" فدا " يحتفل بالذكرى الـ 20 لانطلاقته في احتفال جماهيري برام الله
نشر بتاريخ: 13/03/2010 ( آخر تحديث: 13/03/2010 الساعة: 18:15 )
رام الله - معا - أقام الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني " فدا " مهرجانا مركزيا في رام الله في إطار احتفالاته المتواصلة، في الوطن ومناطق اللجوء والشتات، في الذكرى الـ 20 لانطلاقته.
وحضر المهرجان، الذي أقيم في قاعة البروتستنت في المدينة، المئات من عضوات وأعضاء فدا ونصيراته وأنصاره، وأعضاء في اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح والمجلسين الوطني والتشريعي، وممثلو القوى والفصائل الوطنية والمؤسسات الأهلية والشعبية.
كما شارك في الاحتفال، الذي رأس عرافته الرفيق الشاعر عبد السلام العطاري، حشد كبير من المواطنين.
وألقى أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم كلمة السيد الرئيس محمود عباس في الاحتفال، وقال في مستهل كلمته " إن وجودنا اليوم في هذا الاحتفال لهو الدليل الأكيد على تمسكنا بالنهج الذي دأبنا عليه في منظمة التحرير الفلسطينية، نهج التعددية والتكامل بين ألوان الطيف السياسي الفلسطيني". وأضاف " ونحن نحتفل في الذكرى العشرين لانطلاقة فدا فإن من الأمانة بمكان أن نقدر لهذا الحزب (...) أنه كان على الدوام مثالا يحتذى على صعيد التحلي بالمسؤولية الوطنية ونبذ الفئوية والتعصب، ومثالا مشرفا أيضا على الالتزام بكل قرارات الإجماع الوطني دون مزايدات أو تفريط".
وفي الموضوع السياسي والتطورات الأخيرة، أكد عبد الرحيم أن قرار القيادة الفلسطينية بإعطاء فرصة للجهود الأمريكية من خلال مواصلة المبعوث الأمريكي جولاته المكوكية، جاء " من منطلق تمسكها بالسلام كخيار استراتيجي: السلام العادل والدائم والشامل، والذي لا يستقيم مع الاستيطان، ولا ينتقص من أية قضية من قضايا الوضع النهائي وبحيث تؤدي أية مفاوضات، إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ عام 1967، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وكاملة السيادة بعاصمتها القدس الشريف، وأن يتم التوصل إلى حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين وفقا للقرار 194 ومبادرة السلام العربية". لكن عبد الرحيم نوه إلى أن " حكومة نتنياهو خاصة بقراراتها الأخيرة يوم الثلاثاء الماضي أثبتت أنها لا تريد السلام، بل أنها تعمل على إضاعة الوقت، وتقويض العملية قبل أن تبدأ، ولهذا لا بد من التراجع عن هذه القرارات الاستيطانية". كما أعرب عن أمله في " أن يأتي السيناتور ميتشل وفي جعبته جواب واضح للخروج من هذه الأزمة التي وضع فيها نتنياهو الجميع عن عمد وبمعرفته المسبقة".
وقال أمين عام الرئاسة " إننا نُؤكد ونُشدد القول وكما يقول الجميع بأن الإدانات الدولية القوية خاصة بيان الرباعية لابد أن تقترن وتتوازى مع موقف حازم ضد هذه الممارسات انطلاقاً مما أبلغنا به من السيد بايدن والسيدة كلينتون وزيرة الخارجية بوضع حد لأي طرف سيعيق تقدم العملية السياسية نحو تحقيق أهدافها فلقد آن الأوان لأن تقترن الأقوال بالأفعال خاصة وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو أعتذر بعد تلك الإدانات عن التوقيت فقط و لكنه لم يتراجع عن الجوهر في المستقبل وكما عودنا دائما فأنه يمكن أن يقدم على مفاجأة الجميع بقرارات جديدة من هذا النوع في المستقبل". وشدد الطيب عبد الرحيم " إن الوضع في غاية الصعوبة والحساسية ولا بد من وقف الاستيطان إذا ما أُريد للمباحثات غير المباشرة أن تمضي إلى شيء ملموس ذي قيمة ويبعث الأمل".
بدوره، قال أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف في كلمة باسم القوى الوطنية: إن احتفال فدا في الذكرى العشرين لانطلاقته يعد محطة وطنية من محطات النضال الوطني الفلسطيني تؤكد من جديد على الدور الاستثنائي والمهم لاستعادة الوحدة الوطنية من أجل مواجهة التحديات التي تواجه شعبنا.
