السبت: 28/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

غزة: ندوة حول أثر الانقسام الداخلي على المرأة الفلسطينية

نشر بتاريخ: 07/03/2010 ( آخر تحديث: 07/03/2010 الساعة: 17:45 )
غزة - معا - نظم مركز معلومات وإعلام المرأة الفلسطينية اليوم وعلى شرف الثامن من آذار يوم المرأة العالمي ندوة بعنوان" أثر الانقسام الفلسطيني الداخلي على المرأة الفلسطينية "حضرها جمهور غفير من الفعاليات الشعبية المختلفة .

وتحدث فيها كل من أ. جميل المجدلاوي ود.مي نايف و د. خالد صافي و د.هدى حمودة وتركزت أوراق العمل جميعها حول أثر الانقسام الداخلي على الحركة النسوية الفلسطينية وأثره على المرأة الفلسطينية من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والصحية والنفسية .

وقالت د. هدى حمودة أن الانقسام الفلسطيني يعد من أخطر ما واجهه الشعب الفلسطيني بعد نكبة 1948م على الإطلاق , وهو طعنه موجهة لقلب الجماهير العربية . فالانقسام الفلسطيني عدا عن كونه هدية مجانية لإسرائيل حقق لها ما لم تستطع تحقيقه في العقود السابقة , فقد اضر كثيراً بالشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية لما له من آثار خطيرة على المستوى السياسي والديمغرافي والاجتماعي والاقتصادي والقانوني والنفسي للشعب الفلسطيني بشكل عام وللمرأة الفلسطينية بشكل خاص .

وأضافت: أن الانقسام الداخلي ترك آثاره السلبية على المرأة الفلسطينية وعلى مستوى الأسرة والمجتمع . وجعل المرأة طرفاً ضعيفاً لا تستطيع تفادي النتائج الكارثية للانقسام والخسائر الناجمة عنه ,لأن الظلم عندما يقع من الخارج فإن المجتمع يستجمع قواه للمواجهة , ولكن حينما يكون من الداخل , تصبح المشكلة أصعب وأخطر وهو ما يتجلى في تأثير الانقسام على المرأة والأسرة والمجتمع . وعلى انهيار القيم الأخلاقية القائمة على تقديس العائلة , وانتشار ظاهرة عدم المسؤولية والنوايا السلبية لدى الأفراد . وهي عوامل خطرة على البناء النفسي والاجتماعي وتأثيراتها أشد خطراً على الأجيال القادمة من العيش تحت ظروف الاحتلال والحصار .

وتابعت :لقد جرّ الانقسام السياسي مجموعة من الانقسامات المتعددة التي تهدد هوية الشعب الفلسطيني مثل انهيار البنية الاجتماعية التي تلزمها أجيال متتالية لكي تستطيع إعادة إصلاحها .

كما وزادت معدلات العنف ضد المرأة بعد الانقسام الداخلي وقد تجلت مظاهر هذه الزيادة في ارتفاع عدد حالات القتل على خلفية الشرف ، وتزايد معدلات العنف الجسدي والنفسي التي تتعرض له المرأة من قبل أفراد الأسرة ويعتبر الخوف والقلق وعدم الشعور بالأمان من مظاهر العنف التي تتعرض له المرأة وكذلك الخوف على الأبناء أو الزوج من الاعتقال بسبب الانتماء السياسي أ وإذا أضفنا إلى كل ذلك استغلال إسرائيل لحالة الانقسام بتصعيد ممارستها العدوانية على قطاع غزة وتواصل الإغلاق وإحكام الحصار وما يترتب على ذلك من تدمير للمنازل وتشريد النساء وحرمانهن من ابسط حقوق الإنسان في العيش بأمان.

وعرضت د. هدى حمودة نتائج دراسة بحثية حديثة للمركز حول أثر الانقسام الداخلي على المرأة وكانت النتائج مايلي:

• 85% من أفراد العينة ذكرن أنهن يعانين من أمراض القلق والاكتئاب والغضب والعصبية الزائدة

• 75% قالت أنهن يشعرن بعدم الأمان الشخصي أو العائلي ،86% قالت أنهن يعانين من عدم القدرة على التركيز

• 64% من أفراد العينة أنهن يعانين اضطرابات جسدية مثل اضطراب النوم ، الصداع ، فقدان الشهية للطعام ، فقدان الرغبة العاطفية أو الجنسية .

• 62% من أفراد العينة قلن أن الانقسام قد تسبب في حدوث مشاكل عائلية داخل أسرهم , وأجابت 19% من أفراد العينة أن الانقسام أدى إلى قطع الصلات العائلية نهائياً , بينما أفادت 20% أنها وصلت حد استخدام العنف أو التهديد .

• 71% من أفراد العينة أفدن أنه أصبح للانتماء السياسي لفتح أو حماس تأثير كبير في اختيار الزوجات والأزواج.
• 87% من أفراد العينة أجبن أن الحالة النفسية لأفراد عائلاتهم تأثرت جراء الانقسام وتداعياته .

• 68% من أفراد العينة قالوا أن علاقات أطفالهم مع زملائهم في المدارس وأصدقائهم قد تضررت جراء الانقسام الداخلي.
• 86% من أفراد العينة قلن أن أسرهم تأثرت سلباً من الناحية المالية في هذا الصراع.

• 48%من أفراد العينة قالوا أنهم يفضلون الهجرة للخارج إذا سنحت لهم الفرصة و 60% قالوا أنهم متشائمون حيال المستقبل.

وحذرت حمودة من هذه النتائج" الكارثية" على مستقبل الأجيال في المدى المتوسط والبعيد وقالت إن الجميع مطالب بلا استثناء أن يطرقوا جدران الخزان من الداخل بكل قوة ليحذروا من الأخطار المحدقة بالنسيج الاجتماعي والهوية الوطنية للشعب الفلسطيني والتي تحتاج إلى جهود مضنية وطويلة لإصلاح الخلل الذي حدث في نفوس وعقول الأجيال الشابة وإن مطالبة المرأة أن تأخذ دورها في تعزيز ثقافة التسامح وتعزيز السلم الأهلي بين أبنائها يتطلب إنهاء الانقسام فوراً وإلاّ ستظل هذه الدعوات كطلقات في الهواء.