السبت: 30/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

نجاح أبو عطوان - نجاح يستحق الوقوف عنده

نشر بتاريخ: 13/03/2010 ( آخر تحديث: 13/03/2010 الساعة: 18:19 )
الخليل - معا - في ذروة احتفال العالم أجمع بيوم المرأة العالمي، واحتفال فلسطين بيوم المرأة الفلسطينية ويوم عطائها ويوم تضحياتها ويوم نجاحها، تستحضرنا قصة فلسطينية مثابرة، فلسطينية تحملت الصعاب وعملت ليل نهار، وأصًبحت الأب والأم لاسرة مؤلفة من ثلاثة أبناء، كنا هناك في زيارة لقرية الطبقة في محافظة دورا، وتعرفنا على سيدة طالما سمعنا قصة نجاحها عبر مشروع تم تمويلة من الاتحاد الأوروبي، أردنا الوقوف على قصتها لنرويها لنساء فلسطين فنزيد من قصص نجاحهن قصة، ونروي من على لسانهن قصة نجاحهن وعظمة كفاحهن، فيأخذن العبر ويتعلمن من قصة "نجاح أبو عطوان" والتي أًصبحت قصة نجاح ل نجاح تم تداولها في نشرات وقصص تلفزيونية لهذه السيدة المثابرة والتي قررت بعد أن فقدت زوجها المريض وأصبحت المعيل الأساسي لعائلتها أن تطرق كل الأبواب علها تجد من يساعدها ويقدم لها العون لا حزنا لحالها ولا شفقة لوضعها بل لاصرارها على خوض تجربة العمل واستصلاح الأرض من منطلق واحد ووحيد وهو "أنها لن تطرق أي باب طلبا للمساعدة ولن تتسول لاطعام أبنائها، بل ستعمل في أرضها لأن الأرض اذا أعطيتها أعطتك ".

كنا هناك في ضيافة السيدة نجاح، نسمع قصتها ونرى أرضها ونتابع عن كثب ماذا قدمت للأرض وماذا أعطتها الأرض بالمقابل، تقول نجاح " توفي زوجي وعندي ثلاثة أبناء، وضعنا الاقتصادي كان سيء جدا، بل سيء للغاية، لا معيل لنا ولا دخل لي، وكان زوجي مريض جدا قبل وفاته لعدة سنوات، مما اضطرني لرعايته باستمرار الى جانب رعايتي لبيتي وأبنائي، وكان الحمل ثقيلا جدا، كان الأهل والجيران يقدمون لنا بعض المساعدة، ولكن حاجة البيت والأبناء ومرض زوجي ودوائه الشهري كانت أكبر من ذلك بكثير، قررت أن أعمل لأساعد في تغطية بعض مصاريف البيت، فقررت في البداية أن أربي الصيصان ومن ثم أبيعهم بسعر أكثر وأستفيد، ولكن حتى ثمن الصيصان لم يكن متوفرا، فأخذت من جار لنا بعض الصيصان وقمت بتربيتهم وبعدها بعتهم وسددت ثمنهم للجار واستفدت قليلا وبعد ذلك قمت بنفس العمل عدة مرات وكنت اساعد في بعض مصاريف البيت، بعد ذلك قررت أن أطرق كل الأبواب، وكنت أسمع عن جمعيات ومؤسسات تقدم القروض وتساعد النساء الأرامل الفقيرات، فتوجهت للعديد من المؤسسات دون جدوى، الى أن سمعت عن اتحاد لجان العمل الزراعي وذهبت الى مكتبهم في الخليل وملئت الطلب الخاص بذلك، وعلمت بعد ذلك أنهم اختاروني لمشروع ممول من قبل الاتحاد الأوروبي ومؤسسة اوكسفام"، وبموجب هذا المشروع يتم استصلاح 120 دونم مقسوم الى قسمين بند استصلاح وبند تأهيل، ففي مشروع الاستصلاح ستستفيد 13 عائلة وفي مشروع التأهيل ستستفيد 8 عائلات ومجموع العائلات التي ستستفيد من المشروع 21 عائلة وطبعاً مساهمة المشروع 75% وهناك ومساهمة المزارع ب 25% .

