نشر بتاريخ: 15/03/2010 ( آخر تحديث: 15/03/2010 الساعة: 18:26 )
في يوم الأرض كنا ننتظر التواصل مع الأرض، ومن على الأرض شعبا وشجرا وحجرا ومقدسات ،ننتظر التواصل مع البشر في الأسر، وكسر الحظر،من قبل الشقيقة مصر ،لتعيد تكرار حضورها إلى ارض فلسطين بعد أن لاقت منتخبها على ارض يافا في العام 1934 ضمن تصفيات كاس العالم ، وعليه لا لم ولن ننظر إلى هذه اللقاءات الودية من باب الرياضة كالعاب ترفيهية ، بل هي رسائل وطنية وتواصل مع قضيتنا وقدسنا الأبية ،ولتكن من أبواب الرياضة الفلسطينية، إحدى أهم وأقوى الجسور الممتدة بين الشعوب العربية والدولية، وهنا أرى أن تقام كافة أنشطة وبطولات هذا العام الرياضي في كافة المؤسسات والهيئات والاتحادات تحمل أسماء وشعارات للقدس.
إنها بيت المقدس أولى القبلتين وثان المسجدين وثالث الحرمين الشريفين،هي مهد سيدنا المسيح ومسرى ومعراج سيد الخلق ، محمد عليه السلام ،هي بيت المقدس ، القابعة في الأسر ،حجرا وشجرا وبشرا ومقدسات،ومع ذلك يأتي الاعتذار تباعا عن الزيارات .
والتساؤل :هل زيارة السجين اعتراف وتطبيع مع السجان،؟أم مزيدا من الدعم المعنوي والنفسي والتواصل الاجتماعي،الذي يخفف عنه معاناته ،
إن في مقاطعة الأسير من ذوي الأسير مزيدا من الحمل والعبء النفسي والوحدة والظلام. وفي مقاطعة القدس التي ترزح تحت الاحتلال، من قبل العرب، مسلمين ومسيحيين، مزيدا من الاستفراد بها من قبل الإسرائيليين الذي يخططون للسيطرة عليها و للحجيج إليها والاستحواذ عليها ليل نهار،تحت حجج واهية ،كاذبة فشلوا لغاية الآن بكل الطرق من إثبات وجود هيكلهم بها ، وما يزالون يلتفون حولها،لا شواهد لهم كشواهدنا ،فمقدسات العرب والفلسطينيين مسلمين ومسيحيين قائمة،لكنها تحرم حتى من التواصل و الحنين ،بفعل الإسرائيليين وغيرهم من المفتيين والسياسيين العرب والمسلمين، إلا من رحم ربي من السكان الأصليين المتواصلين.
إنها القدس ،ركن ثابت في العقيدة والفكر،لا جزء من الترفيه واللعب ،الم يقل المصطفى لا تشد الرحال إلا لثلاث مساجد والمسجد الأقصى منها، وعليه أرى أن فتحها واجب والسير لها لمن يستطع فرض لا سنة أو نافلة ، ولكونها القدس ، وبما تمثله في العقيدة إلا أننا لا نرى هذا التواصل معها عربيا وعالميا بحجة أن التواصل معها يعني التطبيع وان الزيارة لها اعتراف بالاحتلال ، والمشكلة ليست في فشل زيارة المنتخب المصري الذي كان مقررا له زيارة الأراضي الفلسطينية في يوم الأرض وإقامة لقاء ودي رياضي على ارض مدينة القدس رغم رسالة السياسية، ، إن المشكلة تعميم الفتوى على كافة أصقاع الأرض وكافة الشرائح البشرية وحاملي الجنسيات الدولية من المسلمين في كافة القارات والبلدان،الذين تقيم دولهم علاقات مع إسرائيل" كتركيا وغيرها "و يقفون عند فتوى علماء المسلمين بحرمة الدخول إلى ارض فلسطين وهي تحت الاحتلال ،وينتظرون التحرير ليتمكنوا من الحجيج لها،
أيها السادة: إن سيد الخلق عاد ليزور مكة في السنة التالية بعد الهجرة وهي تحت حكم كفار قريش ،ومنع ثم عاد ثانية واشترطوا عليه ما يريدون من نزع سيوفهم وغيره، ومع ذلك تواصل الرسول الكريم مع مكة ،ولم يخشى من سيادتهم وسيطرتهم على المدينة ليرجئ زيارتها،بل إن زيارتها كانت كاللبنة الأولى في تحريرها،
عذرا يا سادة، تبريرات كثيرة ما نسمعها تحول دون التواصل وزيارة القدس، فالختم الإسرائيلي على جواز السفر من ناحية والفتوى الشرعية من ناحية،وغيرها..
