السبت: 28/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

نساء حملن البندقية ودافعن عن الوطن وأخريات اقتحمن الرياضة بقوة وعنفوان

نشر بتاريخ: 09/03/2010 ( آخر تحديث: 09/03/2010 الساعة: 16:09 )
غزة - معا - محمد حجاج - في الوقت الذي يحتفل فيه العالم يوم الاثنين الثامن من آذار من كل عام بـ "يوم المرأة العالمي" تقديراً لها، وتكريماً لدورها في نواحي الحياة المختلفة، ووفاء لتضحياتها ونضالاتها في تاريخ الشعوب الحرة أو التي لازالت تتلمس طريق الخلاص من نير الاحتلال ، وإصرارا على ضرورة تحسين أوضاعها وانتزاع حقوقها المسلوبة ومنحها حريتها الكاملة وضمان حياة كريمة لها وممارسة دورها التام في شتى نواحي الحياة ومجالاتها .

فان هذا العالم للأسف الشديد , لازال يتجاهل المرأة الفلسطينية والدور الذي لعبته على مدار التاريخ الفلسطيني الحديث والمعاصر منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية في مطلع العام 1965 فقد قدمت المرأة الفلسطينية في سبيل حرية وطنها واستقلاله مئات من الشهيدات وآلاف الجريحات جنبا إلى جنب مع شقيقها الرجل وحملت معه أعباء وتبعات النضال والمقاومة , وقاست سطوة الجلاد , ومرارة فقدان للأخ والزوج والأب والابن وكان لها نصيبها كذلك في غياهب السجون، لتقبع فيها لشهور طويلة وسنوات عديدة وعقود مريرة، وتتعرض خلال سجنها، لما يتعرض له الأسرى الرجال من صنوف مختلفة من التعذيب الجسدي والنفسي، والمعاملة القاسية، ولألوان متعددة من الحرمان والمعاناة، لتتشابك جميعها وترسم صور لروايات مؤلمة تصلح لأن تكون سيناريوهات في دور السينما ، في الوقت التي يضرب بالمواثيق والاتفاقيات الدولية عرض الحائط على مرأى ومسمع من العالم أجمع.

ولم يقتصر عمل المرأة الفلسطينية فقط على حمل السلاح والدفاع عن الوطن بل إنها اقتحمت جميع المجالات الحياتية وارتادت بقوة وإصرار المجال الرياضي وكما كان هناك عشرات بل مئات الشهيدات ممن حملن البندقية من لمثال الشهيدة دلال المغربي وشادية أبو غزالة وريم الرياشي وهنادي جرادات ووفاء إدريس , وغيرهن الكثير بالإضافة إلى العديد من القيادات النسوية اللواتي حملن هم الوطن والنضال ولا زلن في المعترك من أمثال القائدة ليلى خالد وخالدة جرار وسمر صبيح ومن هن خلف القضبان أمثال أمنة منى وأحلام التميمي وأعطاف عليان وغيرهن الكثيرات .

وفي المجال الرياضي فقد كانت المرأة الفلسطينية حاضرة وبقوة , واستطاعت ان تثبت كفاءتها وجدارتها في هذا المجال , وخاضت العديد من المنافسات الرياضية على مستوى الوطن, وفي الخارج ومارست العديد من الألعاب الرياضية في شتى أماكن تواجدها في أصقاع الأرض المختلفة وفي الوطن المحتل على قدم المساواة إلى جانب الرجال .

