تراجع إسرائيل عن وقف الاستيطان يضع المفاوضات في مهب الريح
نشر بتاريخ: 10/03/2010 ( آخر تحديث: 11/03/2010 الساعة: 07:30 )
بيت لحم- معا- اعلنت الادارة الامريكية عن افتتاح المفاوضات بين الجانب الفلسطيني والاسرائيلي برعايتها في محاولة لانقاذ برنامج الرئيس الامريكي الذي وعد منذ توليه منصبه بالتوصل الى سلام في المنطقة في غضون سنتين.
ويبدو ان الزمن يسابق الرئيس الامريكي باراك اوباما، فالزمن الذي وضعه لنفسة لانهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي شارف على الانتهاء، وهذا ما دفع الادارة الامريكية للاعلان عن المفاوضات غير المباشرة وقطع الوعود للطرف الفلسطيني والاسرائيلي بانها ستلعب دورا هاما واساسيا في التوصل الى سلام في المنطقة، بل ذهبت ابعد من ذلك حين اعلنت انها ستعلن عن الطرف الذي سيتسبب بفشل المفاوضات.
لقد واكب هذا الاعلان تفاؤل واضح من قبل السلطة الفلسطينية خاصة تجاه رسالة التطمينات التي بعثتها الادارة الامريكية، وكذلك ابدى الجانب الاسرائيلي تفاؤلا في الوقت الذي اعلن اكثر من مسؤول سياسي اسرائيلي ضرورة فتح مفاوضات مباشرة، ولكن سرعان من بدأ يتلاشى هذا التفاؤل ويتبدد بعد اول جولة حوار قام بها المبعوث الخاص جورج ميتشل، حيث اعلنت اسرائيل تراجعها عن اعلان وقف الاستيطان المؤقت وسارعت بالاعلان عن خطط بناء جديدة في مستوطنات الضفة الغربية والقدس.
وبحسب ما نشر اكثر من موقع للصحف الاسرائيلية اليوم الاربعاء فان التبرير الذي خرج به رئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو امام نائب الرئيس الامريكي جو بايدن اقبح من الذنب، ذلك ان قرار بناء الوحدات السكنية الجديد صادر عن وزير الداخلية الاسرائيلي ايلي ايشاي، وان نتنياهو لم يكن على علم بهذا القرار وكان القرار الذي اعلنته الحكومة الاسرائيلية في وقت سابق عن تجميد الاستيطان لدفع عملية السلام لم يكن من هذه الحكومة التي يشغل يشاي وزير داخليتها، وهذا ما يدلل على الهواية القديمة الجديدة التي يتمتع بها نتنياهو في المراوغة ووضع العراقيل امام اي امكانية للتقدم في العملية السياسية.
هذا الاعلان وهذا التبرير من قبل الحكومة الاسرائيلية في هذا الوقت بالذات يطرح العديد من التساؤلات امام الادارة الامريكية، ولا يكفي انها ادانت هذا الاعلان وانه يعيق المفاوضات، بل يتطلب منها فيما لو كانت جادة في رسالة التطمينات ان تطالب الحكومة الاسرائيلية بموقف اكثر جدية يثبت انها تسعى بشكل حقيقي لانهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، لان السياسة الاسرائيلية تعتمد التقدم خطوة خطوة الى الامام لتنفيذ برنامج معد سلفا وسبق ان اعلن عنه نتنياهو في اكثر من مرة، والمتمثل بعدم تنازله عن مدينة القدس وانها العاصمة الابدية للدولة العبرية، وكذلك عدم التنازل والانسحاب من العديد من المواقع التي اطلق عليها ارض الاجداد، والذي جاء قرار ضم الحرم الابراهيمي الشريف ومسجد بلال بن رباح يتناغم مع هذا البرنامج.
تبقى الاشارة ان هذا الموقف من قبل الحكومة الاسرائيلية بغض النظر انه صادر عن وزير الداخلية او غيرة، خاصة اننا لا نتحدث عن وزير داخلية السنغال او الهند انما نتحدث عن حكومة اسرائيل، فانه يضع مزيدا من العراقيل والافخاخ امام المفاوضات قبل ان تخط طريقها بشكل فعلي، وهذا ما سيضع اعباء اضافية على الجانب الفلسطيني.