كتب رئيس التحرير - فلنسقط حكومة نتانياهو فورا عبر المحاكم الدولية
نشر بتاريخ: 10/03/2010 ( آخر تحديث: 11/03/2010 الساعة: 11:19 )
كتب ناصر اللحام - في ساعات الغسق ، حيث تميل الشمس خجولة فوق جدار شارون الاسمنتي وكأنها تعتذر لما تبقى من بيت لحم بعد كل ما صادرته المستوطنات ، جاء نائب الرئيس الامريكي جو بايدن لزيارة بيت لحم ، وبعيدا عن الخبر السياسي المألوف ، كان الرجل بشوشا ، ترافقه نحو مئة سيارة جابت الطريق الرئيس من عند قبة راحيل التي اعلنها نتانياهو تراثا يهوديا الى مخيم الدهيشة الذي يقف على بابه صرح لخارطة تمثل فلسطين من البحر الى النهر . بعض الصحافيين غمزوا بمرح الى لطافة كلاب الحراسة التي جاءت معه من امريكا ، ولفت انتباههم ايضا وجود حارسات مسلحات في الدائرة الامنية حوله وقد استطاعت معا التقاط هذه الصورة عن قرب لاحداهن وهي متجهمة الوجه .
وفي زيارته لمصنع نصار للحجر ، ابدى بايدن اعجابه بالحجر الفلسطيني ، وبصناعة الحجر الفلسطيني ، ولربما يعلم او لا يعلم بايدن ان رجل الاعمال الفلسطيني نصار نصار " ابو علي " من بلدة يطا وان مصنعه قرب مخيم الدهيشة ... ويطا تشتهر بحجارتها الصلبة والدهيشة تشتهر بانتفاضة الحجارة ... وهي مجرد صدفة لا شأن لها ابدا بالزيارة .
نصار نصار كان تعرف على بايدن في شرم الشيخ خلال احد المؤتمرات ، وقد تناول بايدن يرافقه رئيس الوزراء ورجل الاعمال منيب المصري ورئيس بلدية الخليل ، تناول بعض المأكولات البحرية ، ثم توجه الى البلدة القديمة في بيت لحم واشترى تحفا سياحية قبل ان يعود الى فندق الانتركونتيننتال . وكان العشاء في غرفة بلا نوافذ فقال بايدن ممازحا منيب المصري ( خلال ساعة هذه سادس مرة اتناول فيها الطعام ) وقد اعجبته المقبلات الشرقية .كما خص بايدن قناة الجزيرة بلقاء حصري في بهو الفندق .
وكان يرافق بايدن القنصل العام دانييل روبنسون والمنسق العام دينيس روس فيما قدم له رجال الاعمال الفلسطينيين قائمة تتضمن العقبات التي يضعها الاحتلال في وجه تطوير الصناعة والتجارة الفلسطينية .
مفارقة واحدة كانت تخيم على هذه الزيارة ان نتانياهو اشتكى للامريكيين من تحريض اعلام السلطة ضد اسرائيل وانه من المقرر ان تبدأ اسرائيل رسميا رصد ما اسمته بالتحريض الذي تمارسه السلطة الفلسطينية ، وسوف يصدر تقرير دوري عن ذلك، وفق ما اعلنه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو امام لجنة "الشؤون الخارجية والدفاع" بالكنيست الاسبوع الماضي. كما قرر نتنياهو تعيين الجنرال احتياط يوسي كوبرفاسر، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية منسقا ومراقبا للتحريض في السلطة الفلسطينية.
وهنا يجب التذكير بما يلي :
اولا : يبدو ان نتانياهو نسي اننا اعداء واننا لسنا اصدقاء اسرائيل ، وان هناك معركة اعلامية كاسرة بين شعب تحت الاحتلال وبين الاحتلال ، واذا كان احد يعتقد اننا واسرائيل اصدقاء واختلفنا على قضية فيجب اعادة تذكيره اننا لا نزال اعداء ولم نتفق على القضية .
ثانيا : ان اعلام السلطة والاعلام الفلسطيني والاعلام العربي مقصر اصلا تجاه فضح جرائم حكومات اسرائيل ضد الانسان ، ولا يعمل على فضح سياسة الابارتهايد التي يشنها نتانياهو ضد العرب بكل قوة ، بل اننا مقصرون جدا تجاه هذه القضية وشكرا لنتانياهو الذي ذكرنا بذلك .. لاننا سنفضحه هو حكومته في كل المحافل الدولية والانسانية حتى يفئ عن سياسته العنصرية .
ثالثا : ان الصحف العبرية ووسائل الاعلام الاسرائيلية انتقدت نتانياهو وحكومته اكثر بعشرات المرات مما فعل اعلام السلطة الفلسطينية ولو قارنا بين خطاب واحد لزعيمة المعارضة الاسرائيلية تسفي ليفني على منصة الكنيست وهي تقول عن نتانياهو انه افاق وكاذب ومضلل وان حكومته لا تملك اية خطة للسلام لعرفنا ان كل ما نقوله نحن مجرد " لفت نظر " قياسا مع ما يقال ضد حكومة نتانياهو في عقر دار البرلمان الاسرائيلي .
رابعا : ان اباطرة التحريض العنصري الشائن في تاريخ اسرائيل مثل اريه الداد وتساحي هنغبي واسرائيل كاتس وافيغدور ليبرمان لو كانوا في دولة ديموقراطية لزجهم القضاة في السجن على تصريحاتهم العنصرية ... والغريب ان هؤلاء يريدون مراقبة اعلام شعب تحت الاحتلال ومحاسبته على التحريض .
خامسا : على نتانياهو ان يراجع تصريحات رئيس الكنيست السابق ابراهام بورغ حول الاحتلال وتصريحات وزير القضاء السابق تومي لبيد عن وحشية هدم منازل رفح وكتابات البروفيسور شلومي بن عامي وعمرام متسناع وكثير من القادة الاسرائيليين حول الاحتلال وقياسها بتصريحات " قياداتنا المهذبة " ضد الاحتلال .
خامسا : ان الاوان ان لا ينسى نتانياهو ان الامم المتحدة وشعوب العالم هي التي تراقب الاعلام وانه مجرد احتلال وخصم وعدو لحقوق الانسان بالمعنى العام والخاص فلا ينصب نفسه حكما على الاعلام الفلسطيني ، فنحن سنكتب ونواصل الكتابة ضد الاحتلال وليشكو نتانياهو علينا في المحاكم الدولية فنحن نريد ان نتقاضى .