واتسال ماذا يعني وجود الأختام الإسرائيلية على جوازات السفر لمن يزور فلسطين ، من اجل القدس وتواصلا معها ،هل هي وسمة عار، أم في القضية وجهة نظر باعتبارها إشارة تحدي وتواصل مع فلسطين بإصرار ، وعليه هل يخجل الجرحى الفلسطينيين من علامات الرصاص الإسرائيلي على أجسامهم ، وان شوهتها ،أم ينظر لها كعلامات وإشارات عز وافتخار، نحن هنا هكذا ننظر لها ونقبل أيادي أصحابها لا نقرف ونخجل منها ، وعلى الممانعين لزيارة القدس إعادة النظر والاعتبار،إن أحسنا إدارة معركة الانتصار.
والتساؤل الثاني لمن يرى في ذلك انه تطبيع مع الاحتلال ،الم يصبح القرار أو الفتوى بحرمة الزيارة للقدس وهي تحت الاحتلال يتناغم مع ما يفعله الاحتلال من منع الدخول لأبناء فلسطين لمحيط القدس القديمة،ويحددها بسنوات وحسن سير للزيارات،الم يصبح ذلك المبرر تحت شعار رفض التطبيع، بمثابة تعطيل لحديث المصطفى عن المساجد التي تشد لها الرحال، وبذلك منعت تلك الفتوى مسلمي أوروبا وأمريكا واسيا وإفريقيا وغيرهم ممن يحملون جوازات أجنبية من زيارة القدس والتواصل معها كمسلمين يجوبون شوارعها وأماكنها الدينية والتراثية ،يدخلوها كأمواج بشرية يومية تنادي تقول للاحتلال بالفعل والحركة والتفاعل من ارض بيت المقدس وما حولها، القدس لنا ،ولن نترككم تستفردون بها،
مؤسف ما أفضت عنه جولات الشد والجذب ،حول اعتذار منتخب مصر الأولمبي عن زيارته للقدس بحجة التطبيع، رغم أن الزيارة للفلسطينيين المعتقلين من بشر ومقدسات لا لمحتليهم ، فزيارة السجين في المعتقلات الإسرائيلية، كما قال ابن القدس الراحل فيصل الحسيني ليست اعترافا بالسجان أو تطبيعا معه ،وما هو أكثر حزنا أن يستمر مسلسل تمرير ثقافة الحرام للشرائح المجتمعية الأخرى ولجنسيات الدول الأخرى، استنادا للفتاوى الشرعية، لتبقى القدس أسيرة دون زيارة.
قال تعالى(إنما يخشى الله من عباده العلماء )
علمائنا نحسبهم عند الله أكثر الناس حرصا على شرع وكتب ومقدسات، وحق الله ، ولن اشكك في ذلك او ننادي بما هو حرام شرعا وهم قادة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،وسؤالي لجموع العلماء وأهل الفضيلة :
هل زيارة القدس تحت أي ظرف من الظروف من المعروف أم المنكر ، إنكم بوصلتنا وبيدكم تحريك جيوش من حملة الجوازات الأجنبية على وجه الكرة الأرضية سائحين وزائرين ، رياضيين وغير رياضيين من الفلسطينيين والعرب والمسلمين يتوقون لزيارة القدس والتواصل معها كما التواصل مع المعتقلين والسجين ،
لعلمائنا كل التبجيل والتقدير على اجتهاداتهم ودورهم في تفقيه الأمة،ونأمل أن يتم إعادة النظر في الفتاوى الخاصة بزيارة القدس،في ظل ما يحاك من مخاطر للقدس ليكونا معها لا عليها في مواجهة الاحتلال ومخططاته.
[email protected]