السلطة تحذر من فشل المفاوضات بعد قرار بناء 112 وحدة استيطانية جديدة
نشر بتاريخ: 08/03/2010 ( آخر تحديث: 08/03/2010 الساعة: 18:21 )
بيت لحم- معا- حذرت السلطة الفلسطينية من قرار اسرائيل بناء 112 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة "بيتار" غرب بيت لحم، معتبرة القرار استهتارا بالجهود الامريكية المبذولة لاستئناف مفاوضات السلام، لا سيما أنها تأتي عشية جولة لنائب الرئيس الاميركي جو بايدن في المنطقة.
وكانت اسرائيل أعطت الضوء الاخضر لبناء 112 وحدة سكنية في مستوطنة بالضفة الغربية رغم التجميد الجزئي الذي اعلنته الحكومة الاسرائيلية لاعمال البناء في المستوطنات، حسب ما اعلن وزير البيئة الإسرائيلي جلعاد اردان اليوم الاثنين.
وجاء الاعلان الاسرائيلي في خطوة استباقية لمساعي استئناف المفاوضات التي من المقرر ان يبدأها نائب الرئيس الاميركي جو بايدن اليوم بعد وصوله إلى القدس ضمن جولة شرق اوسطية ترمي لحشد التأييد لاستئناف محادثات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
وقال وزير البيئة الاسرائيلي: "قررت الحكومة في نهاية العام الماضي تجميد البناء، لكن هذا القرار نص على استثناءات في حال حصول مشكلات امنية بالنسبة للبنى التحتية في الورشات التي انطلقت قبل قرار التجميد".
وتابع اردان المقرب من رئيس وزراء الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو: "تلك هي الحالة في بيتار ايليت"، المستوطنة المقامة غرب بيت لحم جنوب القدس.
وحاول اردان الحد من تاثير هذا القرار على زيارة نائب الرئيس الاميركي، زاعما بان "وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ونائب الرئيس بايدن يعرفان ان المهم هو ان رئيس الوزراء (نتنياهو) مستعد لبدء مفاوضات مباشرة في اي لحظة وسمح بازالة عدد من حواجز الطرق في الضفة الغربية وقرر تجميدا لبناء المساكن".
من جهته، أدان ياريف اوبنهايمر الامين العام لحركة السلام الآن المناهضة للاستيطان قرار حكومة الاحتلال الاسرائيلي، وعبر عن قلقه قائلا: ان "الحكومة يجب ان تفهم ان هذا النوع من القرارات لا يؤدي سوى الى مزيد من الاستبعاد لحل يقضي باقامة دولتين لشعبين (يهودي وفلسطيني) وقد يسقط بالتقادم"، حسب تعبيره.
قريع يستنكر اعلان اسرائيل عن بناء 112 وحدة استيطانية في بيتار عيليت
استنكر احمد قريع (ابو علاء)، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية- رئيس دائرة شؤون القدس، اعلان الحكومة الاسرائيلية صباح اليوم قرارها ببناء 112 وحدة استطانية جديدة في مستوطنة بيتار عيليت في الضفة الغربية، والذي يأتي اثناء زيارة جورج ميتشل لمواصلة جهوده كالمبعوث الامريكي لعملية السلام ومحاولة احيائها، وعقب قرار لجنة المتابعة العربية، وقرار اللجنة التنفيذية حول المفاوضات غير المباشرة، وعلى اعتاب زيارة جو بايدن نائب الرئيس الامريكي الى المنطقة.
واضاف قريع في بيان وصل"معا" ليس خافيا ان اسرائيل بقرارها هذا ارادت ان تنقل رسالة واضحة لجميع هذه الاطراف الفلسطينية والعربية والدولية والامريكية خاصة، ان سياسة الاستيطان والتوسع الاستيطاني مستمرة، وان سياسة واجراءات تهويد القدس مستمرة كذلك ولا رادع لها وباستمرار هذه السياسة فأن جميع الجهود التي تبذل لن تحقق الا الفشل اذا لم يتحرك المجتمع الدولي بوضوح وقوة لوقف هذه الانتهاكات التي ستجعل المفاوضات عبارة عن لعبة تستغلها اسرائيل لشراء المزيد من الوقت لاستكمال مشروعها وخططها على الارض، وفرض حل الدولة مؤقتة الحدود من جانب واحد.
دحلان: القرار باستخفاف بنائب الرئيس الأمريكي ومبعوثه للشرق الأوسط
أكد محمد دحلان عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" المفوض العام للثقافة والإعلام بأن الحكومة الإسرائيلية بدأت بزرع الألغام على طريق المفاوضات غير المباشرة التي وافقت عليها القيادة الفلسطينية انسجاماً مع قرارات لجنة المتابعة العربية، وأنها بصدد تفجير الفرصة التي قدمتها القيادة الفلسطينية للإدارة الأمريكية بوجه نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وقال دحلان في تصريح صحفي أن اعطاء الحكومة الإسرائيلية الموافقة على بناء 112 وحدة سكنية في مستوطنة بيتار ايليت جنوب القدس تثبت بما لايدع مجالاً للشك صوابية الرؤية الفلسطينية بأن الحكومة الإسرائيلية الحالية ليست معنية بالعملية السلمية ولا باستحقاقاتها، وأنها لا تقيم وزناً ولا اعتباراً للإدارة الأمريكية ومواقفها التي عبر عنها جو بايدن عندما قال إن القدس يجب أن تكون ضمن الحل النهائي.
ورأى دحلان أن موافقة وزير الجيش الإسرائيلي أيهود باراك وإصداره قراراً فورياً يسمح فيه بالبناء على أراض فلسطينية في قرى العرقوب في بيت لحم يثبت بالدليل القاطع النوايا القائمة لدى المسؤولين الإسرائيليين في الحكومة الحالية في التسابق لنيل رضى المستوطنين ولتثبيت وقائع على الأرض حتى قبل الإنطلاق بالمباحثات غير المباشرة التي قد تصبح من غير جدوى طالما أنها بدأت بهذا التصعيد الاستيطاني.
وأكد دحلان في ختام تصريحه بأن القرار الإسرائيلي يأتي كتعبير واضح عن استخفاف نتنياهو بمبعوث الإدارة الأمريكية جورج ميتشيل وبنائب الرئيس الأمريكي جو بايدن ورؤيا الإدارة الأمريكية للحل في المنطقة، مشدداً على أن الحركة تحمل إسرائيل المسؤولية عن قطع الطريق على المباحثات قبل انطلاقها، وتطالب الإدارة الأمريكية في ظل وجود نائب الرئيس الأمريكي في المنطقة بموقف واضح وصريح من هذا التعدي الإسرائيلي المباشر.