مندوب فلسطين يطلب من مجلس الأمن التدخل لوقف صدامات القدس
نشر بتاريخ: 06/03/2010 ( آخر تحديث: 06/03/2010 الساعة: 12:01 )
بيت لحم-معا-إجتمع السفير الدكتور رياض منصور، المراقب الدائم لفلسطين لدى الأمم المتحدة في نيويورك، مع رئيس مجلس الأمن لهذا الشهر، المندوب الدائم لغابون، وإحاطه علماً بالتطورات الخطيرة في مدينة القدس المحتلة.
وطلب منصور من رئيس المجلس أن يحيط أعضاء مجلس الأمن علماً بهذه التطورات، مؤكداً على ضرورة أن يتحمل المجلس مسؤولياته بهذا الشأن.
وأجرى السفير منصور مشاورات سريعة مع سفراء عدد من أعضاء مجلس الأمن ومن بينهم لبنان (العضو العربي في مجلس الأمن) والإتحاد الروسي والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وتركيا والنمسا واليابان والبرازيل قبل بدء المشاورات غير الرسمية للمجلس حول عدة مسائل، ومن بينها الحالة في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية.
وأكد السفير منصور على ضرورة إضطلاع المجلس بمسؤولياته للضغط على إسرائيل لوقف أعمالها الإستفزازية وغيرالقانونية التي تهدد الجهود الأميركية والدولية المبذولة لبدء المفاوضات غيرالمباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وقد بعث السفير منصور برسائل متطابقة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس الجمعية العامة ورئيس مجلس الأمن (غابون) بشأن الوضع الخطير في الأرض الفلسطينية المحتلة، وخاصة في القدس الشرقية المحتلة، ذكر فيها أن الوضع يزداد توتراً، وأن حالة عدم الإستقرار تزداد تفاقماً بسبب السياسات والممارسات غير القانونية والإستفزازية التي تنتهجها إسرائيل، السلطة القائمة بالإحتلال، ضد السكان المدنيين الفلسطينيين في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة خاصة في القدس الشرقية، وحذر من أن عدم معالجة هذا الوضع الهش سيؤدي حتماً إلى مزيد من زعزعة الإستقرار مع تداعيات سلبية إلى حد كبير في المنطقة.
وتطرق السفير منصور إلى إقتحام قوات الإحتلال الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى في القدس الشرقية بعد صلاة الجمعة وإطلاقها الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع على المصلين. وذكر السفير منصور أن هذا الإقتحام يأتي في مسلسل الإستفزازات الإسرائيلية المستمرة التي تثير الحساسيات الدينية وتزيد من المخاوف بشأن محاولات إسرائيل غير المشروعة لتغيير طابع ووضع الأرض الفلسطينية المحتلة، ولاسيما في القدس الشرقية، ومحاولاتها للسيطرة على الأماكن المقدسة. كما يتضح من القرار الإسرائيلي الأخير بشأن الأماكن المقدسة في مدينةالخليل وبيت لحم.
وأشار السفير منصور إلى تصاعد التوتر في مناطق أخرى في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة بسبب الأعمال الإسرائيلية الإستفزازية وغيرالقانونية الأخيرة ضد المتظاهرين الفلسطينيين في مدينة الخليل أمام الحرم الإبراهيمي، وإعتداءات قوات الإحتلال الإسرائيلي على المدنيين الفلسطينيين الذين تظاهروا في مسيرات سلمية ضد الجدار والإستيطان في قرى نعلين وبلعين غربي مدينة رام الله.
وذكر السفير منصور أن هذه الأعمال والممارسات الإسرائيلية المتعمدة وغير القانونية ضد المدنيين الفلسطينيين وأراضيهم وممتلكاتهم وتراثهم في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، تزيد من حدة الإضطرابات وحالة عدم الإستقرار. وطالب المجتمع الدولي بإيلاء إهتمامه الفوري لمواجهة مخاطر زيادة تصعيد الوضع لأنه من الواضح، إذا سمح لإسرائيل أن تواصل أعمالها العدوانية وغير القانونية مع الإفلات من العقاب فإن هذا يهدد بإشعال دورة أخرى مدمرة من العنف في المنطقة مهددة فرص تحقيق السلام والإستقرار الذي ننشده.
واشار منصور الى أنه في الوقت الذي تتضافر فيه الجهود المبذولة من قبل المجتمع الدولي لإحياء عملية السلام، بما في ذلك من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، الرامية إلى إستئناف مفاوضات السلام، فمن الواضح أن إستمرار هذه الأعمال الإسرائيلية الإستفزازية وغير القانونية سوف تجهض هذه الجهود وتشكك في صدق نوايا إسرائيل ومصداقيتها كشريك للسلام.
وكرر السفير منصور الدعوة إلى المجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن، للإضطلاع بمسؤولياته بموجب الميثاق والقانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان، وقرارات الأمم المتحدة، لإجبار إسرائيل على وضع حد لجميع سياساتها وأعمالها وتدابيرها غير القانونية من أجل وقف تدهور الوضع في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وتهيئة مناخ ملائم لتحقيق السلام.
وأكد منصور مجدداً ضرورة مساءلة إسرائيل، السلطة القائمة بالإحتلال، عن جميع جرائم الحرب وأعمال إرهاب الدولة والإنتهاكات المنتظمة لحقوق الإنسان التي ترتكبها ضد الشعب الفلسطيني وتقديم مرتكبيها للعدالة.
ومن ناحية أخرى، قام السفير منصور بعقد مرتمر صحفي بمقر الأمم المتحدة أحاط فيه الصحفيين علماً بالوضع في الأرض الفلسطينية المحتلة وخاصة في القدس الشرقية وبفحوى الرسائل التي بعث بها إلى المسؤولين الأممين بهذا الشأن.