بدأت رحلة حياة نجاح، وبدأ حلمها يتحقق، وبدأ المشرفون عى المشروع بالحضور والاجتماع مع نجاح ومعاينة أرضها، وبدأ مشروع الاستصلاح، وبدأ بناء سلسال ( جدار ) حول الأرض وبدأ العمل بالأرض وبدأ تنظيف الأرض من العشب وتجهيزها للزراعة، وبناء البئر، وبدأ المشروع يكبر والحلم يكبر، وبدأت نجاح تحلم أن ترى أشجار الفواكهة وأشجار الزيتون والعنب، وتحلم أن تقطف وأبنائها ثمار الأرض وثمار تعبها، وتارة تارة بدأ الحلم ليصبح حقيقة...

وتقول نجاح :" قام المشرفون على المشروع بتزودي بالأشتال، فزرعت حوالي 70 شتلة زيتون رومي وزرعنا حوالي 115 دوالي وزرعنا ثلاثين شتلة خوخ وجوز وبرقوق يعني من كل الانواع والحمدلله زرعت كل الأنواع والأشتال عاشت وكبرت والحمدلله على كل شيء ".

وعند سؤال علي البص – منسق المشروع عن رأيه بنجاح وعن تقييمه لمشروعها وأرضها قال :" قصة نجاح قصة مميزة ومثيرة، فنجاح صممت منذ البداية أن تعمل بجد في أرضها وأن تزرع أرضها بنفسها وأن تهتم بأرضها فهي مصدر الرزق الوحيد لها، وتعد السيدة نجاح من السيدات المثابرات واللواتي استطعن أن يعملن بكل جد واجتهاد واستفدن جدا من مشروع حماية صغار المزارعين وتحقيق الامن الغذائي لهم في جنوب الضفة الغربية، وما زالت كعادتها تشرف على أرضها وتعتني بها وتسأل باستمرار عن كيفية الاعتناء بها وعن المحاصيل التي تستطيع زراعتها ، فقصة نجاحها كانت متوقعه لأنها عملت بكل جد واجتهاد وأشرفت على الأرض بنفسها وكانت تسأل باستمرار، وها هي الأن تزرع القرنبيط والبقدونس والنعنع والكوسا الى جانب الخيار والفقوس وتبيعهم وتصرف على عائلتها، وبعد سنوات قليلة ستبيع نتاج أشجار الفاكهة والحمضيات، وهذا كله بسبب عملها المتواصل ونشاطها ".

وشكرت نجاح الاتحاد الأوروبي ومؤسسة اوكسفام واتحاد لجان العمل الزراعي الذين قدموا لها المساعدة وحثتهم على مساعدة النساء المحتاجات ودعتهم لزيارتها ليروا نتاج مساعدتهم لها، وشكرتهم لأنهم وفروا لها ولعائلتها مصدر دخل يحميها وباب رزق.

وكالة "معا" الاخبارية كانت هناك عند نجاح بالصوت والصورة، ورصدت كميراتنا وصورت نجاح وقصتها ونجاحها في أرضها، وستبت فضائية فلسطين اليوم في تمام الساعة السادسة مساء قصة تلفزيونية عن نجاح أبو عطوان، وستعاد القصة على تلفزيون فلسطين يوم الاثنين الموافق 15 اذار في تمام الساعة السادسة مساء.

أما عبر محطات شبكة معا التلفزيونية، فسنقوم ببث القصة مساء يوم غد الأحد الموافق 14 اذار 2010 في تمام الساعة السادسة مساء وتعاد يوم الثلاثاء القادم الموافق 16 اذار 2010 في نفس الموعد.