بيت لحم: السلطة تستعد لتسلم المدينة وسط شكوك بالتنفيذ الاسرائيلي للانسحاب
نشر بتاريخ: 01/07/2005 ( آخر تحديث: 01/07/2005 الساعة: 05:34 )
بيت لحم- معا- مع اقتراب الموعد المفترض لتسلم السلطة الفلسطينية الصلاحيات الامنية في محافظة بيت لحم, والذي من المفروض ان يكون نهاية هذا الاسبوع تجري السلطة استعدادات كبيرة على صعيد فرض النظام وتحمل المسؤولية الامنية, ويؤكد المسؤولون في المحافظة جاهزية الاجهزة والمؤسسات الفلسطينية لتسلم السيطرة منذ اللحظة الاولى لاعلان سلطات الاحتلال الانسحاب من المحافظة, الا ان هذه الجاهزية لا تزيل المخاوف من نفوس الفلسطينيين الذين اعتادوا على المماطلة الاسرائيلية والتراجع في اللحظة الاخيرة عن الالتزامات والتعهدات التي تقطعها على نفسها حكومة شارون.
وقال محافظ بيت لحم العميد زهير مناصرة في حديث لوكالة معا" نحن جاهزون لتسلم المحافظة بكل مكونات الجاهزية" وفي ذات الوقت عبر مناصرة عن شكوكه في صدق النوايا الاسرائيلية مؤكدا انه وكأعلى مرجعية للسلطة في بيت لحم لم يتلقى تبليغا رسميا بالانسحاب من المدينة حتى الان.
وتساءل المحافظ عن مدى فائدة الانسحاب من داخل المدن في حين يبقى الحصار مفروضا على كامل المحافظة, مؤكدا ان مسؤوليات السلطة في حفظ الامن ستتأثر سلبا بالممارسات الاسرائيلية قائلا" عندما تنسحب الدبابات من داخل المحافظة وتطوق خارجها, وتبقى الحواجز الثابتة والطيارة... اذن ما معنى الانسحاب؟!".
وانتقد العميد مناصرة اعلان اسرائيل عن انسحابات واجراءات للتخفيف عن المواطنين الفلسطينيين في حين على ارض الواقع لا يحدث شيء وقال" بناء الجدار وتوسيع مستوطنة بيتار والاستيلاء على اراضي واد فوكين وبتير وبيت اسكاريا والاعتقالات جميعها مستمرة", وكشف مناصرة عن لقاءات بين ضباط فلسطينيين ونظرائهم الاسرائيليين في منطقة بيت لحم, هدفت الى اطلاع الاسرائيليين على استعدادات السلطة لاستلام الصلاحيات الامنية في بيت لحم.
من جانب آخر تستعد الشرطة الفلسطينية في بيت لحم بمختلف فروعها لفرض النظام والقانون, ويجري افراد الشرطة تدريبات للياقة البدنية وتنفيذ المهمات المختلفة استعدادا للانتشار المحتمل في المدن التي ستنسحب منها اسرئيل.
وقال العقيد داوود ابو غيث نائب مدير شرطة بيت لحم " أحاديث اسرائيل عن الانسحابات قديمة جديدة, اسرائيل من مدة تماطل وتدعي انها تريد الانسحاب وللاسف هناك تضييق", واضاف ان لدى الشرطة استعدادات كبيرة قائلا" نحن جاهزون لاستلام اي منطقة وسنقوم بالانتشار في اي وقت", ولكنه ابدى شكوكه في نوايا سلطات الاحتلال مشيرا الى ان اهالي محافظة بيت لحم يتعرضون منذ فترة لمضايقات على الحواجز التي ازدادت بصورة ملحوظة في محيط المحافظة.
ولم يخفي العقيد ابو غيث الصعوبات الكبيرة التي تعترض عمل الشرطة بسبب ما لحق بها من دمار خلال السنوات الاربع الاخيرة, وقال " دمرت اجهزة السلطة بشكل كامل, لكن ايمانا منا بقضيتنا وشعبنا نحن جاهزون لاستلام اي منطقة ونستطيع الحفاظ على امن شعبنا تحت كل الظروف والامكانيات", وفي الوقت ذاته استبعد ابو غيث قدرة شرطته على حفظ الامن ودوريات الاحتلال تجوب شوارع المدن, في حين لا يمكن للشرطة ان تعمل خارج المحافظة لمطاردة اللصوص والهاربين من القانون.
وكشف ابو غيث قيام اسرائيل بالغاء مجموعة من التسهيلات التي كان قد اتفق عليها بين ضباط من الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي كانوا قد التقوا ميدانيا بذريعة اطلاق طلقة مسدس من قبل مجهولين باتجاه حاجز الارتباط العسكري غرب مدينة بيت جالا, واضاف ان الاتفاق الذي الغاه الاسرائيليون تضمن فتح مدخل بيت لحم الجنوبي قرب محطة النشاش, وتخفيف الاجراءات على الحواجز, وعدم تسيير دوريات عسكرية داخل المدينة.
المواطن التلحمي حاله حال المسؤولين لم يبدي اكتراث بكل ما يقال عن الانسحاب من المدينة, فهموم المواطن لا تقف عند من يأخذ مسمى الامن في محافظة تهالكت اقتصاديا وبات سكانها يواجهون الأمرين بسبب الحصار والاستيطان والجدار والاعتقالات والتنكيل اللا منتهي على الحواجز العسكرية التي لن تبقي مضمونا للانسحاب المحتمل.