من سنتين من المعاناة وبعد الجلسة العاشرة استطاع المحامي من انتزاع هذا الحكم بعد أن كانت النيابة تصر على إرجاعها إلى السجن وترفض عمل صفقة مع المحامي وترفض الغرامة المالية وتطالب المحكمة بدل ذلك بحكم فعلي إضافة إلى ما أمضته سابقاً، وبصدور الحكم النهائي فقد انتهت معاناة أم عبيدة.
وتعتبر الاسيرة ندى الجيوسي من الشخصيات الإسلامية والوطنية النسوية المعروفة في محافظة رام الله والبيرة على وجه الخصوص وعلى مستوى الوطن والتي تهدف إلى تطوير المرأة الفلسطينية والارتقاء بها وتعزيز مكانتها في المجتمع بالإضافة إلى ما تركته من آثار طيبة وجليلة في مجالات العمل الخيري والاجتماعي حيث تميزت بعطائها وتضحياتها وإسهاماتها وهي تخفف من معاناة الأسر المعوزة والفقيرة في مجال الأعمال اليدوية بمختلف أشكالها من تطريز وخياطة حيث جعلت من جمعية الهدى التي كانت ترأسها والتي أغلقها الاحتلال لدورها الفاعل والمميز قبيل اعتقال لتسويق منتوجات هذه الأسر من خلال المعرض الدائم في الجمعية ومن خلال المطبخ للوجبات الشعبية الفلسطينية وقد ساهم ذلك بتوفير جزء من مدخولات الأسر المحتاجة الأمر الذي جعل من الجمعية أمل لتلك الأسر الفقيرة، كما وغطت الجمعية خدمات كثيرة ومتنوعة طالت فئة الأيتام والأسرى في سجون الاحتلال وعائلاتهم.
وقد ولدت ندى الجيوسي " أم عبيدة " في قرية كور في محافظة طولكرم بتاريخ 25-12-1964 وتخرجت من جامعة بيرزيت وتحمل البكالوريوس في اللغة العربية، وهي متزوجة من المربي الأسير الأستاذ ماجد حسن "أبو عبيدة" المعتقل حالياً في سجن النقب الصحراوي منذ حوالي سنتين ونصف، وهو يعمل محاسباً في غرفة تجارة وصناعة رام الله والبيرة وقد اقتطع السجن من عمره ما مجموعه حوالي ثمان سنوات.
وعملت أم عبيدة وهي أم لتسعة أبناء أكبرهم تسنيم وعبيدة وهما طالبان في جامعة بيرزيت، وعملت في مجال التربية والتعليم من خلال تدريس مادة اللغة العربية في مدرسة الإيمان.
وجدير بالذكر أن الوزير الأسير الاسبق وصفي قبها قد قدَّم ندى الجيوسي " أم عبيدة " في الحلقة الأولى من سلسلة شموع لا تنطفئ وتطرف إلى عطائها المتواصل وهمتها التي لا تفتر، وقدمها كنموذج صمود وتحدي للمرأة الفلسطينية التي تضحي بلا حدود.