الأربعاء: 25/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

فروانة: الشهيدة دلال المغربي تدخل عامها الـ33 في الأسر الإسرائيلي

نشر بتاريخ: 11/03/2010 ( آخر تحديث: 11/03/2010 الساعة: 09:39 )
غزة -معا- أعرب الأسير السابق ، الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة ، عن قلقه الشديد من استمرار دولة الاحتلال الإسرائيلي في احتجازها لمئات الجثامين لشهداء وشهيدات من جنسيات مختلفة في ما يُعرف بـ " مقابر الأرقام " أو في ثلاجات الموتى في أماكن سرية ، ورفضها التجاوب مع المناشدات الحقوقية والإنسانية العديدة والدعوات الرسمية والشعبية المتكررة ، المطالبة بضرورة إطلاق سراح " الجثامين " واعادتها لذويها لدفنها في أماكن مؤهلة ومخصصة لذلك .

واكد على أن دولة الاحتلال هي الدولة الوحيدة في العالم التي تنتهج هذه السياسة مع الذكور والإناث منذ عقود طويلة وبشكل ممنهج في تعاملها مع الفلسطينيين والعرب عموماً ، بل وتصدر أحكاماً بالسجن على الشهداء والشهيدات بعد موتهم ، انتقاماً منهم على ما قاموا به من أعمال فدائية قبل استشهادهم ، وعقاباً جماعياً لذويهم ..

وبيّن فروانة بأن القانون الدولي اعتبر احتجاز الجثامين جريمة أخلاقية وإنسانية وقانونية ، أما المادة ( 17 ) من اتفاقية جنيف ، فلقد كفلت للموتى إكرامهم ودفنهم حسب تقاليدهم الدينية وأن تُحترم قبورهم ، فيما دولة الإحتلال تضرب كافة المواثيق والأعرف الدولية بعرض الحائط وتصر علانية على الإستمرار في انتهاكاتها الصارخة للمعايير الدولية والقيم الإنسانية والأخلاقية .

جاءت تصريحات فروانة بمناسبة دخول الشهيدة الفلسطينية الأسيرة " دلال المغربي " عامها الثالث والثلاثين في الأسر الإسرائيلي .

وذكر فروانة بأنه في الحادي عشر من مارس / آذار عام 1978 ، قادت الشهيدة الفلسطينية " دلال المغربي " مجموعة من مقاتلي " حركة فتح " مكونة من احد عشر فدائيا ، وبإشراف الشهيد القائد " أبو جهاد " ، ونفذت عملية فدائية نوعية تمثلت بعملية انزال بحرية على الساحل قرب تل ابيب احتجزت خلالها المجموعة حافلة ركاب إسرائيلية ، وانتهت العملية بمقتل قرابة ثلاثين اسرائيليا ، واستشهد خلالها ثمانية مناضلين فيما أصيب وأسر ثلاثة آخرين هم خالد أبو أصبع وحسين فياض ويحيى سكاف ، واحتجزت سلطات الاحتلال الأحياء والأموات منهم ، و تحرر جميعهم الأحياء والشهداء ضمن صفقات التبادل السابقة ، باستثناء جثة الشهيدة دلال التي مازالت محتجزة لدى دولة الاحتلال رغم مرور 32 عاماً ، أما الأسير يحيي سكاف فلا زال مصيره مجهولاً ، ما بين أسير في السجن الإسرائيلي السري 1391 أو كما يطلق عليه الفلسطينيون " غوانتانامو الإسرائيلي " أو شهيداً أسيراً في مقابر الأرقام .

وأوضح فروانة بأن عائلة الشهيدة دلال المغربي في مخيمات الشتات في لبنان ، لازالت على أمل بتحرر رفات ابنتهم واكرامها ودفنها بكرامة في مقابر مهيئة لذلك ووفقاً للشريعة الإسلامية ، وتأمل أن يكون ذلك قريباً .

فيما عائلة " يحيى سكاف " تأمل بتحرر ابنها من سجون الاحتلال وعودته حياً ، حيث لازالت تؤكد وفي أكثر من مناسبة وآخرها على لسان شقيقه " جمال " على أن ابنها لازال على قيد الحياة أسيراً يقبع في سجون الاحتلال حسب المعلومات والوثائق التي يمتلكونها ويستندون إليها ( حسب تعبيرهم ) .

وفي السياق ذاته أكد فروانة بأن استمرار انتهاج سياسة احتجاز جثامين الشهداء والشهيدات، والإصرار على عدم الإفراج عنهم ، يضع تساؤلات كبيرة حول جدوى ودوافع وأهداف دولة الاحتلال من وراء ذلك ومنها " سرقة أعضاء الشهداء والشهيدات " وإخفاء آثار جرائمها البشعة المتمثلة في طريقة قتلهم والتمثيل بجثثهم، ومستوى الإنحطاط الأخلاقي والإنساني وعدم احترامها للقانون الدولي مما يضع المجتمع الدولي بمؤسساته المختلفة أمام مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية ، ويجب ان يتحرك بشكل جاد تجاه فتح هذا الملف وتوابعه وكل ما له علاقة بالموضوع كمقابر الأرقام وسرقة أعضاء الشهداء ، ومصير المفقودين ، وسياسة اخفاء واختفاء المعتقلين والسجون السرية والقتل بعد الإعتقال .. الخ ، والتحقيق بكل الحقائق ذات الصلة المباشرة بالملفات المذكورة وبحث كل الشبهات المثارة حولها ، والإتهامات الموجهة للاحتلال وانتهاكاته الصارخة لكافة المعايير الدولية والقيم الإنسانية والأخلاقية ، والعمل من أجل ضمان إنهاء هذا الملف المؤلم وإعادة كافة الجثامين لأصحابها وتحرير المرأة الفلسطينية الشهيدة من سجون الإحتلال الإسرائيلي .