مسلحون من كتائب الاقصى أطلقوا النار وحاصروا سيارة نائب رئيس الوزراء.. والوزير أطلق وعداً بصرف مستحقات الأسرى بغضون أسبوع
نشر بتاريخ: 18/05/2006 ( آخر تحديث: 18/05/2006 الساعة: 10:56 )
طولكرم- معا- أطلق مسلحون من كتائب الاقصى في طولكرم على رأسهم قائد الكتائب محمد شحادة النار أمام مقر محافظة طولكرم, بينما كان نائب رئيس الوزراء وزير التربية والتعليم ناصر الدين الشاعر يعقد اجتماعاً مع مدراء الدوائر بمقر المحافظة.
وأفاد مراسلنا أن حوالي 10 مسلحين من الكتائب و30 من أهالي الاسرى تواجدوا قرب مدخل المحافظة, مطالبين الوزير بصرف مستحقات الاسرى المتأخرة, فيما قامت رئيسة نادي الاسير في طولكرم حليمة ارميلات بالوصول الى اجتماع الوزير داخل المحافظة, وشن هجوم لاذع عليه وعلى الحكومة, مطالبة بصرف مستحقات الاسرى.
وفي أعقاب ذلك قال الوزير الشاعر رداً على اتهامات ارميلات:" أعلن أمام الجميع- وانا مسؤول عما أقول- أن جميع مخصصات الاسرى من كافة التنظيمات سوف تصرف في البنوك خلال أسبوع واحد".
وحول صرف معاشات الموظفين الحكوميين أوضح الشاعر أن بعض الدول العربية والاوروبية أكدت للحكومة أن بامكانها توفير معاشات المعلمين فقط, الا أن الحكومة رفضت هذا الطرح, متمسكة بصرف جميع الرواتب وعلى رأسها رواتب العسكريين.
وفي غضون ذلك حضر العديد من قادة حماس الى مقر المحافظة, وكان على رأسهم " أو عبيدة" من قادة حماس في طولكرم, والذي بدوره أجرى مفاوضات مع مسلحي كتائب الاقصى, ليتمكن الوزير من مغادرة المبنى, الامر الذي جرى الاتفاق عليه, وغادر بموجبه المسلحون.
ويضيف مراسلنا أن الوزير الشاعر والذي كان برفقته وزير الاشغال عبد الرحمن زيدان والنائب رياض رداد غادر المحافظة تحت حراسة مشددة, وفوجئ الجميع بعودة المسلحين عندما استقل الشاعر سيارته, وتجمهروا حولها مطلقين النار في الهواء, كما حاول بعضهم الحاق أضرار بالسيارة الا أن قوات التدخل السريع في الشرطة حالت دون ذلك.
وقال افراد الكتائب إنهم يعترضون على زيارة نائب رئيس الوزراء للمدينة وبرفضون استقباله متهمين الحكومة بالتقصير تجاه الشعب الفلسطيني والاسرى وعائلات الشهداء.وفي تعقيب لاحق اكدوا ان حراس الشاعر تعاملوا بقسوة مع ذوي الاسرى ما اضطرهم للتدخل .
وأكد الوزير ناصر الدين الشاعر في حديثه داخل مبنى المحافظة على الوحدة الوطنية, داعياً الى ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي, قائلا:" لا فرق بين فتح وحماس وكلنا رفاق سلاح وطريق واحد طريق المقاومة والتحرير".
وأشار الوزير الشاعر الى أن الهدف من زيارته لطولكرم جاء رغبة في اللقاء بالمواطنين وتعزيز التواصل معهم, والاطلاع على همومهم ومشكلاتهم, والعمل على حلها, قائلا:" المواطن عانى وما زال يعاني الكثير, ويحق لهذا المواطن ان يجد السلطة الى جانبه, فنحن هنا اليوم لنرد جزءاً من الجميل لأصحابه".
ورأى الشاعر أن الوحدة بين أطراف العمل السياسي من رئاسة وحكومة وتشريعي هي الحل الوحيد للنهوض بخدمة قطاعات الشعب الفلسطيني, رافضاً ما قال عنه نصائح البعض بأن الاوضاع الامنية غير مستقرة وغير عادية بعد".
وأكد الشاعر على ضرورة حل الخلاف والقضايا العالقة بين حركتي فتح وحماس, والحكومة والرئاسة, بالطرق السلمية وباللقاء والتفاهم والقانون والحوار.
وجدد الشاعر التأكيد على التمسك بالثوابت الوطنية قائلا:" لن نتنازل عن أي من مقدرات شعبنا, ولن نرضخ للإملاءات والضغوطات", مؤكداً ان الحكومة ماضية في سياستها التي تصب في مصلحة الشعب الفلسطيني.
وتطرق الشاعر لقضية الاسرى قائلا:" الاسرى في أعيننا وهم اخواننا وان لم يكونوا اخواننا فأقاربنا واخواتنا, ولا فرق ما بين اسير فتح او اسير حماس ومن اولويات الحكومة الفلسطينية هو ملف الاسرى".
يشار الى ان كتائب الاقصى في طولكرم كانت فعلت نفس المشهد مع الوزير الفتحاوي عزام الاحمد- رئيس كتلة فتح في البرلمان حاليا- وذلك قبل موعد الانتخابات البرلمانية التي جرت في شهر يناير من العام الجاري.
وفي تطور لاحق ألغى نائب رئيس الوزراء ناصر الدين الشاعر زيارتين كانتا مدرجتين على جدول زيارته لطواكرم إحداها لكلية فلسطين التقنية " خضوري" والاخرى لقرية فرعون جنوب طولكرم لافتتاح مدرسة فيها, لاسباب أمنية تتعلق بالوصول الى تلك المنطقتين الخاضعتين لسيطرة قوات الاحتلال.
من جانبه نفى الناطق الاعلامي بإسم اقليم فتح في محافظة طولكرم سمير نايفة تعرض الوزير ناصر الدين الشاعر لمضايقات من قبل كتائب شهداء الاقصى واطلاق النار على موكبه ومنعه من اكمال زيارته لمدينة طولكرم.
وقال الناطق:" ان ما جرى هو وصول مرافقي الوزير وعناصر من حركة حماس الى مقر المحافظة بشكل استعراضي واستفزازي الامر الذي اثار امتعاض امهات الاسرى اللواتي كن يتجمعن امام مقر المحافظة للمطالبة بحقوق ابنائهن الاسرى".
واضاف نايفة" أن هذا الاسلوب أثار امتعاض عشرات الموظفين الذين كانوا ينتظرون وصول الوزير الشاعر لإسماعه صوتهم وحجم تضررهم من تأخر صرف رواتبهم للشهر الثالث على التوالي".
ونفى الناطق الاعلامي لـ فتح قيام أي مسلح باطلاق النار على موكب الوزير, قائلا:" ما جرى هو قيام مرافقي الوزير بإحداث حالة من الفوضى امام مقر المحافظة, وقيامهم بإطلاق النار في الهواء".
من جهتها عقبت كتائب الاقصى في طولكرم على لسان قائدها محمد شحادة قائلة:" إن ما جرى أمام مكتب محافظ طولكرم, وقيامنا بإطلاق النار في الهواء, كان نتيجة لتعامل مرافقي الوزير الشاعر بقسوة مع اهالي الاسرى", نافية تعرض سيارة الوزير لإطلاق نار, متهمة مرافقي الوزير بأنهم اول من بادر لاطلاق النار في الهواء.