واعتبر أبو يوسف أن الذهاب إلى المفاوضات غير المباشرة " كان قرارا غير صائب"، وقال " لا يمكن الذهاب إلى مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع هذه الحكومة ( حكومة نتنياهو ) في ظل ما تقوم به من إجراءات".
والقى كلمة فدا أمينه العام صالح رأفت مستهلا كلمته بتوجيه التحية للشهداء ومعربا عن أمله في " أن نتسلم خلال أيام قليلة جثمان الشهيد مشهور طلب العاروري، وأن يتم متابعة قضية باقي جثامين الشهداء الذين تواصل سلطات الاحتلال احتجازها".
من جهة أخرى، أكد رأفت أن فدا كان يأمل أن يحتفل في الذكرى العشرين لتأسيسه وقد انتهى الانقسام وتم استعادة الوحدة؛ لذلك، أضاف " أن الأولوية لدينا ( لدى فدا ) ولدى كل فصائل المنظمة هي العمل من أجل إنهاء هذا الانقسام" داعيا قيادة حركة حماس إلى التوقيع على الوثيقة المصرية كما فعلت ذلك حركة فتح وباقي الفصائل التي وافقت على الوثيقة بالرغم من تحفظاتها عليها.
ورفض رأفت اتهامات حركة حماس لمصر بأنها حذفت أو حرفت قضايا في الوثيقة، وقال إن العكس هو الذي حصل، فقد جسرت القاهرة في أكثر من قضية لصالح حماس مثل النظام الانتخابي وموعد إجراء الانتخابات.
بعد ذلك انتقل أمين عام فدا للحديث عما حصل خلال الأيام الأخيرة وقال " إنهالت خلالها النصائح من كل دول العالم على القيادة الفلسطينية لإعطاء فرصة للجهود الأمريكية" وأضاف " كان هناك تقدير مجمع عليه في القيادة بأنه مع هذه الحكومة- حكومة المستوطنين- مستحيل التوصل إلى حل: لا عبر مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة".
وتابع " ومع ذلك أعطت القيادة فرصة للجهود الأمريكية، لكن وفي أول جولة ( انتهى الفيلم ) فنتنياهو استقبل ميتشل بالإعلان عن إقامة 120 وحدة استيطانية، وبايدن بالإعلان عن 1600 وحدة".
وبعد أن أكد على أهمية كل الإدانات الدولية للقرارات الاستيطانية الأخيرة، شدد رأفت على أن " هذه الإدانات لا تكفي، وأن المطلوب من اللجنة الرباعية التي ستجتمع في موسكو هذا الشهر، ومن المجتمع الدولي وعلى رأسه الإدارة الأمريكية، ممارسة الضغط على حكومة تل أبيب حتى تنصاع للقرارات الدولية".
وقال رأفت " علينا أن نتمسك بأنه لا عودة لمفاوضات مباشرة ولا غير مباشرة ولا جولات مكوكية دون أن تلغي هذه الحكومة ( إسرائيل ) قراراتها الأخيرة، وأن تلتزم للجنة الرباعية بالوقف الكامل لكل أشكال التوسع الاستيطاني وفي مقدمة ذلك في القدس الشرقية".
وأضاف أنه يجب أن لا يكون هناك أي بحث في أية قضية عدا قضية وقف الاستيطان، داعيا إلى متابعة العمل مع كل المحافل الدولية وصولا لمجلس الأمن الدولي من أجل ترسيم حدود الدولة الفلسطينية.
كما دعا رأفت إلى العمل من أجل إرسال قوات دولية لتأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني " ولمتابعة العمل لمواجهة الإجراءات التعسفية الإسرائيلية وتعزيز صمود المواطنين في مواجهة الاستيطان والجدار" .
ودعا أيضا إلى دعم القطاع الزراعي والاهتمام بحياة المواطنين ومشاكلهم وفرض رقابة صارمة على الأسعار لمنع استغلال الناس.
ودعا كذلك إلى " متابعة العمل لبناء نظام سياسي فلسطيني على أسس ترسخ الديمقراطية وتكفل العدالة الاجتماعية للجميع وتحقق المساواة بين المرأة والرجل، والى إعادة النظر بكل القوانين التي تجحف بالمرأة".
وقال " علينا أن نبني النظام السياسي الفلسطيني على أسس عصرية وعلمانية تفصل بين الدين والسياسة وفقا للشعار التقدمي ( الدين لله والوطن للجميع )، وعلينا أن ننأى بالدين عن الصراعات السياسية ولا نستخدمه فيها كما فعلت حماس عندما فرضت الحجاب والجلباب على المعلمات والطالبات في قطاع غزة".