الرئيس: قرارات الاستيطان تشكل نسفا للثقة وتهدد جهود استئناف المفاوضات
نشر بتاريخ: 10/03/2010 ( آخر تحديث: 10/03/2010 الساعة: 19:51 )
رام الله- معا- قال الرئيس محمود عباس إن قرارات الحكومة الاسرائيلية خلال اليومين الماضيين بإقامة الاف الوحدات الاستيطانية في القدس والضفة الغربية، تشكل نسفا للثقة وضربة قاصمة للجهد الذي بذل خلال الشهور الماضية لإطلاق المفاوضات غير المباشرة.
وأضاف الرئيس خلال مؤتمر صحافي مع نائب الرئيس الامريكي جو بايدن في أعقاب لقائهما في رام الله، أن "الممارسات الاستيطانية تهدد هذه المفاوضات ونطلب الغاء هذه القرارات".
وأوضح قائلا: "لقد اتخذ قرار بالموافقة على هذه المفاوضات بصعوبة بالغة في لجنة المتابعة العربية، والهيئات القيادية الفلسطينية تأييدا لرغبتا في دعم الجهود الأميركية لدعم عملية السلام".
وأعرب أبو مازن التزام القيادة الفلسطينية بالسلام كخيار استراتيجي، "السلام الدائم والشامل والعادل على كافة المسارات بما فيها المسارين السوري واللبناني، بما يؤدي إلى انهاء الاحتلال الاسرائيلي الذي بدأ عام 1967"، استنادا إلى خطة خارطة الطريق، بما فيها مبادرة السلام العربية.
وخاطب الرئيس، الاسرائيليين قائلا: "الوقت قد حان لصناعة السلام على أساس دولتين اسرائيل تعيش بأمن وسلام إلى جانب فلسطين على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية".
وطالب الحكومة الاسرائيلية بعدم إضاعة الفرصة للسلام والكف عن فرض الحقائق على الارض واعطاء الفرصة للجهود الامريكية التي تبذل من خلال ادارة الرئيس الامريكي ومبعوثه جورج ميتشل.
وتطرق الرئيس إلى الحصار المفروض على قطاع غزة، وطالب بإزالة الحصار وتوفير الحاجات الاساسية لسكان قطاع غزة، بالإضافة إلى إدخال مواد البناء من خلال وكالة الغوث، مشيراً إلى أن هناك 25 ألف مسكن في القطاع ما زال مدمرا و100 ألف مواطن في العراء.
بدوره أعرب جو بايدن عن التزام الإدارة الامريكية التام تجاه الشعب الفلسطيني والدولة الفلسطينية القادرة على العيش والتواصل جغرافيا، معتبرا أن حل الدولتين جزء لا يتجزأ من خطة شاملة للسلام، يصب في مصلحة الفلسطينيين والاسرائيليين والامريكيين ايضا.
وقال إن الولايات المتحدة تتعهد أن تلعب دورا ناشطا ومستديما في المفاوضات غير المباشرة التي رأى ضرورتها كي تؤدي إلى مفاوضات مباشرة للتوصل إلى اتفاق.
وطالب الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي بالعمل لبناء جو مناسب وملائم، مجددا موقفه الرافض لقرار الحكومة الاسرائيلية ببناء 1600 وحدة استيطانية جديدة في القدس "قرار الحكومة الاسرائيلية يقوض الثقة التي تحتاج اليها المفاوضات، لذلك ادنا هذا التصرف (..) الولايات المتحدة لن تخضع لاي بيانات أو قرارات تؤجج التوتر".
من جانب آخر أكد رئيس الوزراء د. سلام فياض خلال لقائه مع جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي اليوم الأربعاء في رام الله على أن القرار الإسرائيلي الأخير ببناء المزيد من المستوطنات، من شأنه زعزعة الثقة في مسار عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأضاف فياض قائلا: "نحن نثمن بيان الإدانة الذي صدر عن السيد بايدن بشأن القرار الإسرائيلي الأخير".
ولاحقا للقائه فياض سيلتقي بايدن بالرئيس محمود عباس، ليبحث معه آخر التطورات في ظل الحديث عن قرب المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل، وما تضعه اسرائيل من عقبات في وجهها بالتراجع عن وقف الاستيطان وإصدار المزيد من أوامر البناء في القدس المحتلة والضفة الغربية، كما سيزور مساء اليوم مدينة بيت لحم برفقة رئيس الوزراء د. سلام فياض.
وكان بايدن اجرى صباحا محادثات في القدس مع رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير المبعوث الخاص للجنة الرباعية حول الشرق الاوسط التي تضم الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة والامم المتحدة وروسيا.
ومن المتوقع ان تهيمن مسألة الاستيطان على لقاءات بايدن في رام الله في وقت يأمل ان تساهم زيارته ولقاءاته في اسرائيل والضفة الغربية في تشجيع المحادثات غير المباشرة التي تعهد الطرفان الاسرائيلي والفلسطيني باستئنافها بعد تعثر مفاوضات السلام منذ 14 شهرا.