المشاركة في البعثات الرياضية والمنتخبات الوطنية
واستطاعت المرأة الفلسطينية ان تشارك في العاب كرة القدم وغيرها من الألعاب الجماعية مثل كرة السلة والطائرة واليد وتشكلت منتخبات في هذه اللعبات بالإضافة إلى الألعاب الفردية الأخرى مثل العاب القوى وكرة الطاولة والتنس الأرضي وشاركت في المحافل الرياضية العربية والقارية ’ وفي ملتقيات الإعلام الرياضي العربية والدولية كانت المرأة الفلسطينية حاضرة وبقوة , ولم يقتصر الأمر على ذلك بل إنها خاضت غمار مجالات جديدة كانت حكرا وامتيازا خاصا بالرجال وتمثل ذلك في قيام المرأة الفلسطينية بخوض مجال التحكيم وإعداد المدربين في كرة القدم حيث تشارك عدد من الفتيات في دورة التحكيم التي انتهت مؤخرا في محافظات غزة وتنس الطاولة والسباحة وغيرها من الألعاب والنشاطات الرياضية.

وفي هذا المجال نستذكر بعض رائدات العمل النسوي في المجال الرياضي على سبيل المثال لا الحصر وهن الأخت سعاد حسونة أم عصام وهي أول امرأة تشارك في مجلس إدارة احد الأندية الغزية وهو نادي خدمات البريج في المنطقة الوسطى بقطاع غزة ثم تلاها نادي الجزيرة الغزي وعين امرأتين في مجلس إدارته , ولا ننسى في هذا المقام الأختين نائلة شطارة , وايفون فرح اللتين فازتا بجائزة "المرأة والرياضة" التي تمنحها اللجنة الاولمبية الدولية على مستوى العالم في العامين 2005 و2006 على التوالي, بالإضافة إلى الأخت سبأ جرار والتي شغلت أول منصب تحتله امرأة في اللجنة الاولمبية الفلسطينية واستطاعت ان تثبت كفاءة عالية , ولا ننسى هنا القيادية البارزة التي جمعت بين النضال الوطن والمجال الرياضي وهي الأخت إنعام حلس مسئولة التربية الرياضية السابقة في مدارس غزة وبطلة فلسطين في ألعاب القوى والمهارات الكروية النسوية الأربعة( اليد والسلة والطائرة والتنس)، ومدربة سباحة وجمباز في سبعينات القرن الماضي وتشغل حاليا رئيسة جمعية زاخر للتنمية والقائمة تطول.

لقاءات وأراء
وفي لقاء سابق مع الأخت أم عصام فقد عبرت عن "سعادتها بوجودها ضمن مجلس إدارة خدمات البريج كأول سيدة تكون في هذا المجال معتبرة أن مهمتها ستكون صعبة و لكنها ستتحدى جميع المصاعب و الحواجز من أجل إثبات نفسها أمام زملائها و تؤكد بأن المرأة تستطيع أن تكون مع الرجل جنباً إلى جنب في جميع المجالات.

و أضافت "أم عصام" بأن "لديها برنامج عمل معد من مجلس إدارة النادي من أجل تنفيذه مع السيدات المنتسبات للنادي و يشمل البرنامج دورات تدريبية للمرأة من أجل تأهيلها في إدارة المشاريع الصغيرة لمساعدة زوجها و أبنائها في أعباء الحياة في هذه الظروف الصعبة بالإضافة إيجاد فرص عمل للفتيات الخريجات بعد إقامة دورات لهن من أجل إدخالهن في سوق العمل و تابعت "أم عصام" أن لديها مشاريع للأطفال لتفريغ الضغط النفسي الناتج عن الظروف الصعبة الحالية التي يعيشها شعبنا الفلسطيني".

ولفتت أم عصام بان هناك العديد من الأنشطة الرياضية للفتيات حيث ستقوم بتشكيل فريق من الفتيات في لعبة كرة السلة و الطاولة، و ألعاب القوى و ذلك من خلال التنسيق مع المدارس.

وختاما فلا يمكننا إلا ان نستذكر كلمات الرئيس المرحوم المغفور له بإذن الله ياسر عرفات التي وصف فيها المرأة الفلسطينية بكلمات موجزة ومعبرة حين قال " حقاً أنها المرأة الفلسطينية حارسة الدار و حامية النيران المقدسة وسنديانة المعبد" .